انتصرت المقاومة الفلسطينية المباركة على الكيان الصهيوني المسخ، ومرغت أنفه بالتراب. هذا الكيان الهش الضعيف المهزوم بات مرهون لأمر المقاومة، متى ينام؟ ومتى يصحو؟ هذا الكيان صاحب حرب الست ساعات أو ما يسميها الصهاينة حرب الأيام الستة؛ استطاع خلالها احتلال نصف الوطن العربي، اليوم تغيرت معادلة الصراع، وغزة الصامدة القلعة العتيدة هذا الشريط الساحلي الصغير يتحدى هذا الكيان الغاصب، هذا الكيان الخرب المهترئ من الداخل الذي خاض عام 2014 أطول حرب عسكرية في تاريخه دامت اثنان وخمسين يومًا، ولم يستطع هزيمة شعبنا الفلسطيني البطل، هذا الكيان الذي يمتلك أكثر من خمسمائة رأس نووي متطور، وغواصات نووية، وأسلحة دمار شامل على أعلى المستويات، يحيا هذه الأيام خوفًا ورعبًا من المقاومة، إنها يا سادة نظرية الرعب، وتحيا جميع المدن الصهيونية إغلاقًا شاملًا، ويعيش الصهاينة في الملاجئ والأنفاق، وتشل كامل الحياة الاقتصادية وحركة الطيران بالكيان، ولا ينام بايدن، ولاتنام أمريكا من أجل أن يعيش الكيان الصهيوني المسخ مطمئن، ويأتي وزير جيش الصهاينة إلى مستوطنات غلاف غزة يبيت مع الصهاينة في الملاجئ، وينتظر الكيان كيف الرد؟ ومستوى الرد؟ وطبيعة الرد على جرائم الكيان الصهيوني في قتل النساء والأطفال والمدنيين، وقتل الأبرياء ورجالات العمل النقابي أمثال الدكتور الثائر جمال خصوان رحمه الله وأسكنه جنات الفردوس، ويواصل الكيان الصهيوني تدمير المنازل الفلسطينية والمؤسسات الوطنية؛ وتحدد المقاومة الفلسطينية موعد الرد المزلزل وهي التي لها كلمة الفصل، أليس هذا يا سادة انتصارًا كبيرًا؟ أليست هي نظرية جديدة أبدعت فيها المقاومة الفلسطينية المباركة بعد معركة سيف القدس البطولية ووحدة الساحات، وجبهات القتال الممتدة عربيًّا مع الكيان الصهيوني، وتلاحم الأمة العربية والشعوب العربية في مواجهة هذا العدو الغاشم؟ أليس هذا انتصارًا مظفرًا على هذا الكيان؟
لقد مرغت المقاومة أنف الكيان، وضعت المقاومة حدًا للكيان وللهزائم العربية أمامه عندما يكن لسان حال الصهاينة الجبناء والمحللين السياسيين في إحدى القنوات العبرية "غزة تحاول بكل قوتها التحرك من البحر، الجو، البر، المضاد للطائرات، القنص، أي شيء من شأنه أن يحقق لها النجاح في الضربة الافتتاحية، لذلك فهي ليست في عجلة من أمرها لإطلاق رشقات صاروخية كما في الجولات السابقة".
_ إن صمت المقاومة تطور معنوي وإبداعي في الرد، بل هو رد مزلزل لعنجهية الكيان، وتطور في الرد على هجمات الاحتلال الصهيوني، ولا يمكن للصهاينة العيش في هذه القيود والعقوبات الجبرية وخطط الإجلاء من مستوطنات غلاف غزة، بل وحركة النزوح وحالة الرعب من المقاومة وعملية إجلاء الآلاف من الصهاينة، أليس هذا يمثل ردعًا للعدو على جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، وصناعة معادلة، وتوازان رعب في مواجهة الكيان الصهيوني، ومجازره بحق أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد.
رحم الله الشهداء، وشفى الله الجرحى والمصابين، وسلم الله أبناء شعبنا من جرائم الاحتلال.