فلسطين أون لاين

نصرة للقدس والمسجد الأقصى

تقرير ذكرى إعدام شهداء "الثلاثاء الحمراء".. تاريخ شاهد على تضحيات الفلسطينيين

...
الشهداء عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي- أرشيف
قلقيلية/ مصطفى صبري:

يحيي الشعب الفلسطيني هذه الأيام الذكرى السنوية الـ 93 لإعدام 3 من الثوار الفلسطينيين في يوم الثلاثاء 17 حزيران/ يونيو، وهو يوم يحمل الكثير من الرمزية والتاريخ للفلسطينيين ونضالهم من أجل حقوقهم وحماية المسجد الأقصى المبارك في القدس.

تعود هذه الذكرى إلى عام 1930، عندما اندلعت ثورة البراق في فلسطين كرد فعل على محاولة الصهاينة تهويد حائط البراق.

في هذا اليوم التاريخي، أعدمت سلطات الانتداب البريطاني كلًا من: عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي.

استمرت عمليات الإعدام لثلاث ساعات متتالية في سجن القلعة بمدينة عكا، وأطلق على ذلك اليوم اسم "الثلاثاء الحمراء".

محطة تاريخية

وأعربت شخصيات مقدسية في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، عن أهمية هذه الذكرى وما تحمله من رمزية وتأكيد على تضحية الشعب الفلسطيني ونصرة المسجد الأقصى والقدس المحتلة.

وقال الناشط المقدسي ناصر هدمي: "يوم الثلاثاء الحمراء هو تاريخ يجب أن يكتب بمداد من ذهب ويُدرس للأجيال القادمة. إنه منهج عملي في الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس".

وأضاف: "أصبحت أنشودة الشهداء الثلاثة رمزًا فلسطينيًا يذكرنا بأن الأقصى بحاجة إلى النصرة والدفاع عنه من التهويد والتقسيم المكاني والزماني وبناء الكنيس في المنطقة الشرقية".

وأشار هدمي إلى أن يوم الثلاثاء الحمراء هو محطة تاريخية تمتد لمدة 93 عامًا، وتتعانق مع ما يجري في المسجد الأقصى اليوم من تهديد وتهويد للمكان الذي يمتلكه الفلسطينيون كحق خالص".

وقال الناشط المقدسي فخري أبو ذياب من بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى: "ثورة البراق وإعدام الشهداء الثلاثة لها دلالات على واقعنا الحالي".

وأضاف أبو ذياب: "يعد التاريخ جزءًا هامًا في مسيرة الصراع، ويعيش المقدسيون، بشكل خاص، تجربة من الاعتداءات والتنكيل والاعتقالات وهدم المساكن ومصادرة الأراضي والاقتحامات، إضافة إلى التهديد بإقامة الهيكل المزعوم".

وتابع: "نواجه واقعًا يتطلب منا التصدي لأعتى احتلال في العالم".

إسلامية القدس

وشدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري على أن "الشعب الفلسطيني لن ينسى دماء الشهداء".

وأضاف: "في ذكرى احتلال القدس، التي تتزامن مع تاريخ ثورة البراق وإعدام الشهداء، نؤكد للعالم أجمع أن حائط البراق هو الحائط الغربي لسور المسجد الأقصى، ويعد جزءًا أصيلًا منه، ولا يمكن التنازل عنه. هناك قرار أممي يؤكد حق المسلمين في حائط البراق، وليس لليهود أي علاقة به".

اقرأ أيضاً: تقرير 93 عامًا على "ثورة البراق".. القدس لا تزال تحترق بتهويدٍ إسرائيلي

ونبه الشيخ صبري إلى أن "ما يحدث اليوم من تهويد سيؤدي إلى تفجير الأوضاع، تمامًا كما حدث في ثورة البراق التي اندلعت دفاعًا عن المسجد الأقصى".

يجدر الذكر أنه في الخامس من حزيران عام 1967، قامت قوات الاحتلال بتدمير حارة المغاربة المجاورة لحائط البراق وطرد سكانها بهدف السيطرة على المكان.

يشار إلى أن ذكرى إعدام الشهداء الثلاثة تدرس في المنهاج الفلسطيني ويُحتفى بها في الأعمال الفنية من التراث الفلسطيني.

وخلدت قصيدة إبراهيم طوقان "الثلاثاء الحمراء" قصتهم، إلى جانب مرثية نوح إبراهيم الشهيرة "من سجن عكا طلعت جنازة"، وكلتاهما غنّتهما فرقة "العاشقين" المحلية ولا يزال الفلسطينيون يرددونها إلى الآن.

والشهيد عطا الزير من مواليد مدينة الخليل وعمل في مهن يدوية عدة واشتغل بالزراعة وعُرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية، وشارك في المظاهرات التي شهدتها المدينة احتجاجًا على الهجرة إلى فلسطين.

والشهيد محمد خليل جمجوم منحدر من مدينة الخليل أيضًا، وقد تلقى دراسته الابتدائية فيها، وعندما خرج إلى الحياة العامة عاش ظلم الانتداب، وعرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للاحتلال مثل العديد من أبناء الخليل.

كان فؤاد حجازي أصغر الشهداء الثلاثة سنًّا وهو مولود في مدينة صفد، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الأسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وعرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه، وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي عمت أنحاء فلسطين.