فلسطين أون لاين

سائق شاحنة بغزة يُحوِّل سطح منزله لمشتل صبار

...
مشتل الصبار لنبيل أبو طويلة
غزة/ مريم الشوبكي:

صبارات بأشكال مختلفة تحمل بعضها أزهارًا بألوان زاهية وجذابة كالبنفسجي، والبرتقالي، والأصفر الزاهي، غطت سطح منزل نبيل أبو طويلة في حي الشجاعية شرق غزة، والذي تحول تعلقه بنبات الصبار مع مرور الزمن إلى هواية لتجميع أنواع مختلفة منه.

قبل 30 عامًا كان التحول في حياة أبو طويلة تجاه الصبار بعد أن تلقى شتلةً منه كهدية، فانبهر بجمال زهورها، وألوانها، وأحجامها، وتحول في ليلة وضحاها إلى زراعة الصبار الذي يدوم لسنوات طويلة بدلًا من الزهور التي كان يزرعها في مواسم معينة ويشبعها اهتمامًا لكنها تذبل في النهاية. 

ومن بين نباتات الصبار أخذ أبو طويلة (56 عامًا) يشير إلى نحو 200 نبتة يحتفظ بها منذ سنوات طويلة، والمميز في الأمر أنه لا يزال يحفظ تاريخ زراعة كل نبته ومصدرها، وقصة شرائه لها.

يقول أبو طويلة الذي يعمل سائق شاحنة لـ "فلسطين": "مهنتي في السياقة جعلتني أرى أنواعًا كثيرة من الصبار أثناء تنقلي بين المحافظات وزيارة الكثير من المشاتل، فأُعجبت بأحجامها وأشكالها وبدأت بزراعتها لأنها لا تحتاج إلى مجهود كبير للعناية بها، والأهم من ذلك أنها معمّرة".

ويتابع: "الصبارات كأبنائي، فكل نبتة لها مكانة خاصة في قلبي، وأقضي وقتًا طويلًا في العناية بها وتفقدها يوميًا، مهما كانت ظروف عملي".

ويشير أبو طويلة إلى أنه اقتنى بعضًا من الصبارات من مشاتل في قطاع غزة، أما البعض الآخر فورَّدها له أصدقاؤه من الأراضي المحتلة عام 1948م، أو من مصر.

أحجام وأسعار مختلفة

ويلفت إلى أن لديه أحجامًا مختلفة من الصبارات أصغرها بحجم حبة القمح، وأكبرها ذات شكل كروي وقطرها 50 سم، مبينًا أن أغلبها يعود موطنها الأصلي إلى دولة مالايا، وهي من فصيلة الجمنو.

وأسعار نبات الصبار تبدأ من خمسة شواقل حتى مئات الشواقل، وهذا يعود إلى عمرها فكلما زاد عمرها زاد سعرها، ويمكن أن تكون مصدر دخل جيد لصاحبها إلا أن أبو طويلة يعد نفسه مجرد هاوٍ لجمع الصبار ويرفض بيع أي صبارة لديه.

لم يكن لدى أبو طويلة أي معلومات زراعية لا سيما فيما يتعلق بالصبار، ولكنه تعلم من خلال التجارب التي امتدت لسنوات طويلة، بالإضافة للبحث من خلال شبكة الانترنت، كما يتواصل مع مزارعي صبار ومختصين في زراعته في عدة دول عربية، وفق قوله.

وعن الصعوبات التي تواجه أبو طويلة في تنمية مشتله، يذكر أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة منذ أكثر من 15 عامًا، أثّرت على قدرته على شراء أنواع جديدة وغريبة من الصبار والتي في الغالب تكون غالية قد تتخطّى إحداها 100 دولار، على الرغم من أنه أنفق مئات الشواقل على شراء ما لديه من صبارات قبل سنوات.

وينبه أبو طويلة إلى أنه في العادة يشتري نبتتين من ذات النوع، حتى إن ذبلت إحداها يحتفظ بالأخرى، ووصل به الأمر إلى تركيب نوعين من الصبار من أجل تسريع عملية نمو، لا سيما أن هناك أنواعًا تحتاج إلى أكثر من عام لكي تنمو سنتيمترات بسيطة.

وعن طريقة العناية بالصبار بما أنه نبات صحراوي يختلف عن المناخ السائد في قطاع غزة، يبين أن الصبار يحتاج إلى درجات حرارة عالية لكي ينمو، لكنه في ذات الوقت لا يحتاج إلى وضعه تحت أشعة الشمس مباشرة، ويحتاج إلى كميات محددة من الماء على فترات متباعدة.

ويطمح أبو طويلة إلى إنشاء مشتله الخاص ليضم أنواعًا غريبة، ونادرة، ولكنه يحتاج إلى جهة تمول مشروعه ليكتب له النجاح.