تتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي إلحاق الخسائر المادية بممتلكات المواطنين خلال اقتحاماتها العسكرية لمدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة؛ عقابًا لهم على توفيرهم الحماية الشعبية للمقاومين المسلحين.
وألحقت قوات الاحتلال بالمواطنين واللاجئين في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، خسائر مالية باهظة، في محاولة منها لردع أهالي المخيم الذين يوفّرون المأوى للمقاومين هناك.
وتعرّضت العديد من المركبات والمحلات التجارية، الخميس الماضي، للدمار والتحطيم بعد استخدام جنود الاحتلال جرافة عسكرية في اقتحامها، الأمر الذي أوقع أضرارًا جسيمةً في تلك المركبات، علاوة على اقتحام بعض المحال التجارية وتدمير محتوياتها.
وقال محمد القيسي صاحب إحدى المركبات المدمرة، إنه بالرغم من فداحة الخسائر فإنّ أهالي المخيم "على قلب رجل واحد.. كرامتهم وكرامة المقاتلين والمقاومين أكبر من أيّ خسائر".
وعدّ القيسي آلية تعامل الاحتلال مع ممتلكات المواطنين دليلًا على حالة الحقد والإجرام التي يحملها الجنود تجاه المخيم وساكنيه؛ بهدف القضاء على المقاومة المسلحة.
وأضاف القيسي: قد نحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لإصلاح مركباتنا لكننا نفدي المقاومة بكل ما نملك".
أما محمود خليل صاحب أحد محلات الألعاب الإلكترونية هو الآخر تحوّل محله لخراب بعد اقتحامه من جنود الاحتلال وعاثوا فيه الخراب.
اقرأ أيضًا: بالفيديو 145 إصابة خلال اقتحام قوات الاحتلال لنابلس
وروى خليل: "دخل الجنود إلى داخل المحل المخصص للألعاب الإلكترونية وأطلقوا النار على أجهزة الكمبيوتر وحطموا بعضها"، مُقدّرًا خسائره المادية بنحو أكثر من 10 آلاف شيقل.
وأكد خليل أنه رغم الخسائر البشرية سيبقى المخيم حاضنُا للمقاومة والمقاومين ضد الاحتلال ومستوطنيه المجرمين.
وبحسب مهدي فياض فإنّ جنود الاحتلال أقدموا على تحطيم كل زجاج مركبته مستخدمين أعقاب البنادق في شكل انتقامي ودون أي مبرر.
وذكر فياض أنّ مركبته كانت بعيدة عن مكان الاشتباكات إلا أنّ الجنود في أثناء سيرهم بالقرب من منزل العائلة، قاموا بتحطيم زجاج المركبة.
من جهته، أوضح رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس إبراهيم النمر، أنّ ما حصل في المخيم هو حالة من الانتقام الإسرائيلي إزاء تصاعد حالة الصمود والمقاومة في المخيم.
وذكر النمر أنّ جنود الاحتلال تعمّدوا إلحاق الخسائر بممتلكات أهالي المخيم، دون أي مبررات.
وأفاد بأنّ ما لا يقل عن 7 مركبات والعشرات من المحلات التجارية تضررت بفعل الدمار الذي أحدثته الجرافات، وأنّ قيمة الخسائر تفوق 500 ألف شيقل ثمن المركبات أو إصلاحها بعد أن تعرضت لدمار كلي أو جزئي.
وتأسّس مُخيّم نور شمس للاجئين في عام 1952 إلى الشرق من طولكرم، وتعود أصول اللاجئين في المُخيّم إلى القرى الواقعة حول حيفا، وقبل عام 1952 عاش اللاجئون في خيام في وادي جنين بالقرب من الجنزور إلى أن عملت عاصفة ثلجية على تدمير خيامهم في عام 1950، بحسب وكالة "أونروا".