حذّرت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية بقطاع غزة، من كارثة إنسانية محققة على جميع الأصعدة الخدماتية والمجتمعية في حال عدم توفر التيار الكهربائي، جراء وقف إمدادات الوقود لمحطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل خمسة أيام.
وأكد رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعة جلال إسماعيل، خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت، على الوضع الحرج الذي يعانيه القطاع جراء العدوان، مشددًا أنّ استمرار تعنُّت الاحتلال بإغلاق المعابر وعدم إدخال الوقود سيوقف المحطة عن العمل.
وقال إنه وحسب التقديرات فإنّ محطة التوليد ستتوقف عن العمل ظهر يوم الإثنين المقبل، الموافق: 15/05/2023م بسبب نفاد الوقود، وفي هذه الحالة فإنّ محافظات غزة ستعتمد فقط على خطوط الطاقة الواردة من الأراضي المحتلة والتي تُقدّر بحوالي 120 ميجاوات.
وأشار إلى أنّ معدل إدخال وقود المنحة القطرية المخصص لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة كان يتراوح ما بين 2,800 إلى 3,000 كوب أسبوعيًّا، حيث كانت تلك الكميات تكفي لتشغيل 3 مولدات لتوليد قدرة كهربائية من 65 إلى 75 ميجاوات، وهو ما يُمثّل ما نسبته 35% من الطاقة المتوفرة لتغذية أحمال محافظات غزة.
وأضاف: "مع بداية العدوان على غزة، وبعد منع دخول الوقود المخصص لتشغيل المحطة ولضمان استمرار عمل المحطة لأطول فترة ممكنة تم إيقاف أحد المولدات العاملة، بهدف الحد من استهلاك الوقود المتوفر، وبالتالي قد انخفض إنتاج المحطة إلى حوالي 45-48 ميجاوات".
وأكد إسماعيل أن القدرة المتوفرة حالياً لتغذية أحمال محافظات غزة تتراوح ما بين 165 إلى 172 ميجاوات، وقد وصل عجز الطاقة في أوقات الذروة إلى 52%، حيث بلغت ذروة الأحمال حوالي 350 ميجاوات.
وشدد على أنّ التوقف المتوقع للمحطة سيرفع العجز إلى ما يقارب 70% علمًا أنّ هذا العجز مُعرّض للزيادة في حال تضرر أحد هذه الخطوط أو في حال زيادة الطلب على الأحمال، مما سيؤثر تأثيرًا مباشرًا على ساعات وصل التيار الكهربائي لجميع المرافق الحيوية في كافة القطاعات الخدماتية.
وذكر القطاعات المتأثرة بشكل مباشر من توقف إمدادات الكهرباء و شمل: المرافق التابعة لوزارة الصحة كالمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والمرافق الخاصة بالهيئات المحلية الخاصة بآبار المياه ومحطات التحلية ومحطات معالجة المياه العادمة ومحطات ضخ الصرف الصحي، وغيرها من المرافق الهامة، مما يُنذر بحدوث كارثة إنسانية وبيئية.
وبيّن إسماعيل أنه ومنذ بدء العدوان تلقّت الطواقم الفنية بشركة توزيع كهرباء محافظات غزة (573) بلاغًا عن أعطال في خطوط الكهرباء من مختلف المحافظات نتيجة قصف منازل المدنيين، فيما تم استقبال عدد (4,385) اتصالًا من خلال مركز الاستعلامات التابع لشركة توزيع كهرباء محافظات غزة عبر رقم 133 المخصص لخدمة الجمهور.
وأكد أنّ طواقم الشركة تبذل أقصى جهودها للتعامل مع تلك الإشارات، وإزالة الأخطار الناتجة عن تضرر شبكة الكهرباء وإجراء الصيانة اللازمة للخطوط بقدر الإمكانيات المتواضعة المتوفرة لضمان حصول جميع المواطنين على التيار الكهربائي وفق الكميات المتوفرة.
وجدّد التأكيد على أنّ إمدادات الوقود متوقفة تمامًا منذ يوم الثلاثاء الماضي نتيجة العدوان الغاشم على محافظات غزة والإغلاق الكلي للمعابر.
وناشد رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعة المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، والإنسانية، بتحمل مسؤولياتها والتدخل الفوري والعاجل لإلزام الاحتلال الإسرائيلي والضغط عليه لإدخال كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، بالإضافة لإدخال كافة المستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية اللازمة في هذه الظروف الصعبة التي يعانيها شعبنا الفلسطيني.