حالة من الصدمة تسيطر على أوساط قيادة جيش الاحتلال، بعد إخفاق جنوده وفشلهم في التصدي لجندي مصري اجتاز السياج الفاصل من سيناء نحو فلسطين التاريخية، فجر أول من أمس، وتمكن من قتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرَيْن على مدار ساعات من الاشتباكات قرب معبر العوجة، قبل أن يرتقي شهيدًا.
أثبتت العملية، وفق مختصين، تحدثوا لصحيفة "فلسطين" هشاشة المنظومة العسكرية والأمنية بجيش الاحتلال وضعفه وأنه يمكن تنفيذ عمليات ضده وإيلامه، وأن حديث الاحتلال عن قوته على الحدود غير حقيقية، في حين أظهرت العملية بطولة وجرأة منقطعة النظير تحلى بها الجندي المصري.
إخفاق في كل المستويات
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد: إن إجماعًا في (إسرائيل) بأن ما حدث إخفاق سيدفع ثمنه الكثير من الضباط، بدءًا من تسلل الجندي المصري وعدم اشتباك جنود الاحتلال معه في المرة الأولى وبقائه ساعات أخرى دون خوف، حتى عثروا على جثتي جنديين، قبل أن يشتبك المنفذ مع قوة التعزيزات.
ووصف شديد خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" العملية بأنها "ذكية وجريئة"، واعتبرها الإعلام العبري "قاسية"، لافتًا إلى أن الإسرائيليين يعترفون بأنهم تعرضوا لإهانة كبرى وصفعة مذلة.
وأضاف أن النتيجة التي أفضت إليها العملية بقتل ثلاثة جنود وإصابة رابع يعطي العملية أهمية كبيرة.
اقرأ أيضًا: تفاصيل جديدة ومثيرة عن عملية العوج
وتابع شديد: "تعطي العملية دلالة وانطباعًا لدى الاحتلال أن الشارع المصري الذي يعتبر الجندي المنفّذ جزءًا منه، ليس مقتنعًا بالسلام مع الاحتلال، ويرى أن القضية الفلسطينية قضيته".
ولفت إلى أن الاحتلال يخشى أن يؤدي نجاح العملية لتنفيذ عملية أخرى سواء على الحدود بين فلسطين التاريخية ومصر أو الأردن أو سوريا.
وعن بطولة المنفذ وجرأته، قال شديد: إن "العملية بكل تفاصيلها تؤكد أنه لا يوجد شيء يقف أمام الإرادة والإيمان الذي تحلى به الجندي المصري، فلم يبقَ وصفًا قبيحًا إلا ونعته الإعلام الإسرائيلي به، وهذا تعبير عن صدمة نجاحه بتنفيذ العملية وإدارته لها".
تطورات مفاجئة
وقد حدثت العملية، في وقت كانت (إسرائيل) تقول فيه إن الحدود مع مصر والأردن آمنة، وتستهين في تأمينها من خلال نشر وحدات عسكرية تسمى "قطط الصحراء" تتكون من مجندات، وجرى نشرها على أساس أن تلك المنطقة "هادئة" وليست محل اشتباك، وفق المختص بالشأن الإسرائيلي د.أيمن الرفاتي.
وقال الرفاتي لصحيفة "فلسطين": "إن العملية تؤكد أن الأوضاع تختلف، وقد تحفز آخرين على تنفيذ عمليات جديدة، وهذا ما يقلق قيادة جيش الاحتلال"، مضيفًا أن العملية حملت تطورات مفاجئة للجميع، فالاحتلال يريد بقاء الحدود مع مصر والأردن هادئة، لكن العملية غيّرت كل المعادلة".
وتابع الرفاتي أن العملية أظهرت هشاشة جيش الاحتلال وضعفه وأنه يمكن تنفيذ عمليات ضده وإيلامه، وأن كل الهالة التي كان يرسمها حول قوته على الحدود غير حقيقية.
اقرأ أيضًا: تقرير هكذا كشفت عملية العوجا هشاشة مؤسسة الاحتلال الأمنية
وربط بين خشية الاحتلال من تكرار العملية، وما جرى خلال عدوان الاحتلال على غزة في مايو/ أيار 2021، حينما تحركت جماهير من الأردن ووصلت إلى مناطق حدودية، وحاول بعضهم تنفيذ أعمال مقاومة.
ولم ينحصر تأثير العملية عند حدود قتل ثلاثة جنود، بل وجه المنفذ ضربة يصفها المختص في الشأن الإسرائيلي وديع عواودة بأنها مؤلمة وتؤثر على معنويات جيش الاحتلال بأكمله، فعدد القتلى يعد كبيرًا في منطقة غير متوقعة، ويأتي قتل الجنود بعد فترة طويلة من الجرائم التي ارتكبوها بالضفة الغربية.
ورأى عواودة لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يحاول امتصاص الضربة والتعويل على الوقت، لنسيان العملية النوعية، حيث استطاع جندي "وحيد ويتيم" في الصحراء مباغتة الجنود وقتلهم، مشيرًا إلى سلسلة إخفاقات إسرائيلية يتحدث عنها الإعلام العبري الذي حاول التقزيم من قيمة العملية.
وبيّن أن كل التحقيقات الإسرائيلية الجارية تقارِن بين الفجوة في قدرة جندي مصري واحد، مقابل عجز منظومة كاملة من جنود الاحتلال عن حماية أنفسهم وكيانهم.