فلسطين أون لاين

الطريق إلى النصر

غزة تحت القصف لليوم الرابع، وما زال القصف الصهيوني مستمرا. الخسائر في البشر والممتلكات كبيرة، ولكن واجب الجهاد في سبيل الله أكبر. ولأنه أكبر في عقيدة شعبنا تجد إقداما على الشهادة وعلى مقاومة العدو بالوسائل المتاحة.

فارق القوة في المعدات والعتاد لمصلحة العدو، ولكنّ المجاهدين في سبيل الله عبر التاريخ لم ينتظروا التكافؤ، وخاضوا معاركهم "بحسبنا الله ونعم الوكيل"، فهي التي تصنع التكافؤ، بل وتجعله في مصلحة المؤمنين المجاهدين، لذا لزم الإكثار من دعاء "حسبنا الله ونعم الوكيل"، لأن الله قال عقبها: "فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو الفضل العظيم".

هم يخوفون غزة بما لديهم من طائرات، وتقنيات تتبع وتجسس، ومكونات تفوق ما لدى غزة من أسباب مادية، وهذه لعمري أدوات خوّف بها يهود خيبر المسلمين من أهل المدينة، وخوّف بها المشركون المسلمين في يوم بدر وغيره، وما كانت للمسلمين أدوات مكافئة، ولكنهم أخذوا بالأسباب، وتوكلوا على رب الأسباب، ورددوا "حسبنا الله ونعم الوكيل"، فنصرهم الله وأعزهم، وسادوا الدنيا، وأقاموا العدل بين الناس.

إذا كان العدو يحصي شارات نصره بعدد من قتل، وبعدد من جرح، وبعدد ما هدم، فإن غزة الصغيرة مساحة، الكبيرة جهادا، تحصي شارات أخرى على طريق ذات الشوكة والنصر، ومنها: تحدي العدو بلا خوف، وقصف مواقعه، ومركز دولته في تل أبيب ورحبوت، وهو قصف لم يجرؤ عليه قادة يملكون سلاحا أقوى، ومنها شلّ حركة الحياة اليومية في نصف مدنه وقراه، ومنها تحريض الآخرين على عدم الخوف من قصفه، ورد عدوانه.

 ومنها كسر معادلة الردع كما يفهمها هو، وقد اعترف قادته بأن غزة معضلة لا حلّ لها، فقد أحصى كاتبهم خمس عشرة معركة مع غزة منذ فك الارتباط، انتهت جميعها بلا حلّ لمعضلة غزة، وهذه المعركة الحالية ستنتهي أيضا دون حلّ.

هذه علامات معنوية قد لا يقف عندها الماديون كثيرا، ولكن أهل الإيمان يقفون عندها باحترام، لأمرين: الأول لأنها مقدمات لصناعة الخسائر المادية في قادم الأيام، والثاني لأن لها تداعيات نفسية قوية عندهم، حيث يفقد أكثرهم الشعور بالأمن الشخصي، ومن ثمة يفقد بعضهم بشكل متزايد الرغبة في البقاء في مدن لا استقرار فيها ولا أمن.

الخسائر المعنوية ذات دلالة موضوعية، وهي لا شك حاضرة دائما على طاولة نتنياهو ورجال الجيش والأمن عند قرار مهاجمة غزة، والرعب من الإسلام وأهله من أدوات النصر المجربة تاريخيا، ومع هذا الصنف من الأعداء بالذات. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.