يوافق اليوم الذكرى السنوية الـ" 56 لـ"نكسة حزيران" والتي أسفرت عن احتلال الضفة الغربية، وشرقي القدس، وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.
وبدأت "إسرائيل" الحرب في الخامس من حزيران/ يونيو، بهجوم عسكري مفاجئ على الجبهة المصرية، دشّنته بغارتين متتابعتين على القواعد الجوية في سيناء وعلى قناة السويس، حيث كان الهجوم النقطة الفاصلة بين ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين (إسرائيل) ومصر وسوريا والأردن، ساندتهم قوات عراقية خلال العدوان الإسرائيلي.
وبعد انتهاء جيش الاحتلال الإسرائيلي من القضاء على سلاح الجو المصري، تحوّل إلى جبهتي الأردن وسورية حيث كان الطيران الأردني والسوري ومعهما العراقي بدأوا بشن غارات على المستوطنات الإسرائيلية لتخفيف الضغط عن الجبهة المصرية، وما أن انقضى نهار 5 حزيران/يونيو حتى كان الطيران المصري والسوري والأردني خارج ساحة القتال.
اقرأ أيضا: في ذكرى "النكسة".. المقاومة تُراكم القوة وترسم معادلة جديدة في قواعد الاشتباك
وتمكّنت (إسرائيل) من السيطرة على مساحات كبيرة من الأرض العربية بزيادة أربعة أضعاف ما كانت احتلته عند إعلان إنشائها بعد "النكبة" عام 1948؛ فضمّت إليها كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيناء والجولان.
وسيطرت قوات الاحتلال على المصادر النفطية في سيناء، وعلى الموارد المائية في الضفة الغربية والمرتفعات السورية، ما مكّنها من زيادة عمليات الهجرة والاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.
وعلى الجانب الجيواستراتيجي فقد استطاعت دولة الاحتلال من إقامة "حدودها" عند موانع أرضية حاكمة (قناة السويس - نهر الأردن - مرتفعات الجولان) وازاد بذلك العمق الاستراتيجي للدولة العبرية.
كما وبسطت كامل سيادتها على مدينة القدس التي احتلّت شطرها الغربي عام 1948، وتسبّبت بعد "النكسة" بموجة تشريد جديدة طالت نحو 300 ألف فلسطيني استقر معظمهم في الأردن، حتى بات "يوم النكسة" عنوانًا آخر لتهجير الفلسطينيين بعد ما تعرّضوا له خلال "النكبة" عام 1948.
اقرأ أيضا: "نكسة 67".. ثقل الهزيمة لا يزال جاثمًا على الأرض
وتزامن ذلك مع سيطرة جيش الاحتلال على الخليل، كما شرع لواء من جيش الاحتلال بالزحف شرقًا نحو نهر الأردن، وفي الوقت نفسه هاجمت قوات إسرائيلية بيت لحم مدعومة بالدبابات، وتم الاستيلاء على المدينة، وفي نابلس فقد دارت على أطرافها معركة شرسة، ولولا تفوق سلاح الجو الإسرائيلي لكان من الممكن تحقيق نصر للجيش الأردني فيها.
وفي اليوم نفسه وصل جيش الاحتلال إلى نهر الأردن وأغلق الجسور العشرة الرابطة بين الضفة الغربية والمملكة، وبعد انسحاب قوات الجيش العراقي، تمت السيطرة على أريحا.
وقد ساهمت حرب يونيو/حزيران 1967 في أفول نجم القومية العربية وشجعت الحركات والمنظمات الفلسطينية على تجاوز وصاية الأنظمة العربية.