فلسطين أون لاين

​"نكسة 67".. ثقل الهزيمة لا يزال جاثمًا على الأرض

...
جنود الاحتلال يحيطون بعدد من الأسرى عقب النكسة (أرشيف)
القاهرة / غزة - نبيل سنونو

وضعت حرب 1967 أوزارها قبل 51 عاما، لكن نتائجها التي توصف بأنها "النكسة"، لا تزال جاثمة على الأرض.

شن كيان الاحتلال الإسرائيلي الحرب في الخامس من يونيو/حزيران 1967 على ثلاث دول عربية: مصر، سوريا، والأردن، التي انهزمت في ستة أيام. وبلغ عدد أفراد الجيوش العربية حينها 547 ألفًا.

وصل عدد الشهداء العرب إلى 21500، والقتلى الإسرائيليين 779، بينما بلغ عدد الجرحى العرب 45000، والإسرائيليين 2593، أما الأسرى العرب فكان عددهم 6000، والإسرائيليون 15.

أسفرت الهزيمة العربية عن تهجير ما يتراوح بين 300-400 ألف عربي من الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الواقعة على طول قناة السويس، ونزوح نحو 100 ألف من هضبة الجولان إلى داخل سوريا.

أما مساحة الأراضي العربية التي استولت عليها سلطات الاحتلال آنذاك بلغت 69347 كلم مربعا، وتشكل أكثر من ثلاثة أضعاف الأراضي التي استولت عليها سنة 1948 (20700 كلم مربعا).

واحتلت قوات الاحتلال 1158 كلم مربعا من هضبة الجولان (تشكل 62% من مساحة الجولان البالغة 1860 كلم مربعا)، كما احتلت الضفة الغربية وشرقي القدس (5878 كلم مربعا)، وقطاع غزة (363 كلم مربعا)، وشبه جزيرة سيناء (61948 كلم مربعا).

توقفت الحرب في 10 يونيو/حزيران، وصدر قرار من مجلس الأمن 236 في اليوم التالي، ينص على إدانة أي تحرك للقوات بعد ذلك التاريخ.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، د. حسن نافعة، إن هزيمة 1967 كان لها تأثيرات هائلة على واقع العرب، لم يستطيعوا التخلص من كل آثاره بعد، رغم مرور حوالي نصف قرن على وقوع الحرب.

ويضيف نافعة لصحيفة "فلسطين"، أن هناك أراضي لا تزال محتلة، منوها إلى أن هذه الهزيمة أدت إلى احتلال كل ما بقي من فلسطين، وسيناء والجولان.

ويتابع: "استعدنا سيناء منقوصة السيادة، وفلسطين ما زالت محتلة، والجولان لا تزال محتلة، وثقل الهزيمة ما زال جاثما على الأرض ولم نتخلص منه بالكامل ودخلنا في متاهات سلام لم يؤد لأي تسوية حقيقية".

ويرى أنه كان يمكن لحرب 1973 أن تشكل البداية للنهضة، "ولكن الانخراط بتسوية سياسية دون أن نملك مقوماتها أفضى بنا إلى ما نحن فيه الآن"؛ وفق قوله.

وينوه نافعة إلى أن وجود احتراب داخلي عربي الفائز الوحيد منه هو "المغتصب والمحتل الإسرائيلي. نحن تركنا القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وانغمسنا بحروب طائفية بين بعضنا البعض".

ويوضح الخبير السياسي المصري، أن هزيمة 1967، كبيرة ولها دروس عميقة "لم نستطع أن نستفيد منها بعد، وأهم هذه الدروس هي غياب الشفافية عن كل الأنظمة العربية بما في ذلك النظم التي كان لها مشروع قومي واضح ولكن غياب الشفافية والمصارحة والديمقراطية أدى إلى ما نحن فيه".

ويؤكد أن العالم العربي لن يستطيع أن ينهض من كبوته أو يتخلص تماما من آثار هذه الهزيمة، إلا إذا تمكن من استيعاب دروسها، وحاول أن يعيد البناء على أسس مختلفة تماما في مقدمتها ضرورة التصالح مع الآخر المختلف سياسيا داخل الوطن الواحد، وإقامة نظام يسمح بتعبئة كل الطاقات الوطنية ولا يقوم على أسس طائفية أو عقائدية إنما يقوم على أسس وطنية بحتة.

ويتابع: "إذا وصلنا إلى صيغة يمكن فيها لليبرالي أن يتعايش مع القومي والإسلامي في إطار صيغة وطنية تحافظ على الوطن وتمنع تفككه واحترابه الداخلي وتنظر للمؤامرات الخارجية وتتعامل معها من منظور وطني، هنا يمكن أن نعول على إمكانية النهضة".

لكن إذا اعتقد كل تيار أو حزب سياسي –والكلام لا يزال لنافعة- أنه يملك الحقيقة المطلقة وأن ما يطرحه لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، فهذا طريق الهلاك بعينه والحروب الأهلية والدمار.