فلسطين أون لاين

هل تأخذ نتنياهو العزة بالإثم ويعاود العدوان؟

قد يقع نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية في فخ استطلاعات الرأي، فقد أحرز تقدمًا ملموسًا في استطلاعات الرأي التي أجرتها أكثر من قناة إخبارية إسرائيلية، وأكثر من صحيفة، حتى أن نسبة المؤيدين لبقاء نتنياهو رئيسًا للوزراء تجاوزت عدد المؤيدين لوزير الحرب السابق بيني غانتس، والذي كان قد تفوق على نتنياهو بفارق كبير في أكثر من استطلاع رأي، جرى قبل العدوان الأخير على غزة.

استطلاعات الرأي الأخيرة ـوبفعل العدوان على غزةـ أعطت لحزب الليكود زيادة 3 مقاعد في الكنيست، وأعطت لأحزاب اليمين المتطرف، مثل حزب عظمة يهودية، وحزب الصهيونية الدينية 10 مقاعد، بزيادة مقعد واحد في الكنيست، زيادة عن استطلاع الرأي السابق للعدوان على غزة، وفي هذا الاستطلاع تأكيد على أن الانزياح لليمين، والتطرف في (إسرائيل) ليس حزبيًّا، والتطرف ليس شخصيًّا، وإنما يتمدد في صلب المجتمع الإسرائيلي نفسه، المجتمع الذي يحضُّ الوزراء على التطرف، ويدفعهم إلى المزيد من القرارات المتطرفة، لذلك سارع وزير الأمن القومي بن غفير إلى الإعلان عن مشاركته بمسيرة الأعلام يوم الخميس 18/5، وهذا ما فعله وزير المالية سموتريتش ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، لقد أكد الوزراء الأربعة مشاركتهم في مسيرة العلم، وأن المسيرة ستمر عبر الحي الإسلامي بالقدس المحتلة، وسيشارك الوزراء مع بقية المتطرفين برقصة العلم عند باب العامود أحد أبواب المسجد الأقصى.

فهل يقع نتنياهو في فخ استطلاعات الرأي، ويدفع في اتجاه المزيد من العدوان على غزة، بهدف تحقيق المزيد من المكاسب الحزبية؟ وهل سينجرُّ قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلف نتانياهو إلى مواجهة جديدة مع غزة؟

تكفي الإشارة هنا إلى أن رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي هو الذي شجع نتنياهو للموافقة على قصف غزة، وقد أشار الخبير العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشاع، إلى أول احتكاك بين المستويين السياسي والأمني خلال العدوان الأخير على غزة، حين صرح مسؤول سياسي كبير، عن ضعف قدرات حركة حماس في الميدان، هذا التصريح لم يتم بالتنسيق مع الجيش والشاباك، وهذا الإعلان لا يعكس الموقف المهني، ولا يعبر عن موقف الحكومة، التي اختارت استبعاد حماس من المعادلة لمواجهة الجهاد الإسلامي وحده، بزعم التفرقة بين التنظيمين.

مصلحة رئيس الوزراء الشخصية، والمصالح الحزبية، والتنافس على التطرف، كل ذلك قد يدفع باتجاه مواجهة جديدة، عنوانها؛ عدم التراجع عن مسيرة الأعلام، وعدم التراجع عن دخولها إلى الحي الإسلامي، وعدم التراجع عن الهتاف ضد العرب، والرقص بالأعلام عند باب العامود، في مشاهد مسيئة للمقدسات الإسلامية، ستجبر غرفة العمليات المشتركة في غزة على الرد بصواريخ سيف القدس، وللمرة الثانية، وبشكل أشد.