تصوروا لو أن طفلاً عبرياً إسرائيلياً يهودياً لديه من العمر فقط سنتان، أطلق عليه النار عربي فلسطيني مسلم أو مسيحي أو درزي، كما فعل الجندي الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي على رأس الطفل محمد هيثم التميمي من قرية النبي صالح وله من العمر سنتان.
نعم، قتله بإطلاق الرصاص على رأسه وهو داخل سيارة والده، الذي أصيب أيضاً، برصاصة أدخلته المستشفى.
سنتان عمر الطفل محمد التميمي، استهدفه قناص معه بندقية لها منظار وفق التقارير، ولذلك ينطبق عليه أحد الاحتمالات:
أولاً: هو يهدف إلى قتل الطفل ووالده، لعل أسرته وأهل قريته يشعرون بالخوف، ويندفعون للرحيل، فيكون بذلك قد حقق هدفاً استراتيجياً للمستعمرة بـ"تطفيش" الفلسطينيين وترحيلهم؛ للحفاظ على حياتهم، وليس على أرضهم وبلادهم ووطنهم.
ثانياً: لأنه حاقد عنصري ينظر للفلسطيني بكره وعداء وعنصرية وبطريقة فاشية، لأن الطفل وأسرته لا يستحقون الحياة، فالحياة هي فقط للإسرائيلي اليهودي على أرض فلسطين، ولا يحق لغير العبري الإسرائيلي اليهودي العيش بها وعليها، ولذلك يتعلم الجندي الإسرائيلي على كائن فلسطيني متحرك، حيث يشكل له هدفاً للتعليم والتدريب، بإطلاق النار عليه وإصابته، فهو مجرد من أي حقوق، غير مستبعد أن ينال القناص القاتل المكافأة على فعلته الإجرامية بحق العربي دون تقديمه لأي مساءلة، كما حصل مع قاتل الصحفية شيرين أبو عاقلة الذي بقي مجهول الهوية.
ثالثاً: أنه مجنون فاقد العقل والاتزان، ويتصرف بلا أدنى مسؤولية ما دام أن الضحية عربي فلسطيني، وليس عبرياً إسرائيلياً يهودياً.
قتل الفلسطيني بات عادياً على يد جنود المستعمرة وأدواتها وقواعدها، فالتعليمات من قياداتهم الأمنية العسكرية الرسمية تقول: إذا شعرت بالخطر، مجرد الشعور، لك أن تتصرف وتقتل دون أي مقدمة، ودون أي تنبيه مسبق، وهذا ما يُفسر مواصلة عمليات القتل اليومية للفلسطينيين على يد جيش المستعمرة ومستوطني الاحتلال.
الشعب الفلسطيني يدفع ثمناً باهظاً لقاء صموده على أرضه، حيث تتعدد وسائل وظروف التصفية والنتيجة واحدة هي القتل والموت، على أيدي الإسرائيليين، فإلى متى يستمر النفاق الأوروبي، والتغطية الأميركية على جرائم المستعمرة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني؟ حقاً إلى متى؟
يُظهرون التضامن والدعم لشعب أوكرانيا، ويُظهرون عدم الاهتمام لشعب فلسطين، أليس ذلك شكلاً من أشكال التواطؤ مع المجرم الإسرائيلي؟