فلسطين أون لاين

تقرير الشهيد سامر الشافعي.. القسامي المنتقم لخضر عدنان

...
الشهيد سامر الشافعي
غزة/ أدهم الشريف:

لم تسعف مشاعر الحزن والفراق السيدة ابتسام الشيخ علي وهي تحمل جثمان ابنها الوحيد سامر الشافعي، إلى مثواه الأخير بعد اغتياله في مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية.

لقد شاركت الأم البالغ عمرها (50 عامًا) في جنازته وتحلت بالقوة بين آلاف المشيعين على الرغم من الألم الذي يعتصر قلبها، معبرة عن عميق حزنها في آخر لقاء يجمع بينهما، وهو مرفوع على الأكتاف.

"زفوا الشهيد بدمه.. ألف تحية لأمه"، هتف المشيعون بحرقة كبيرة خلال تشييع الشهيد موجهين التحية لوالدة الشهيد، وهي ترافقهم في ترديدها معبرة عن فخرها بابنها وحزنها الشديد عليه.

ولم تقتصر الجنازة على الشافعي البالغ (21 عامًا)، فرفع المشيعون على الأكتاف جثمان رفيق دربه الشهيد حمزة خريوش.

وجاب المشيعون بجثماني الشهيدين، أول من أمس، شوارع طولكرم مرددين هتافات منددة بجرائم الاحتلال قبل وداعهما من ذويهما، والصلاة عليهما في مسجد السلام في المخيم، ومن ثم مواراتهما تحت الثرى في مقبرة الشهداء، بضاحية ذنابة شرق المدينة.

وينتمي الشهيدان الشافعي وخريوش، لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

اقرأ أيضًا: قاسم: جريمة الاحتلال بطولكرم لن تمر دون رد

وكانت والدة الشهيد قالت للصحفيين بعد استشهاده: إن ابنها قاوم الاحتلال وأرعبه، معبرة عن اعتزازها وفخرها بأنه رفع رأسها عاليًا.

وأضافت: "ربيته بدموع عينيَّ حتى أصبح بطلًا يرفع الرأس، وكنت أتمنى تزويجه لكنه أراد أن يفرحني بعرس الشهادة، وزفيته وحملت نعشه على كتفي في أحلى وأجمل زفة".

والشهيد الشافعي وحيد والديه من الذكور، وله من الشقيقات 4، أكبرهن (30 عامًا) وأصغرهن (20 عامًا).

وتابعت: إن "الجيل القادم هو جيل الأبطال الذين يحملون حب القضية والوطن في صدورهم، وأتوسم بهم تحرير فلسطين".

واستشهد الشافعي وخريوش، السبت الماضي، بعد اشتباك مع قوة خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم طولكرم في المحافظة نفسها، لتصفيتهما.

وقال عاطف الشافعي عم الشهيد سامر: إن قوات الاحتلال جاءت خصيصًا لاغتياله.

وأضاف الشافعي لـ "فلسطين": أن الشافعي كان قد شارك في عملية إطلاق نيران استهدفت مستوطنة قريبة من طولكرم، ولذلك قرر الاحتلال اغتياله.

وتابع: أن الشافعي شارك في عملية إطلاق النار بعد ساعات من إعلان استشهاد المعتقل الإداري المضرب عن الطعام خضر عدنان.

وأكمل: إنه "قرر الانتقام لعدنان، وبكل فخر واعتزاز نؤيد ما فعله ابننا".

وأكمل عم الشهيد: أنه "رغم صغر سنه إلا أنه شكل مصدر قلق للاحتلال، ولم يتأخر عن واجبه الوطني في الدفاع عن أرضه والتصدي لجرائمه".

وبحسب رأيه، فإن استمرار القمع والجرائم والانتهاكات الإسرائيلية تزيد من حالة الاحتقان ضد كيان الاحتلال، وجعلت جيل الشباب في الضفة الغربية يفكر بالانتقام بأي طريقة من الاحتلال والمستوطنين.

وكانت قوات الاحتلال الخاصة نفذت سلسلة عمليات اغتيال منذ مطلع 2022، طالت العديد من كوادر وقيادات مجموعات المقاومة بالضفة، في محاولة منها للحيلولة دون زيادة وتيرة العمل المقاوم ضد كيان الاحتلال.

ولاقت مقاطع فيديو قصيرة لتشييع الشهيدين رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إدانة واسعة لجريمة الاحتلال.