فلسطين أون لاين

تقرير اعتداءات المستوطنين تسبب خسائر فادحة لمزارعي غرب نابلس

...
مستوطنون يعتدون على مزارعين لمنعهم من حراثة أراضيهم جنوبي نابلس
نابلس/ خاص "فلسطين": 

شهدت أراضي المزارعين في قرى غرب نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، جملة من اعتداءات المستوطنين في الأسابيع الأخيرة، كبدتهم خسائر فادحة.

وتعددت اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية، ما بين الحرق والقطع ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم والاعتداء عليهم.

ووجد المواطن بشير عطاري من بلدة دير شرف- والذي أمضى الشهور الأخيرة في فلاحة أرضه والاعتناء بها- نفسه أمام جريمة نكراء حلت بحقل القمح الذي زرعه منذ شهر نوفمبر الماضي.

ويقول عطاري لصحيفة "فلسطين"، والحسرة تملأ قلبه: "أفنيت ساعات طوال من أيام وأنا أزور الأرض بشكل شبه يومي ما بين محضراً لزراعتها، وحارساً لها، وباذرًا للبذور، وصولًا إلى تعشيبها وحمايتها من الخنازير البرية".وأضاف: "وقبل أن أظفر بلحظات السعادة وموعد القطاف الذي كنت أتحضر له خلال الأيام القادمة، حلت قطعان المستوطنين وارتكبت جريمتها الحمقاء بحق أرضي، من خلال إشعال النيران فيها، لأجد نفسي أمام خسارة فادحه تقدر بمبلغ مالي يزيد على 20,000 شيقل ثمن القمح".

وتابع: "إن ما حصل يدلل على العقلية الإجرامية التي يتمتع بها المستوطنون الذين بات لا هم لهم سوى إيقاع الضرر بالفلسطيني ولا سيما المزارعين منهم".

اقرأ أيضًا: مستوطنون يعتدون على المزارعين جنوب نابلس

أما المزارع محمد حجي من بلدة برقة كان قبل أيام مع مجزرة أخرى طالت مزروعاته، فهو يمتلك مزرعة تضم في جنباتها العشرات من أشجار الزيتون، بالإضافة إلى بعض الحمضيات.

ويقول حجي: إن المستوطنين القابعين في مستوطنة "شفي شمرون" في نابلس، تسللوا بصحبة مناشيرهم الآلية، وتحت حماية جنود الاحتلال، وقاموا بقطع العديد من الأشجار، وخلع أشتال الزيتون التي لم يمضِ على زراعتها سوى أربعة أسابيع.

ونبه حجي على اعتداء سبق ذلك على أرضه المزروعة بأشجار الزيتون، إذ تعرضت الأشجار للتكسير وقلع الجذور وتكبد خسائر عالية جدًّا.

وقال: إن" المستوطنين يعلمون أننا متجذرين بأرضنا، لذلك يحاولوا تنغيص الحياة عبر اقتلاع الأشجار".

بدوره يقول نائب رئيس مجلس قروي دير شرف عمر نوفل: إن الأشهر الأخيرة شهدت تصاعداً حادًّا في وتيرة الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون تجاه المواطنين وأراضيهم في محيط بلدة دير شرف خصوصاً، وغرب نابلس عموماً.

وبين نوفل أن الحريق الذي التهم أرض المواطن عطاري، إلى جانب العشرات من الدونمات الأخرى لمواطنين آخرين سبب خسائر فادحة للمزارعين، سواء مما يملكون حقول القمح أو حتى بعض أشجار الزيتون التي حرقت بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: سلب المعدات والغرامات.. وسائل استيطانية للسيطرة على أراضي جنوب نابلس

ونبه نوفل على أن أغلب التعويضات التي تقدم للمزارعين لا ترقى إلى حجم الجريمة والخسائر التي يمنى بها المزارعون.

وقال: "لا يوجد تعويضات حقيقية من قبل السلطة من شأنها أن تعزز تجذر المواطن الفلسطيني في أرضه، واستمراره في زراعتها على عكس ما يحاول الاحتلال والمستوطنون ترسيخه من واقع جديد بأراضي فارغة غير معتنى بها والتمهيد للاستيلاء عليها".

وحذر نوفل من وجود مخططات استيطانية تطال مئات الدونمات الزراعية في غرب دير شرف لصالح إقامة طريق استيطاني يربط العديد من الطرقات الحالية بمستوطنة تشافي شمرون، ومن ثم بمستوطنة "حومش".