فلسطين أون لاين

تأجيل اجتماع ضم الضفة الغربية لا يعني الإلغاء

نظرًا للضغوط الأمريكية، أجَّل رئيس حكومة المستوطنين بنيامين نتنياهو اجتماعًا كان مقررًا هذا الأسبوع لتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين، قسم شمال مدينة القدس، ويضم نابلس، وجنين، وطولكرم، وقلقيلية، وطوباس، ورام الله، وغيرها من المدن والبلدات العربية، وقسم يقع جنوب مدينة القدس، ويضم مدن بيت لحم، والخليل، وبيت ساحور، وبيت جالا، ودورا وغيرها من المدن والبلدات العربية.

تقسيم الضفة الغربية إلى شمال وجنوب مخطط إسرائيلي يهدف إلى ضم الجزء الأكبر من الأرض، ويحول دون قيام دولة فلسطينية متواصلة الأطراف، وينهي الصراع على طريقة اليمين المتطرف، وذلك بتنفيذ الخطة الإسرائيلية المعروفة ب 1E، الخطة التي أُجلت منذ سنوات، ولكنها لم تُلغَ، فما تزال هذه الخطة مطروحة على قائمة التنفيذ.

لقد تمَّت الموافقة الإسرائيلية على خطة تقسيم الضفة الغربية بشكل مسبق، وقد طرحت على طاولة البحث والنقاش منذ سنة 2017، يوم ناقش مسؤولون في حكومة نتنياهو خطط ضمّ الضفة الغربية من جانب واحد، ويأتي التأجيل في كل مرة بناءً على طلب أمريكا، واستجابة لطلب حلفاء (إسرائيل) من عدة دول أوروبية، الذين يحرصون على التواصل مع نتنياهو، وأعربوا له عن قلقهم فيما يتعلق بنية الحكومة عقد اجتماع حول خطة 1E، وطالبوه بإلغائها، وذلك وفقًا لموقع أكسيوس.

استجاب نتنياهو للرجاء الأمريكي، واتصاله الهاتفي مع وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، وإبلاغه بتأجيل موعد الاجتماع، لم يكن خوفًا من أمريكا، وإنما طمعًا بخيراتها، ودعمها المالي والدبلوماسي والعسكري، وقد يكون هذا التأجيل من باب المناورة، واشتراط ذلك بزيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض، وقد يكون هذا التأجيل مقرونًا بزمن تمرير التعديلات القانونية، التي يرفض نتنياهو أي تدخل أمريكي بشأنها، التي تمثل حجر الرحى لسياسة الحكومة الإسرائيلية الراهنة، ويدلل على ذلك حجم الانتقاد والسخرية من نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، وهي المعروفة بدعمها غير المحدود للصهاينة، وكانت تشاركهم احتفالهم بمرور 75 سنة على النكبة الفلسطينية، ومع ذلك سخر وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين منها، واستخف بها، واتهمها بالجهل، لأنها طالبت بوقف التعديلات القانونية.

ولم يقف الهجوم على نائبة الرئيس الأمريكي عند وزير الخارجية، فقد استلَّت وزيرة المهمات القومية أوريت ستروك غضبها، وصفعت به قادة أمريكا علانية، وطالبتهم بعدم التدخل بالشؤون الداخلية الإسرائيلية، وقد احتقر الوزير الإسرائيلي عميحاي شيكلي السفير الأميركي في (إسرائيل)، وطالبه بالاهتمام بشؤونه الخاصة فقط، وألا يضع أنفه في التعديلات القضائية".

غضب الوزراء الإسرائيليين من التدخل الأمريكي بالتعديلات القانونية بهذا الشكل، لا ينسجم مع استجابة نتنياهو للطلب الأمريكي بتأجيل اجتماع تقسيم الضفة الغربية، وهذا يشير إلى أن طرح موضوع تقسيم الضفة وتأجيله ليس إلا مناورة إسرائيلية، ومرحلة من مراحل جس النبض، وتعويد العقلية العربية والغربية على استيعاب المشروع الاستيطاني بالتدريج.

كل هذه المناورات السياسية الإسرائيلية، وهذا الوضوح لمخطط تقسيم الضفة الغربية، لا يحظى بأي موقف فلسطيني، فـقيادة السلطة لا تبادر بأي عمل يحول دون تنفيذ المخطط الإسرائيلي، إنها تنتظر حتى تقع الفأس في الرأس، لتبدأ موالَّ الشجب والإدانة، لتغط بعد ذلك في نوم سياسي عميق.