فلسطين أون لاين

تقرير "فرصة" مشروع نسوي لصناعة خيوط الطابعات ثلاثية الأبعاد

...
مشروع فرصة تدوير البلاستيك
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

تعاني فلسطين كما هو حال دول العالم، من حجم النفايات البلاستيكية الهائل، والتي ينضوي عليها مخاطر كبيرة على التربة، والبحر، والإنسان أيضًا، وهو ما دفع مجموعة من السيدات لإطلاق مشروع يخدم الصناعات ثلاثية الأبعاد.

داخل مشغل صغير تجتمع ثمان نسوة هن قوام فريق "فرصة" يعملن على إعادة تدوير البلاستيك وتحويله إلى خيوط تستطيع الطابعة ثلاثية الأبعاد التعامل معها وتحويلها إلى منتجات متعددة الاستخدامات والوظائف.

ويهدف المشروع الذي نافست فيه السيدات قبل أشهر على مسابقة كأس التنمية المستدامة في فلسطين، إلى تحقيق الهدف الثاني عشر لأهداف التنمية المستدامة "الاستهلاك والإنتاج مسؤولان"، إذ ترى راوية حجي إحدى أعضاء "فرصة" أن مشروعهن بمقدوره أن يجعل فلسطين خالية من الملوثات البلاستيكية على مدى الطويل.

وتبين أن أعضاء فريق "فرصة" نسوة من تخصصات، وبأعمار مختلفة من عدة محافظات في الضفة الغربية، ومن بينهن طالبات جامعيات.

حملات توعية

وتبين حجي لـ"فلسطين" أن الفريق يعمل على جمع البلاستيك بجهود شخصية، من 27 مدرسة في البيرة، ومجموعة من النوادي الرياضية، إضافة إلى بعض مصانع للمشروبات الغازية والعصائر، والألبان والأجبان، وبعض الجمعيات.

وتوضح أن الفريق يقوم بحملات توعية من مخاطر مخلفات البلاستيك على البيئة الفلسطينية، في المدارس، والمصانع، والجمعيات الأهلية، والخيرية، وبعض الأماكن العامة، وربات البيوت، وبذات الوقت تجميع البلاستيك الذي يستخدمونه.

ويبلغ متوسط النفايات المنزلية في فلسطين حوالي 2551 طن يوميًا، بواقع 1835 طن في الضفة الغربية، و716 طن في قطاع غزة.

حوالي 716 طنًّا يوميًا، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2018. ووفق بيانات وزارة الحكم المحلي يشكل البلاستيك ما نسبته 14.6% من النفايات الصلبة البلدية في الضفة الغربية و12% في قطاع غزة.

وتقوم فكرة فريق "فرصة" على إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية في فلسطين، وبعد البحث والتقصي لم يجد الفريق مصنعًا يقوم بهذه المهمة سوى مصنع داخل الأراضي المحتلة عام 48، أو تصديرها إلى دول عربية مجاورة حتى تتولى مهمة إعادة التدوير.

فكيف تصرفت القائمات على المشروع؟ تجيب حجي: "رفضنا رفضًا باتًا تدوير البلاستيك في الأراضي المحتلة، لأننا نريد أن يكون المشروع فلسطينيًا خالصًا من تدوير حتى الإنتاج ليحقق استفادة للوطن، وبحثنا عن مكان آخر يمكن أن يقوم بالمهمة، فاهتدينا إلى مجموعة من طالبات ماجستير تكنولوجيا الصناعات الدوائية في جامعة بيرزيت واللواتي يعملن على مشروع إعادة تدوير البلاستيك وتصنيع خيوط (FILAMENT الفلمنت) التي تستخدمها الطابعات ثلاثية الأبعاد".

وتضيف: "عرضنا على الطالبات مساعدتنا في المشروع، إذ كن يعانين من صعوبة في تجميع مخلفات البلاستيك من الضفة الغربية، وهنا تمكن من تجاوز هذه المشكلة عبر إمدادهن بكميات البلاستيك التي جمعها الفريق".

مراحل التدوير

وتمر عملية إعادة تدوير البلاستيك بعدة مراحل، تذكر حجي أن مهمة الفريق تبدأ بجمع البلاستيك، ومن ثم ضغطه في مصنع، وتوريده لطالبات في جامعة بيرزيت لإعادة تدويره، وتصنيع خيوط لطابعة ثلاثية الأبعاد.

وتقاطعت أهداف فريق فرصة مع هدف طالبات جامعة بيرزيت، إذ تشير حجي إلى أن مشروعهن هدفه التخلص من النفايات البلاستيكية والمحافظة على البيئة، وتصنيع منتج محلي ينافس المنتج العالمي، وبتكلفة أقل، مع توفير الوقت والجهد على المستهلك المحلي.

وعن التحديات التي واجهت فريق "فرصة" تلفت إلى أنهن واجهن صعوبة كبيرة في إيجاد جهة تقوم بعملية إعادة التدوير في البداية، وإيجاد ممول يدعم فكرة المشروع ليتحول إلى مصنع يقوم على عملية التدوير، وتصنيع خيوط الطابعة ثلاثية الأبعاد ليتم تسويقها محليًا، وعالميًا، لتحقيق فائدة بيئة، واقتصادية في آن واحد.

ولا يكتفي الفريق بتنفيذ مشروع إعادة تدوير البلاستيك فقط، بل يقدم خدمات، ومبادرات مجتمعية لخدمة المجتمع المحلي توزيع أجهزة فحص السكر على مرضى السكري، وزيارة بيت الأيتام، والمسنين، وكذلك تنفيذ مبادرة جمع ملابس لصالح منكوبي الزلزال في سوريا.