فلسطين أون لاين

تقرير "الحرب النفسية".. أداة المقاومة لإرباك الاحتلال وضرب معنويات مستوطنيه

...
شوارع مدن الداخل المحتل خالية من المارة خشية قصف المقاومة بغزة - أرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

لم تكتفِ المقاومة في قطاع غزة، بإطلاق الصواريخ تجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية في مواجهتها مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكن استخدمت الحرب النفسية، بهدف إرباك جبهته الداخلية، والروح المعنوية لديه.

ونجحت المقاومة في إحداث حالة من الرعب والإرباك في صفوف الاحتلال ومستوطنيه دون إطلاق رصاصة واحدة تجاه الاحتلال لساعات، وتحولت المستوطنات الإسرائيلية إلى "مدن أشباح" بعد هروب المستوطنين إلى مدن الوسط والشمال في الأراضي المحتلة سنة 1948.

تحطيم الروح المعنوية

أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، د. جواد الدلو، أكد أن الحرب النفسية هي جزء من الحرب الحقيقية، والتي تسهم في هزيمة الدول معنويًّا قبل الهزيمة في الميدان.

وقال الدلو لصحيفة "فلسطين": "تكمن أهمية الحرب النفسية في تحطيم الروح المعنوية، وتفتيت وإرباك الجبهة الداخلية، خاصة خلال الحروب".

وأضاف: "تستخدم أدوات متعددة خلال الحرب النفسية، أبرزها التهديدات التي يتم إطلاقها، ونشر أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال أجهزة المخابرات المختلفة".

المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، يوسف الشرقاوي، أكد أن الحرب النفسية تُعد أحد الأسلحة الفعالة التي تستخدمها المقاومة في تحطيم الروح المعنوية للمستوطنين.

وقال الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": إنّ "الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تحتمل الدخول في معركة لأيام طويلة، ومن السهل شل الحركة في الداخل المحتل من خلال الشائعات التي تنتشر في دولة الاحتلال حول ما ينتظر (إسرائيل) من قتال وصواريخ".

اقرأ أيضًا: الغرفة المشتركة: عملية "ثأر الأحرار" ردًّا على اغتيال قادة السرايا

ولفت إلى أنّ آثار الحرب النفسية التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال تظهر سريعًا من خلال مغادرة آلاف المستوطنين للمستوطنات المحاذية لغزة، إضافة إلى هجرة بعض اليهود إلى خارج فلسطين.

ادّعاءات كاذبة

ورأى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أنّ المقاومة منذ بدء الاحتلال عدوانه على غزة، استخدمت الحرب النفسية من خلال تأخيره ردها، وعدم إصدار تصريحات حول موعد وطبيعة الرد.

وقال جعارة لصحيفة "فلسطين": إنّ "المقاومة أوقفت الحياة داخل الأراضي المحتلة دون إطلاق رصاصة واحدة في الساعات الأولى للعدوان، وأدخلت ملايين المستوطنين إلى الملاجئ في أجواء لا يتحملها المستوطنون".

وأضاف: "لأول مرة تنتشر الشائعات بشكل كبير داخل المجتمع الإسرائيلي خلال جولات التصعيد مع المقاومة، حيث تناقل المستوطنون أخبار بأنّ ردَّ المقاومة سيكون من أكثر من جبهة، وربما يتم استخدام أسلحة جديدة".

وبيّن أنّ أسلوب الحرب النفسية وحالة القلق التي انتشرت داخل المجتمع الإسرائيلي تركت تأثيرًا كبيرًا على المستوطنين، خاصة أنّ المجتمع الإسرائيلي لم يتعوّد على الانتظار طويلًا، أو يوقف حياته لأيام.

ولفت إلى أنّ المقاومة أصبحت تمتلك أدوات للوصول إلى المستوطنين في بيوتهم، كاختراق أجهزة الهواتف الخاصة بهم، ووسائل الإعلام العبرية، وبث ما تريد من رسائل تهديد، وصور لإمكانياتها العسكرية، وهو ما يُعدُّ أحد أدوات الحرب النفسية.