(سيكون للفشل في جمع الأموال تداعيات بشرية وسياسية وأمنية داخل المنطقة وخارجها)
هذا القول للمفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، قاله في اجتماع في الأمم المتحدة حضره الأمين العام غوتيرتش، حيث ناقش المجتمعون الأزمة المالية التي تهدد عمل الأونروا بالتوقف، أو بوقف خدماتها التعليمية والصحية.
الأونروا تعاني عجزًا حاليًّا بقيمة (٧٥) مليون دولار، وقد أشعرتها بعض الدول المانحة بتخفيض تمويلها هذا العام، أي أن العجز المالي قد يتزايد بشكل سريع قبل بدء العام الدراسي القادم، وقد ذكر لازاريني في تقريره أن المال الذي لديه يكفي لشهرين فقط إذا لم تصله تبرعات أخرى.
الأونروا كما هو معلوم تقدم خدمات تعليمية، وصحية، واجتماعية، للاجئين الفلسطينيين في مناطق تواجدهم، (في غزة، والضفة، والأردن، ولبنان، وسوريا) وهذه الخدمات ضرورية، بل ضرورية جدًّا للاجئين، إذ تعتمد حياة أسر كثيرة على هذه الخدمات، ولا سيما في غزة التي تعاني الحصار، وفي لبنان حيث فرص العمل محدودة أمامهم.
نعم، قد تكون ثمة خطة إسرائيلية وأمريكية لإنهاء وجود الأونروا بدوافع سياسية تستهدف إنهاء مشكلة اللاجئين. ولكن المؤسف أن أميركا الدولة المتهمة هي أكبر المتبرعين للأونروا حتى بعد تقليص ما تدفعه، أمريكا تدفع للأونروا ضعف ما تدفعه الدول العربية مجتمعة.
قد يكون ثمة رؤية خاصة للدول العربية، وبالذات دول الخليج الغنية، ولكن هذه الرؤية لا تصمد أمام الخطر الذي يداهم الأونروا بالتوقف، وعليه يجدر بالمملكة ودول الخليج الأخرى مراجعة رؤيتها، والتقدم بحلول تساعد الأونروا على البقاء، لأن خدماتها أساسية للاجئين، وتوقف خدماتها له تداعيات خطيرة على المنطقة، ولا سيما في مناطق اللاجئين.
هذا ويجدر بالسلطة أن تقدم مساعدة للأونروا، كما ويجدر بالفصائل ومنظمات المجتمع المدني عقد اجتماع موسع ومتخصص لمناقشة أزمة الأونروا، وتقديم رؤية للحل، وتأييد عمل الجهات التي تعمل للحل.