فلسطين أون لاين

متحدثون: جرائم التطهير العرقي والتهجير ضد أهالي الـ 48 لن تنجح

...
جانب من الندوة التي نظمتها جمعية واعد (تصوير: محمود أبو حصيرة)
غزة/ أدهم الشريف:

أكد متحدثون أن جرائم التطهير العرقي والتهجير التي ترتكبها (إسرائيل) بحق فلسطيني الـ 48، لن تنجح رغم تصاعدها في الآونة الأخيرة لاسيما بعد هبة الكرامة التي رافقت معركة سيف القدس عندما خاضتها فصائل المقاومة بغزة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي في مايو/ أيار 2021.

وأدلى المتحدثون بآرائهم وأقوالهم خلال ندوة عقدتها جمعية واعد للأسرى بعنوان "معتقلو هبة الكرامة بين الهوية والعنصرية" بمقرها في مدينة غزة، اليوم الثلاثاء.

وحضر الندوة مدير واعد عبد الله قنديل، ورئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد فلسطيني الداخل محسن أبو رمضان، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي، ومن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان حسن حلاسة، وممثلين عن وزارة الأسرى، ومحررين من سجون الاحتلال، ومختصين في قضية الأسرى.

وبين أو رمضان أن حكومات الاحتلال تتبع سياسة التمييز العنصري ضد فلسطيني الداخل وترتكب بحقهم انتهاكات عديدة في محاولة منها لإخضاعهم وتهجيرهم دون اللجوء إلى تقديم حلول سياسية أخرى.

وأضاف أبو رمضان في كلمة خلال الندوة: أن الفلسطينيين لا ينتظرون حلولاً سياسية من الاحتلال الذي يسعى إلى تصفية العناصر الأساسية لقضيتنا الوطنية.

وشدد على أن "محاولات الاحتلال تزوير التاريخ واختصار الصراع في مجوعة مفاهيم تلمودية وتوراتية لن تنجح؛ لأن فلسطين عربية".

ونبَّه إلى أن جرائم التطهير والتهجير الإسرائيليتيْن ضد فلسطيني الـ 48 وما سبقها وما جاء بعدها أيضًا؛ قد عمقت الوعي الوطني وعززت الصمود والتصدي لمخططات الاحتلال ومواجهة التحديات الكبيرة.

وأشار إلى أن الاحتلال لم يرق له هبة الكرامة التي انطلقت في الداخل الفلسطيني تزامنًا مع اندلاع معركة سيف القدس ضد العدوان على المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان الشيخ جراح، وغيرها من الانتهاكات في الأراضي المحتلة.

وبين أن الهبة "أثبتت للاحتلال فشل محاولاته ومساعيه طيلة السنوات الماضية لتذويب وعي فلسطيني الداخل، وقد جاءت امتداد لتراث مجيد تشكل بتحركات وطنية سابقة وأبرزها يوم الأرض وغيرها من الفعاليات والمناسبات الوطنية".

ولفت إلى تزايد الوعي الوطني لدى فلسطيني الداخل نتج عنها تشكل لجان للدفاع عن الحريات، وأصبحت مصدر قلق للاحتلال وحكومته، مشددًا على أن انتهاكات الاحتلال واستهدافه لأهالي الداخل تتنافى مع جميع القوانين والأعراف الدولية.

كما نبه إلى أن فلسطيني الداخل لهم دور كبير في حماية المسجد الأقصى والرباط فيه رغم محاولات التهجير المستمرة بحقهم.

وقد لجأ الاحتلال -بحسب أبو رمضان- إلى إقرار سلسلة قوانين عنصرية وإجراءات تهدف إلى مصادرة الأراضي وحقوق المواطنين الفلسطينيين، لكن شعبنا يعي هذه الإجراءات ومخاطرها على مستقبل قضيته.

كما تطرق إلى مساعي الاحتلال إلى نشر الفتنة بين فلسطيني الداخل من خلال عصابات المافيا، وقد نتج عن جرائمها مقتل أكثر من 100 مواطن فلسطيني.

ونوه إلى أن هذه العصابات مدعومة من أجهزة أمن الاحتلال السياسية والأمنية، ويعد عملها جزءًا من مخططات الاحتلال للتخلص من العبء الوطني لجماهير الداخل وهيئاتهم الوطنية.

