فلسطين أون لاين

لليوم الثامن على التوالي

تقرير بمزاعم أمنية.. أريحا تئن تحت وطأة حصار إسرائيلي يخنق البشر

...
حاجز عسكري للاحتلال الإسرائيلي على مدخل مدينة أريحا (أرشيف)
أريحا-غزة/ نور الدين صالح:

يضطر المزارع إبراهيم دعيك للخروج باكرا من بيته عند الساعة السابعة صباحا، قبل موعده المعتاد بساعة، في سبيل الوصول إلى أرضه الزراعية الواقعة وسط مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة، في رحلة مشقة عبر الحواجز التي نصبتها قوات الاحتلال لتضييق الخناق على السكان في إطار حصار مشدد.

ولليوم الثامن على التوالي، تواصل قوات الاحتلال حصارها مدينة أريحا، عبر فرضها المزيد من الحواجز العسكرية عند مداخل المدينة الرئيسة والفرعية ومن جميع الجهات.

ويقضي المزارع "دعيك" نحو ساعة يوميا عند الحواجز الإسرائيلية التي تعيق وصوله إلى فلاحة أرضه التي تضم 120 شجرة نخيل مثمرة، ما ينعكس سلبا على عجلة الإنتاج لديه، خاصة أن الأشجار تحتاج إلى رعاية شديدة تزامنا مع انطلاق المرحلة الأولى لإنضاج ثمراتها، وفق قوله.

يقول لصحيفة "فلسطين" إنه يمتلك عدة مزارع للنخيل تضم 120 عاملا، بات وصولهم صعبا بفعل الحواجز الإسرائيلية التي وضعها جيش الاحتلال، خاصة أن غالبيتهم من خارج أريحا.

ويرى أن الاحتلال يهدف من خلال فرض حصاره على أريحا إلى ضرب الاقتصاد والسياحة فيها تحت مبررات ومزاعم أمنية، سيّما أن أريحا منطقة سياحية ويتوجه لها معظم المواطنين من الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.

وأوضح أن ما يزيد صعوبة الأوضاع في أريحا هو اقتحامات قوات الاحتلال اليومية لمدنها وقراها واغتيال شبان وإصابة آخرين، مشيرا إلى أن استمرار الحصار يُلقي بظلاله السلبية على المنتجات الزراعية وخاصة الخضروات وإمكانية إيصالها للأسواق في أريحا بفعل الانتظار لساعات على الحواجز الإسرائيلية.

وبيّن أن استمرار الحصار ونصب الحواجز يُعيق وصول العاملين في القطاع الزراعي من خارج أريحا إلى أماكن عملهم، ما يضطر غالبيتهم للخروج من بيوتهم فجرا، مؤكداً أنه أثر سلبا على مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية.

لم يختلف الحال كثيرا لدى المواطنة أم الجود موسى التي تقضي أكثر من ساعتين يوميا عند الحواجز التي نصبها جيش الاحتلال، خلال ذهابها وعودتها إلى وظيفتها في إحدى الوزارات الحكومية.

تقول موسى لـ"فلسطين" إنها تضطر للخروج عند الساعة السابعة صباحا من منزلها في منطقة العوجا شمالي أريحا، في سبيل الوصول مبكرا إلى عملها، ومع ذلك لا يتحقق مُرادها.

وتوضح أنها تقضي نحو ساعة يوميا عند حاجز "البوابة الصفراء" الواقع شمالي أريحا، خلال ذهابها إلى عملها وأخرى عند عودتها لبيتها، مؤكدةً أن استمرار الحصار ونصب الحواجز ينغص حياة البشر، ويحرمهم أدنى حقوقهم في حرية التنقل.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يُواصل حصار أريحا واعتداءات للمستوطنين بالأغوار

وأضافت أن استمرار الحصار خلق أزمة خانقة عند جميع مداخل أريحا الرئيسة من جميع الجهات، لافتةً إلى أن الاحتلال نصب حواجز عند مداخل القرى والمدن الداخلية، عدا عن احتجاز الشبان والمركبات لساعات.

عقاب جماعي

من ناحيته، عدّ منسق القوى الوطنية والإسلامية في أريحا صلاح السمهوري استمرار حصار الاحتلال مدينة أريحا يندرج ضمن سياسة "العقاب الجماعي" للمواطنين.

وأكد السمهوري لـ"فلسطين" أن استمرار الحصار زاد من معاناة المواطنين وخلق أزمة خانقة أمام تحركهم ومركباتهم، وأعاق وصولهم إلى أماكن عملهم، مبينا أن ما يفاقم الأزمة سوءا هي الاقتحامات المتواصلة لقرى ومدن أريحا ومداهمة منازل المواطنين، ما خلق حالة من عدم الاستقرار في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

وأفاد بأن أريحا تعرضت منذ بداية العام الجاري إلى الحصار لمدة تزيد عن 30 يوما تحت مزاعم أمنية واهية

هذا اليوم الثامن للحصار على أريحا، وهناك مئات السيارات على حواجز المدينة بشكل دائم وهذا يخلق معاناة وأزمة للمواطنين، الأمر الذي يزيد الأوضاع الاقتصادية سوءا خاصة أنها مدينة سياحية ويلجأ لها عشرات المواطنين والسياح الأجانب أيضا.

وذكر أن الحصار يطال نحو 35-40 ألف نسمة من سكان أريحا، مطالبا برفع الحصار المفروض عليها وفتح المجال لحرية الحركة ونمو الاقتصاد.

وبينت مصادر محلية أن قوات الاحتلال تواصل إغلاق 4 مداخل رئيسة مؤدية إلى المدينة، وكذلك عدد من الطرق الفرعية، وملاحقة المركبات وتفتيشها.

جدير بالذكر أن الضفة الغربية تشهد هجمة إسرائيلية متصاعدة بحق المواطنين، حيث تقتحم قوات الاحتلال بشكل يومي المدن والقرى لتنفيذ حملات مداهمة واعتقالات، فيما يتصدى لها الشبّان والأهالي بالحجارة، وبتصعيد أعمال المقاومة.