فلسطين أون لاين

والتأكد من إجراءات السلامة في أماكن تخزينها

تقرير دعوة لتشكيل لجنة مختصة لمتابعة قضية تكدُّس البطاريات التالفة في غزة

...
C0دعوة لتشكيل لجنة مختصة لمتابعة قضية تكدُّس البطاريات التالفة في غزة82430.JPG
غزة/ نور الدين صالح:

دعا متحدثون إلى ضرورة تشكيل لجان مختصة تضم كل الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، من أجل متابعة قضية تكدُّس البطاريات التالفة في قطاع غزة، والتأكد من إجراءات السلامة المهنية والصحية في داخل هذه المنشآت.

وأكد المتحدثون أن استمرار تكدُّس البطاريات التالفة في القطاع له انعكاسات صحية وبيئية خطيرة، لكونها تتكون من مواد كيميائية سامة وأبرزها "الرصاص المسال" الذي يسبب أمراضًا خطيرة على صحة الإنسان وقد تصل إلى سرطان الدم.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز تطوير الإعلام-جامعة بيرزيت، تحت عنوان "البطاريات التالفة والخردة.. المخاطر البيئية والحلول" ضمن مشروع قوة الحريات طرق لكسر القيود بالتعاون مع مؤسسة كونراد أدناور الألمانية.

وذكر مدير دائرة النفايات الصلبة في سلطة جودة البيئة بغزة أحمد المناعمة، أن البطارية تتكون من صندوق بلاستيكي به الواح رصاص صلبة يفصل بينها عوازل وبداخله السائل والناقل الوسطي.

وأفاد المناعمة في كلمته خلال الورشة، بأن سلطة البيئة كُلفت في عام 2022، لتسليط الضوء وعمل تقرير عن صناعة وصيانة وتدوير البطاريات في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الدراسة التي توصلت لها بأن عملية صناعة البطاريات هي عبارة عن تجميع لمكوناتها في ورش بغزة، ثم بيعها للمواطنين.

ونفى وجود عملية إعادة تدوير للبطاريات التالفة في قطاع غزة بشكل واسع، "إنما هناك محاولات بسيطة من عاملين في المجال ولم تنجح في ذلك"، لافتًا إلى عدم وجود تقنيات كاملة لإعادة التدوير بالكامل في القطاع.

وبحسب قوله، فإن الإحصائيات المتوفرة تفيد بأن هناك 25 ألف طن من البطاريات متكدسة في القطاع خلال عام 2022، وجرى تصدير حوالي 10 آلاف طن منها لجمهورية مصر العربية.

وبيّن أن ظروف التخزين والصناعة لدى العاملين في هذا المجال ينقصها جوانب السلامة والصحة، مما ينعكس سلبيًّا على البيئة، منبهًا إلى أن سلطة البيئة وضعت عدة شروط فنية لكل القطاعات التي تمر بها البطارية، تتضمن توفير الأماكن المخصصة وارتداء العاملين للملابس الخاصة، للحفاظ على صحة العاملين والمواطنين كافة.

وشدد المناعمة على أن "غياب الوعي والمسؤولية الاجتماعية لدى العاملين والمواطنين في هذا المجال"، داعيًا إلى عقد ورش توعوية لتثقيف العاملين والمواطنين بمخاطر العمل في هذا المجال.

كما دعا وزارة الاقتصاد إلى عدم السماح بدخول البطاريات الرديئة إلى قطاع غزة، والاكتفاء بالبطاريات ذات الكفاءة العالية.

مخاطر الرصاص 

بدوره، أكد المدير العام للتفتيش وحماية العمل في وزارة العمل بغزة طلعت أبو معيلق، أن مادة الرصاص التي تتضمنها البطاريات التالفة تُسبِّب إصابات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها تعاملًا صحيحًا، فهي  قادرة على توصيل شحنة كهربائية بمعدل مرتفع جدًا.

وأوضح أبو معيلق أن مادة الزئبق أيضًا التي تدخل بمكونات البطاريات تسبب مشاكل صحية حركية لدى الإنسان وأضرار في المخ والكلى، مشيرًا إلى أن استنشاق بخار الزئبق له أثارًا ضارة على الجهاز العصبي والهضمي والرئتين والكليتين.

ودعا العاملين في هذا المجال إلى اتباع الإجراءات الصحية عند شحن البطاريات مثل تجنُّب ملامسة المكونات الداخلية في حالة كسر علبة البطارية، وعدم التعامل معها بالقرب من الحرارة أو الشرر أو اللهب المكشوف.

وأكد ضرورة حماية الحاويات من التلف المادي لتجنب التسربات والانسكابات، وعدم السماح للمواد الموصلة بلمس أطراف البطارية، محذرًا العاملين في البطاريات التالفة من ارتداء عناصر مثل المجوهرات لأنها قد تقصر الأطراف.

وأوصى أبو معيلق، بضرورة ضبط العمل في مجال البطاريات وإعادة التدوير من خلال تكامل الأدوار للحفاظ على الإنسان والبيئة، داعيًا إلى تنظيم ورش عمل من الجهات المختصة بمشاركة كل الأطراف ذات العلاقة للخروج بتوصيات لصانعي القرار وتبنِّي أفكار ومشاريع توعوية.

واستعرض أبو معيلق عمل الإدارة العامة للتفتيش وحماية العمل، حيث تقوم بتنفيذ زيارات ميدانية على المنشآت ومواقع العمل لتقييم المخاطر المهنية، والتأكد من تصويب أوضاع المنشآت المخالفة وإجراء الإصلاحات المهنية المطلوبة، ووضع الحلول المناسبة لتلافيها والحد منها بهدف الوصول إلى بيئة عمل آمنة.

وأشار إلى أن الإدارة تعمل على إلزام أصحاب العمل بإجراء الفحوصات الطبية الابتدائية للعاملين والنساء والأحداث ومتابعة الفحوصات الدورية حسب طبيعة العمل في المنشأة، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات لأصحاب العمل والعاملين والباحثين فيما يتعلق بالسلامة والصحة المهنية وإعداد دراسات تقييم المخاطر.

صعوبة التشخيص

من ناحيته، أكد أخصائي أمراض الباطنة والصدرية في وزارة الصحة د.بسام أبو ناصر، أن البطاريات التالفة تسبب أمراضًا خطيرة جدًا، تصل إلى سرطان الدم وتضخم الكبد والرئتين.

وقال أبو ناصر في كلمته خلال الورشة: إن الأطباء يواجهون إشكالية تشخيص الأمراض بسبب عدم إفصاح المصابين عن أماكن عملهم، مما يصعّب الكشف عن تاريخهم المرضي.

وأوضح أن الأمراض تنتقل من شخص لآخر عن طريق الملامسة والهواء الملوث، والأبخرة المتطايرة من المواد السائلة المكونة للبطاريات التالفة وخاصة "الرصاص المسال" السام.

 وبحسب أبو ناصر، فإن أبرز الأعراض الناجمة عن الإصابة بالبطاريات التالفة هي تساقط الشعر وحروق في الجلد وتسلخات واحمرار في العيون وآلام في الأذن وموجات حساسية في الأيدي، واصفرار في الجلد ومغص وإسهال، وقد يصل إلى السرطان.

وبيّن أن الصعوبة تكمن في أن هذه الأعراض لا تظهر فورًا إنما بعد وجودها في جسم الإنسان لمدة طويلة قد تصل إلى سنوات.