كما أشار إلى أن أجهزة أمن الاحتلال تستطيع أن تضع حد للجرائم في الداخل المحتل، لكنها تقف ورائها بهدف تفتيت المجتمع الفلسطيني.

منظومة فصل عنصري

من جهته، قال عبد العاطي: إن الاحتلال الإسرائيلي منذ قيامه على أرض فلسطين على إثر نكبة 1948، فرض منظومة متكاملة أقل ما توصف أنه نظام "ابرتهايد (نظام فصل عنصري)"، بهدف تحويل الفلسطينيين إلى مواطنين من الدرجة الثانية لا يتمتعون بالحرية والحقوق بشكل كامل.

وشدد رئيس مجلس إدارة الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، على أن المساعي الإسرائيلية لا تتوقف لسلب الهوية العربية من فلسطيني الداخل.

كما نبَّه إلى أهمية المناسبات الوطنية خاصة يوم الأرض، والذي يثبت دائمًا رفض الفلسطينيين لكل محاولات الإخضاع والتمييز القضائي والتشريعي، ومن أجل ذلك انطلقت هبة الكرامة.

كما نبه إلى أن المواطنين الفلسطينيين الذين استهدفهم الاحتلال إبَّان هبة الكرامة ما زالوا يتعرضون لانتهاكات جسيمة، وامتد ذلك إلى المعتقلين منهم في السجون حتى يومنا، وقد وجهت محاكم الاحتلال ضدهم اتهامات خطيرة.

وبينما اتهم عبد العاطي الاحتلال بالانتقام من المواطنين للتنكيل بهم والعدوان والانتقام منهم، فإن سلطات الاحتلال تطلق يد المستوطنين لارتكاب الجرائم دون اتخاذ إجراءات قانونية وقضائية تحد من جرائمهم.

أما عن سياسات وانتهاكات الاحتلال بحق فلسطيني الداخل، فهي تشمل وفق عبد العاطي؛ الفصل العنصري على خلفية الانتماء، والتمييز في مجال الصحة، وإشاعة الفوضى والجريمة بهدف زرعه الفتن والتهجير، والعنصرية في المحاكم والاعتداء على القيادات السياسية وإقصائها، ومنع رفع الآذان، ومنع استخدام اللغة الغربية في المواصلات العامة، وتمييز الأم اليهودية في المستشفيات والاجحاف بحق الفلسطينية، والتطهير العرقي بحق فلسطيني الداخل وخاصة ما يحدث في النقب بهدف الانتقام من الفلسطينيين وتحويل حياتهم إلى جحيم.

وأكد أن سلطات الاحتلال تسخر ما لديها من إمكانيات وقدرات أمنية وعسكرية للنيل من عزيمة فلسطيني الداخل عبر مجموعة كبيرة من السياسات والانتهاكات والجرائم.

وبينما تحدث قنديل عن واقع فلسطيني الداخل، تطرق أيضًا إلى واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والانتهاكات التي يتعرضون لها، مبينًا أن 180 طفلاً معتقلاً خلف قضبان السجون يتعرضون لانتهاكات عديدة.

وأضاف مدير جمعية واعد في كلمة خلال الندوة: إننا "نرفض الانتهاكات التي ترتكبها حكومة الاحتلال الفاشية بحق فلسطيني الداخل المتمسكين بالهوية ويجاهون العنصرية ومحاولات التهجير في النقب والداخل والأغوار وغيرها".

وشدَّد على أن فلسطين من رفح إلى رأس الناقورة واحدة لن تتجزأ ولن تتفتت تحت أي ظرف كان.

وذكر أن الاحتلال يريد للفلسطيني فقط أن يقتل ويحرق ويهجر ويبعد، لذلك جاءت هبة الكرامة التي تخللها سلسلة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الفلسطينيين، وقد أصدرا محاكم أحكامًا خيالية ضدهم.

وقرأ قنديل توصيات الندوة، طالب المشاركون فيها بضرورة دعم وإسناد أهالي الداخل وتوفير شبكة أمان لمعتقلي هبة الكرامة.

وحمل المشاركون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه بحق أهالي الداخل وخاصة ما طالتهم الاعتقالات خلال هبة الكرامة، داعين الفعاليات والهيئات السياسية والوطنية في الداخل إلى تصعيد النضال والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية العنصرية.