فلسطين أون لاين

ارتباك المستوطنين خلال "مسيرة الأعلام".. قوة المقدسيين شاخصة في الأقصى

...
المرابطة نفيسة خويص خلال تصديها للمستوطنين في الشوارع المؤدية للمسجد الأقصى
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

رغم حالة الحشد والاستنفار الكبيرة التي أطلقتها دولة الاحتلال الإسرائيلي لإنجاح "مسيرة الأعلام" التهويدية، والتهديدات بوصولها إلى المسجد الأقصى المبارك، إلا أن عددا من المستوطنين المشاركين في المسيرة ظهرت عليهم حالة من الارتباك والخوف.

وحرصت شرطة الاحتلال على نشر 3300 من عناصرها لتأمين جريمة الاقتحام وإفراغ المسجد الأقصى من المرابطين والمصلين.

وعرّت حالة التوتر والاستنفار الأمني الكبير لقوات الاحتلال في مدينة القدس بالتزامن مع "مسيرة الأعلام" وهم السيادة على مدينة القدس المحتلة، وعدم قدرته على القيام بما يريد فيها.

وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 923 مستوطنا، بينهم وزراء بحكومة الاحتلال وأعضاء في "الكنيست" الإسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى في الفترة الصباحية، وسط حراسة أمنية مشددة.

وبينت الدائرة في بيان لها أن المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية أمنية مشددة، وأدوا طقوسا تلمودية قبالة قبة الصخرة قبل أن يندحروا من المسجد المبارك.

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد إن سلطات الاحتلال عاشت حالة من القلق والارتباك نتيجة تأثير الردع الذي مارسته المقاومة الفلسطينية خلال معارك طويلة، والذي اعترف به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ورأى العقاد في حديث لصحيفة "فلسطين" أن تحريك الاحتلال منظومات الدفاع الجوي الثلاث لديه يعكس حالة الخوف من رد المقاومة، خاصة أن "مسيرة الأعلام" فيها استفزاز كبير للشعب الفلسطيني.

وأضاف أن تصدي المقدسيين للاحتلال والمستوطنين أثبت أنهم قادرون على مواجهتهم وإحباط مخططاتهم التهويدية، كما سبق ونجحوا في إحباط مخططات البوابات والكاميرات، رغم القيود الأمنية التي تفرض عليهم.

وأوضح أن الوجود الفلسطيني في مدينة القدس قائم ومستمر رغم حالة الغطرسة للاحتلال في المدينة، مؤكدا أن الفلسطيني أكثر حضورًا واستعدادًا للتضحية من أجل قضيته العادلة.

من جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي بكر الشيخ عيد إلى أن المستوطنين، كما كشفت بعض مقاطع الفيديو، سيطرت عليهم حالة من الخوف خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى صباح أمس، رغم وجود قوات الاحتلال وتشكيلها حماية لهم.

ونبه الشيخ عيد في حديث لـ"فلسطين" إلى أن سلطات الاحتلال حرصت على عدم تجاوز الخطوط الحمراء خلال "مسيرة الأعلام"، خشيةً من غضب المقاومة في غزة، وتجنبًا للدخول في مواجهة عسكرية معها، خاصة أنها كانت مستعدة لذلك.

وذكر أن سلطات الاحتلال بدأت منذ أيام استنفارًا كاملًا في مدينة القدس، ومارست تضييقات كبيرة على المقدسيين ضمن محاولتها لإنجاح المسيرة التهويدية، إلا أن المقدسيين لم يتركوا المسجد الأقصى أو البلدة القديمة.

وأكد أن المقدسيين شكلوا خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، ومواجهة مخططات المستوطنين وحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، لذا فإن وجودهم يشكل حجر عثرة أمام النوايا الإسرائيلية الخبيثة في المدينة المحتلة ومقدساتها.

 

المصدر / فلسطين أون لاين