ارتقى صباح اليوم الخميس الشهيد القسامي حافظ القرآن ومعلمه معاذ سعد نبيه المصري (36 عاما)، إلى جانب رفيق دربه في المسجد والجهاد والمقاومة حسن قطناني وإلى جانبهما القسامي إبراهيم جبر، بعد اشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وقواته الخاصة أثناء محاصرتهم في البلدة القديمة بنابلس.
وزفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد المصري والشهيدين قطناني وجبر أبطال عملية الأغوار ردا على العدوان على الأقصى.
ميلاد مقاوم
ولد شهيدنا القسامي معاذ سعد نبيه المصري (36 عاما) في مدينة نابلس ومن ثم انتقلت عائلته للعيش داخل مخيم عسكر شرقي المدينة.
وولد المصري لأب يعمل موظفا في بلدية نابلس ولأم معلمة ومربيّة أجيال أحسنت تربية الأجيال كما أحسنت تربية أبنائها، وهو الشقيق الثاني لـ5 أشقاء ذكور، اعتقله الاحتلال الإسرائيلي لعدة أشهر.
وفي مخيم عسكر درس المصري في المدارس الحكومية ومدارس وكالة الغوث، وأنهى الثانوية العامة بتقدير جيد أهله للالتحاق بجامعة النجاح الوطنية وإنهاء البكالوريوس في تخصص التربية الرياضية.
اقرأ أيضا: بالصور| الآلاف يُشيّعون شهداء القسام بنابلس وسط هتافات داعمة للمقاومة
ونشأ المصري مع رفيق دربه بالجهاد حسن قطناني في مسجد مصعب بن عمير بمخيم عسكر، وفيه تعلما وعلما القرآن الكريم وعلومه، وصارا يعلمانه للأجيال الشابة داخل المسجد.
وفي جامعة النجاح الوطنية كان الشهيد المصري كادرا فاعلا من كوادر الكتلة الإسلامية، فكانت محطة مهمة في صقل شخصيته الفدائية المقاومة.
وانتمى المصري مبكرا لحركة حماس حماس، وهو ما عرضه لاعتقالات واستدعاءات كثيرة تخللتها تحقيقات قاسية لدى أجهزة أمن السلطة ولدى الاحتلال.
التحق المصري للعمل في شركة للأقمشة والمفروشات، ثم تزوج عام 2015، وحفظ القرآن الكريم وكان يعلّم الأطفال في مساجد مخيم عسكر.
قيم الجهاد
وبالرغم من كل الأحداث ومراحل الحياة التي عاشها معاذ وعاشتها الضفة الغربية، إلا أنه كان دوما ما يحدث نفسه بالجهاد والمقاومة والاستشهاد وبذل الغالي والرخيص في سبيل الله.
كان الشهيد معاذ المصري مفعما بكل القيم الوطنية والجهادية، وأعدّا نفسه إلى جانب رفيق دربه حسن قطناني جيدا لهذه المواجهة، فنفذا عمليتهما الفدائية في الأغوار، وانسحبا بسلام واستطاعا الحافظ على حياتهما قرابة شهر كامل ما أكد حسهما الأمني.
واستطاع "المصري" و"قطناني" تجاوز ملاحقة الاحتلال لهما منذ قرابة شهر بعد تنفيذ العملية، رغم انكشاف هويتهما، وعثور الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مركبتهما التي نفذا بها عملية إطلاق النار في أحد شوارع مدينة نابلس، وهو ما شكّل نجاحًا كبيرًا أمام المنظومة الأمنية الهائلة والمتطورة لقوات الاحتلال.
وارتقى الشهداء الثلاثة وشيّعت جماهير غفيرة في نابلس جثامينهم، وسط هتافات مؤيدة لكتائب القسام ومطالبة بمواصلة طريق الشهداء الذي رسموه بدمائهم الطاهرة، في سبيل دحر المحتل وتحرير فلسطين.
وزفت كتائب القسام أبطال عملية الأغوار ردا على العدوان على الأقصى، مؤكدة لشعبها وأمتها أنها ستظل على عهد الشهداء وفيةً للمسرى والأسرى، وسيجدنا شعبنا دوماً في الصف الأول في كل ميدان للكرامة والثأر والانتصار.
كما نعت حركة حماس شهداء القسام في نابلس، الذين ارتقوا خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي اقتحمت حارة الياسمينة في البلدة القديمة بنابلس صباح اليوم.
وقالت الحركة في بيان، إننا "نزفّ هذه الكوكبة من شهداء المقاومة وأبطال كتائب الشهيد عز الدين القسّام في نابلس، ونعاهد شعبنا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة دفاعاً عن القدس والأقصى، وحتى تحرير فلسطين واستعادة حقوق شعبنا الوطنية كاملة".
من جانبها، زفت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح إلى جماهير شعبنا وأمتنا شهداء القسام الميامين، مشيرة إلى أنهم أبناء الكتلة في الجامعة، وهم الشهيد القسامي المجاهد حسن قطناني، والشهيد القسامي المجاهد معاذ المصري، والشهيد القسامي المجاهد إبراهيم جبر.