يعزف مزارعون جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية عن استصلاح أراضيهم الزراعية؛ خشية سلب سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمعداتهم الزراعية أو فرضة غرامات مالية باهظة بحقهم.
ويعمد المستوطنون في المستوطنات المحاذية لبعض المناطق الزراعية جنوب نابلس إلى أعمال العربدة ومهاجمة المزارعين في محاولة لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم؛ لإصلاحها أو جني ثمارها.
ويعد سلب التراكتورات الزراعية ومضخات المياه وفرض الغرامات المالية، أبرز أشكال الاعتداءات التي تنتهجها قوات الاحتلال على المزارعين الذين يحاولون استصلاح أراضيهم وذلك بتحريض من المستوطنين.
وأشار المزارع محمد البوم من قرية قريوت إلى أنه وجد نفسه قبل أيام مضطرًا للذهاب إلى محكمة الاحتلال من أجل استعادة التراكتور الزراعي الذي كان يعمل به قبل أن يأتي مجموعة من المستوطنين المسلحين برفقتهم جنود الاحتلال، ليقوموا بمصادرته.
وذكر البوم لصحيفة "فلسطين": توجهت لمقر ما تسمى "الإدارة المدنية الإسرائيلية" لأتفاجأ بتحويل القضية إلى المحكمة، لافتًا إلى أن المحكمة فرضت عليه غرامة 3000 شيقل لاستراد التراكتور الزراعي.
وأكد البوم أنه يمتلك أوراقه الثبوتية لأرضه الزراعية، لكن الاحتلال يحاول دفعه لترك أرضه لصالح المستوطنين.
اقرأ أيضاً: تقرير القوانين العنصرية.. حكومة المستوطنين تتلذذ بسلب حقوق الفلسطينيين
وطبقًا لما حصل، مع المزارع البوم، تحدث المزارع سامح دوابشة من قرية دوما عن تفاصيل مشابهة لذلك.
ويروي دوابشة لصحيفة "فلسطين" قيام جنود الاحتلال بمصادرة (برميل مياه) كان يستخدمه لري المزروعات وأشجار الزيتون القريبة من أحد البؤر الاستيطانية التي أقامها مستوطنون على أراضي القرية.
وأشار إلى أن الاحتلال صادر (برميل المياه) بذريعة أن "المنطقة عسكرية مغلقة" يمنع الوصول إليها.
ولفت دوابشة إلى قيام المستوطنين سابقًا بمصادرة معداته الزراعية في أثناء العمل في استصلاح أرضه، عدا عن قيامها بحرق عشرات أشجار الزيتون داخل أرضه.
وبحسب الناشط في مقاومة الاستيطان بشار القريوتي فإن اعتداءات المستوطنين هدفها سلخ المواطن عن أرضه والحيلولة دون استصلاحها، وصولًا إلى مصادرتها لصالح الاستيطان الإسرائيلي.
وأفاد القريوتي بتعرض قرى جنوب نابلس خلال شهر أبريل/ نيسان لخمسة اعتداءات تخللها قطع أشجار لا تقل أعمارها عن 500 عام، والتي يقدر عددها أكثر من 200 شجرة، كما تم مصادرة تراكتور زراعي من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال.
ولفت القريوتي إلى إجراءات الاحتلال المعقدة من أجل إعادة المزارعين إلى معداتهم الزراعية عدا عن الغرامات المالية الباهظة.