قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية، حماس، د.أسامة حمدان، إن مبادرة حركته التي قدمتها، أمس، بخصوص المصالحة الوطنية، والتي تضمنت إعلان حل اللجنة الإدارية الحكومية بغزة، تفتح الباب لفرصة جدية وحقيقية لتطبيق المصالحة، "إذا ما توفرت الإرادة والنية والقدرة، لدى رئيس السلطة محمود عباس على القيام بخطوات حقيقية لأجل ذلك".
وأضاف حمدان، في حوار مع صحيفة "فلسطين"، أمس: إن المبادرة تؤكد أن حركة "حماس" لا تزال تتمسك بالمصالحة وتقدم تنازلات لإتمامها، وهذا تعزيز لمصداقيتها، مستدركًا: "المطلوب حاليًا هو قيام رئيس السلطة بخطوات إيجابية عملية تجاه قطاع غزة".
وأوضح أن أهمية المبادة تكمن في ثلاث نقاط: أنها جاءت من طرف حماس بشكل مباشر، "بمعنى أن حماس قدمت مبادرات كثيرة سابقة، وما زالت قادرة على تقديم المزيد من المبادرات"، وثانيها أنها تأتي في سياق وطني عام لا يتعلق بـ"حماس" وحدها، وإنما بمصالح الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الجانب الثالث أن المبادرة تأتي في أجواء سياسية أفضل في العلاقة بين حماس ومصر، ما يعني قدرة أفضل لتحقيق الضمانات المصرية بصورة أمثل.
وأكد أن مبادرة حركة "حماس" توفر فرصة جدية لحسم الجدال الذي دار حول انعقاد المجلس الوطني، وتفتح الباب لعقد مجلس وطني جديد ينشئ شرعية وطنية فلسطينية حقيقية.
وتابع: "اليوم في ظل الجهود المصرية التي تبذل، هناك جهة ضامنة (مصر) بأن يقوم عباس بما هو مطلوب منه من أجل ضمان مصالح الشعب الفلسطيني، ولذلك حماس أعلنت عن حل اللجنة الإدارية في إطار دفع الأمور نحو المصالحة وتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني".
وذكر أن "الكرة الآن في ملعب عباس، ومطلوب منه أولًا أن يثبت أنه حريص على مصالح شعبنا وخاصة في قطاع غزة، من خلال إلزام حكومة التوافق من القيام بواجباتها ومسؤولياتها، وثانيًا التراجع عن كل الخطوات العقابية التي أضربت بشعبنا ومصالحه، وثالثًا الشروع بتنفيذ اتفاق المصالحة عبر انتخابات عامة، وتفعيل لجنة بناء منظمة التحرير وكغيرها من الخطوات والإجراءات".
ولفت حمدان إلى أنه خلال الساعات القادمة سيكون الجواب واضحًا لدى أبناء شعبنا الفلسطيني وكل من يدعم إنهاء الانقسام، وإتمام الوحدة الوطنية، معربًا عن أمله في أن يكون لروسيا دور داعم في الضمانات المصرية، وضامن لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
قضايا محلولة
وبشأن قضية الحكومة والموظفين، قال القيادي في حماس: "إن قضية الموظفين والحكومة كانت محلولة وفق اتفاق المصالحة، ولكن عباس صنع منها أزمة، ونحن معنيون بتجاوزها"، مشيرًا إلى أن اتفاق المصالحة انعقد سابقًا بوساطة مصرية واتفق أن يكون التنفيذ بضمانة مصرية أيضًا.
وأشار حمدان إلى أن الجانب المصري بذل جهودًا كبيرة خلال الأيام الماضية نتيجة مرونة حماس ومبادرتها الإيجابية، "والآن على عباس أن يقدم إيجابيات عملية وليست نظرية".
وشدد حمدان على أن أهم نقطتين لنجاح المصالحة: أولًا التنفيذ الأمين لما ورد من بنودها، ولا عودة للوراء، "بمعنى أنه لا تفاوض على ما اتفق عليه، وإنما التنفيذ وآلية التطبيق".
وأشار إلى أن النقطة الثانية، أن عباس كان يتحدث عن (فيتو) أمريكي وإسرائيلي على المصالحة، مستدركًا: "لم يكن مقبولًا لدينا، ولم يعد مقبولًا الآن بالذات بعد الخطوات التي بادرت بها حماس".
وتابع: "ننتظر حاليًا قبل الحديث عن أي ترتيبات ثنائية، خطوات إيجابية من جانب عباس، من شأنها أن تنشئ ظروفًا وبيئة سياسية تسمح بعقد لقاءات مثمرة، ليس فقط بين فتح وحماس وإنما بحضور كل الفصائل الفلسطينية كذلك".
زيارة روسيا
وفيما يتعلق بزيارة وفد حركة حماس إلى العاصمة الروسية، موسكو، أوضح مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس" أن زيارة وفد الحركة تأتي في سياق منفصل عن لقاء القاهرة، "إذ إن هذه الزيارة جرى توجيه الدعوة فيها سابقًا، والاتفاق على موعدها منذ مدة ليست بالقصيرة، عوضًا عن أن العلاقة مع موسكو قديمة تمتد لعقد من الزمن".
وذكر حمدان أن روسيا بذلت جهودًا لدفع المصالحة الوطنية ودعمت الجهد المصري بهذا الجانب، معربًا عن أمله بأن يكون توقيت الزيارة الذي كان متفقًا عليه سابقًا، مع هذا التطور الإيجابي على صعيد المصالحة، أن يشكل دعمًا إضافيًا للمصالحة وخطوات مصر، وإنهاء الحصار عن قطاع غزة.
كما أعرب عن أمله بأن تكون الزيارة لروسيا فرصة لإعادة تأكيد الحقوق الفلسطينية، التي تأتي في ظلال ذكرى توقيع اتفاق أوسلو، الذي أضر بالحقوق والقضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه آن الأوان للحديث عن مسار مختلف عن هذا المسار.
وتابع حمدان: "سنستمع في زيارتنا للجانب الروسي ما يقدمه، ونأمل أن يكون لروسيا دور داعم في الضمانات المصرية، وضامن لتحقيق المصالحة، إذ إن الموقف الروسي كان داعمًا للمصالحة ونأمل أن تكون هناك فرصة لترجمة الدعم في خطوات عملية نستمع إليها من الجانب الروسي خلال الزيارة".
وفيما يتعلق بتأخير فتح السلطات المصرية، معبر رفح البري، أوضح القيادي في حماس، أن التأخير _حسب الجانب المصري_ جاء نتيجة إجراءات وترتيبات متعلقة بفتحه، معربًا عن أمله بأن يفتح أمام المسافرين والحركة التجارية قريبًا وفق الحديث عنه الذي تم بين حماس والمسؤولين المصريين.