نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف بزعامة الثلاثي "سموتريتيش" زعيم حزب الصهيونية الدينية، و"إيتمار بن غفير" زعيم عوتسما يهوديت، و"ارئيه درعي" زعيم شاس، توافقوا على نقل مليون مستوطن جديد إلى مستعمرات الضفة الغربية ضمن خطة الحسم في السنوات العشر القادمة.
خطة الحسم لـ"سموتريتش" تقضي بأن يصبح عدد الصهاينة المتطرفين في مستعمرات الضفة إلى نحو (1,8) مليون مستوطن بحلول 2032 م 2034 م، مع قوات حرس وطني تتبعهم، وقوات أمن ونظام تعليمي خاص بهم، ومدارس دينية تلمودية، واقتصاد خاص لهم، وقوانين اجتماعية ناظمة لحياتهم، وميزانيات ضخمة لرفاهيتهم ...إلخ، ولغَايات استكمال هذا المشروع الصهيوني الضخم تجري في غرف مغلقة للائتلاف المتطرف بحث آليات وتفاصيل تمرير قوانين الشريعة اليهودية في الكنيست.
نتنياهو السادس وبعد أن حصلت حكومته على إقرار ميزانية الدولة، صرح بأن الخطوة التالية تتمثل في العودة إلى تبني مشروع تعديل قانون الأساس (دستور دولة إسرائيل الثالثة) وإلى فتح ملف الإصلاحات القضائية، وإضعاف المحكمة العليا، في حين حدد المعسكر الوطني بزعامة بني غانتس بزلزلة الأرض من جديد ضده وائتلافه المتطرف، وعلى وقع هذه التصريحات تجددت الاحتجاجات في دولة تل أبيب وضواحيها للأسبوع (21) على التوالي، وعلى الطرف الآخر تحقق للحريديم مطالب مهمة في موازنة الدولة لعامي 2023م و2024م، كما جرى إقرار ضريبة الأرنونا لصالحهم، ويواصل الائتلاف المتطرف إقرار تعديلات ومشاريع قوانين كلها تصب في إطار تشكيل دولة المستوطنات بالضفة الغربية.
دولة المستوطنات للحريديم عدد سكانها اليوم (800) ألف متطرف صهيوني غالبيتهم الساحقة من المتدينين الذين يؤمنون بالخرافات التوراتية وإقامة الهيكل الثالث، وهؤلاء يحصلون على تعليم خاص بهم، وعلى امتيازات وهبات ومدارس وخدمات خاصة بهم، وفي التفاصيل فقد بات لهم ميليشيات مسلحة شبه منفصلة عن جيش الاحتلال، وبات لهم حرس الحدود لا يتبع (مشمار كفول)، كما باتت ميزانية الدولة اليهودية القومية تلبي 80% من مشاريعهم التوسعية الاستيطانية، فعلى سبيل المثال جرى قبل أيام تجميع شبان التلال السبعة من مجمع حومش إلى مجمع استيطاني آخر على أرض فلسطينية زعموا أنها أراضٍ دولة، ومصادرة جميع الأراضي الزراعية الفلسطينية حولها وضمها للتجمع الاستيطاني الجديد.
خلاصة القول إن الائتلاف المتطرف بزعامة نتنياهو السادس لديه مشروع سياسي وديني بتأسيس دولة المستوطنات ( أو مملكة داوود ) في الضفة الغربية، وإن المعسكر الوطني المعارض لسياسَاتهم غير قادر على ردعهم، كما أنهم يتحينون الفرصة المناسبة إقليميًا ودوليًا، لاقتحام المدن الفلسطينية وإخضاع كامل الضفة الغربية لقوانين دولة المستوطنات الجديدة.