لا يختلف أردنيان اثنان على أن العدوان من أهم قبائل النخبة الأردنية، فالأردن بلد عشائري يضم نحو عشرة آلاف عشيرة معتبرة، و"العدوان" معروفون موصوفون منذ قرون وفي المكان ذاته، فنسبهم السامي ثابت، ودورهم العشائري والوطني كان ولا يزال في الذروة.
ولعل العدوان أقرب قبيلة مسلمة في العالم إلى المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الشريفة، فمنازلهم وملكيتهم ومزارعهم ومضاربهم تملأ البقاع الممتدة على مرمى النظر من تلال وهضاب بيت المقدس، فكل حيازة العدوان مشمولة في حوض البركة الأول من دوائر البركة المحيطة بصخرة بيت المقدس التي صلى الرسول الأعظم على يمين صخرتها إماماً بمجموع المرسلين والنبيين عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام، وذلك في ليلة الأسرار والأنوار والفيوضات والرحمات التي قدمت هذه الأمة لتبَوُّؤ مكان السيادة البشرية والزعامة الإنسانية لكي تقيم العدل والفضل وتبسط السلم والسلام والوئام في ربوع الأرض الطيبة.
"العدوان" هم قبيلة القدس، فهم القبيلة الأكثر انفتاحا على المقدسيين والأشد قربا منهم فهي تبعد عنهم (20) كيلومترا، وبيت المقدس كانت سوق العدوان وتجارتهم ومدرستهم ومسجد صلاتهم وأهلها أنسبائهم وأصهارهم، وحضورهم اليومي فيها قائم ودائم، فهم كانوا حماة الوفود المسيحية من السياح الوافدين لزيارة الأماكن المسيحية في القدس ومحيطها، بما فيها الأغوار والمغطس الواقع في أرض العدوان، ولطالما تحدث عنهم الرحالة الأوروبيون في مذكراتهم.
وربما كان العدوان القبيلة الأهم في البلقاء وأغوارها، وصولا إلى مغاريب أريحا المدينة الأقدم في العالم، وعندما اعتلى السلطان عبد الحميد خان سدة الحكم عام 1876م وجدهم يحملون مراسيم سلطانية سابقة ولهم كامل الشرعية والمشروعية ويتجاوز تعدادهم 400 بيت شعر وكانت لهم سطوة وشكيمة ولهم الكلمة.
تصدى العديد من زعامات ورجالات هذه القبيلة للهجمة الصهيونية المتوحشة، ولا ننسى صولات الشيخ ماجد العدوان ( ت1946م) ضد العدو الإنجليزي الذي اقتحم الجسر عبر أرض العدوان ضمن حملته الصليبية المشؤومة عام 1918م للتمهيد لعصابات صهيون، التي غشيت البلاد المباركة على هيئة لفيف من اللصوص وسارقي الأرض تم تجميعهم من (112) دولة في غزوة غربية غادرة على الأرض وأهل الأرض، و"العدوان" قبيلة من أهل الأرض الأصليين وهم متجذرون فيها وأرضهم ممتدة شرق النهر ولهم ممتلكات غرب النهر وجذورهم فيها أعمق من البحر الميت.
سعادة عماد العدوان محام وبرلماني عانى القهر المفروض قسرا على جيله، والانتهاب والغدر الذي عاناه الجيل الذي سبقه.
يصطف الأردنيون أجمعون مع عماد العدوان على طول الخط وبلا نقاش، ذلك أن من يحجز حركته ويحبس حريته مجرمون قتلة مارسوا كل الشرور لإقامة دولة يهودية صرفة لها عاصمة يهودية خالصة خالية من العرب من أبناء الطائفة المنصورة بأوصافها النبوية الشريفة الستة، وهؤلاء يخططون بلؤم لدحرجة عدوان سافر ومباشر على الأردن مع أن لهم سفارة لصوص في عمان، والعرب بطبيعتهم فرسان، فكلنا مع عماد العدوان.