فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

أسير محرر: الاحتلال قتل أحد الأسرى المرضى أثناء التحقيق

احتفاء الشباب بقيم الفروسية.. حين تهزم الشعوب هزائمها

"حماس" تدعو إلى تصعيد الغضب الشعبي والمقاومة لردع المستوطنين عن جرائمهم

"تضامنًا مع غزة".. متظاهرون يغلقون جسر "غولدن غيت" الأمريكي

"الإعلامي الحكومي" يحذّر من تداعيات "بيئية وصحية" خطيرة تهدد حياة سكان محافظتي غزة والشمال

"ما زال جثمانيهما محتجزين".. شهيدان بهجوم قطعان المستوطنين على بلدة عقربا في الضفة الغربية

"لقد تم رفضي لأنني إسرائيلي".. "أكاديميون إسرائيليون" يتحدثون عن "عزلة متزايدة" بعد "مقاطعة جامعات عالمية"

حماس: "الفظائع" و"المشاهد المروعة" التي تُكتَشَف في مجمع الشفاء الطبي "حرب إبادةٍ" مُستوفاة الأركان

"محاولة لذبح القربان في رحابه".. جماعات "الهيكل" تعدّ برنامجَ اقتحامٍ للأقصى يقوده متطرفون بعيد "الفصح"

مصاب دفن بـ "جبيرته" وآخر "جرّد من ملابسه".. العثور على "مقبرة جماعية" لفلسطينيين دفنتهم قوات الاحتلال في مجمع الشفاء

تقرير عمر عاصي.. طفل سلب الاحتلال بصره وحوّل حياته لمأساة

...
الطفل الجريح عمر عاصي
سلفيت-غزة/ جمال غيث:

ما أن نزل عمر عاصي من السيارة عائدًا إلى منزله في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، بالضفة الغربية المحتلة، مشى يتحسس بيديه جدارًا يؤدي إلى منزله، بعد أن أفقدته قوات الاحتلال الإسرائيلي بصره الاثنين الماضي.

برفقة والده الذي انسابت الدموع من عينيه بعد الحال الذي وصل له نجله البكر، دخل عمر (16 عامًا) منزله، وقد عصبت عيناه، وتورم وجهه وتحول للون الأزرق، وسط بكاء إخوته الأربعة ووالدته، الذين سرعان ما احتضنوه.

وأصيب الطفل في أثناء توجهه لجلب احتياجات عائلته، بشظايا قنبلة صوتية أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أثناء اقتحامها بلدة قراوة بني حسان في سلفيت، مساء الاثنين الماضي. 

ما الذنب الذي ارتكبته؟

ويقول عمر لصحيفة "فلسطين": "خرجت لجلب بعض احتياجات إخوتي، لكني تفاجأت باقتحام قوات الاحتلال للمنطقة، وإطلاقها الأعيرة النارية باتجاه الشبان في البلدة، حاولت الفرار من مكان إطلاق النار لأجد نفسي أختبئ بمدرسة بنات قراوة بني حسان الثانوية".

وأضاف: ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت انفجار ضخم أمامي فقدت على إثره الرؤية، وشعرت أني فارقت الحياة، وبدأت أسمع بعض الشبان يطلبون مني نطق الشهادتين، والدماء تسيل من كل وجهي".

وتوقف الطفل عن الكلام لثواني معدودة قبل أن يكمل بحزن: "اشتقت لرؤية وجه أبي وأمي وإخوتي، وأتمنى أن أراهم قريبًا"، متسائلًا: "ما الذنب الذي ارتكبته لتطلق قوات الاحتلال قنبلة باتجاهي وأفقد بصري؟".

وتابع: سأحاول التأقلم مع حياتي الجديدة، واستخدام يداي لتدلني على الطريق، وأذني لتمييز أصوات من حولي، لكني أرغب في رؤية من حولي.

أما والد عمر طلال عاصي فيقول: إن نجله لا يستطيع التنقل بمفرده ويحتاج إلى من يساعده، وفي حال اعتمد على يديه وتحسس بعض الأشياء يسقط على الأرض، ما يقلقنا ويجعلنا نخشى من تردي وضعه الصحي.

وأضاف لصحيفة "فلسطين": أن حياة نجله البكر تغيرت بشكل كامل بعد أن فقد بصره، فكان يساعده في عمله بتأجير مستلزمات الأفراح من زينة وكراسي، لكنه الآن يحتاج إلى من يساعده في أكله ولبسه ودخول الحمام.

اقرأ أيضاً: والد الشهيد محمد بلهان.. ذهب لينقذ مصابًا فصدمته شهقات طفله الأخيرة

وأشار إلى أن عمر بحاجة إلى إجراء عدة عمليات جراحية في عينه اليسرى ليتمكن من النظر بعد أن فقده في عينه اليمنى.

تشخيص الإصابة

من جهته قال اختصاصي طب وجراحة العيون في مستشفى النجاح الوطني د. عبد الرحيم أبو شنب: إن الطفل عمر، فقد النظر بعينه اليمنى ويعاني ضعفًا شديدًا في الرؤية بالعين اليسرى بعد إطلاق قوات الاحتلال قنبلة صوتية قرب وجهه.

وبين أبو شنب لصحيفة "فلسطين" أن الإصابة تسببت في نزيف بكلتا عيني عمر، وخاصة اليمنى التي تعرضت لنزيف في الحجرة الخلفية ما أدى للضغط على العصب البصري، ما نجم عنه تلف لعصب العين اليمنى. 

وذكر أن العين اليسرى تعرضت لجرح قطعي في القرنية والقزحة، ما استدعى إجراء عدة عمليات جراحية أوليًّا لحماية العين ووقف النزيف، لافتًا إلى أنه ستجرى عملية جراحية جديدة له الأسبوع القادم لسحب المياه البيضاء على العين، وأخرى لإزالة الشظايا منها.

وكانت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، قالت في بيان: إن التحقيقات التي أجرتها في الميدان أثبتت أن قوات الاحتلال "تلجأ روتينيًا للقوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين، في ظروف قد ترقى إلى القتل خارج نطاق القضاء أو القتل العمد".