يُشار إلى أنّ عناصر هذه الوحدة يبدأون تدريباتهم على غرار بقية ألوية سلاح المشاة التي تشمل "اختبارات التعرّف إلى المناطق، والتدريبات الفردية ضمن خلايا، والتدريبات ضمن جماعات، والتدرب على إصابة الأهداف، والقيام بمهمات بحرية محددة".
وبعد أن يتجاوز الجنود مرحلة التدريب الأساسية، يخضعون للتدريبات الخاصة بما يُسمى "محاربة الإرهاب". تستمر هذه المرحلة قرابة شهرين، ومن ثم يخضعون لمرحلة أخرى تحت العنوان نفسه تستمر أكثر من 5 أشهر، تتضمن تدريبات على القتال داخل المناطق السكنية "حرب المدن"، وتدريبات على القتال القريب باستخدام السلاح الخفيف حيناً، والأسلحة البيضاء والأيدي حيناً آخر.
ويخضع عناصر الوحدة لدورة رفيعة المستوى على استخدام الخرائط الطبوغرافية. تنقسم هذه الدورة إلى قسمين؛ الأول هو استخدام الخرائط للتنقل في المناطق المفتوحة، والآخر هو التنقل في المناطق السكنية الذي يتم التركيز عليه بشكل كبير جداً. إضافة إلى ذلك، يخضع الجنود لاختبارات وتدريبات خاصة بالوحدة في مجال "الاستعراب".
ومن أجل الانضمام إلى وحدة "دوفدوفان"، يجب أولاً على الجنود تجاوز مرحلة الترشح لوحدة المظليين. يحدث هذا الترشيح قبل أن ينضم الجنود إلى "جيش" الاحتلال الإسرائيلي. في هذه المرحلة، يتم تحديد الأشخاص البارزين الذين تتناسب قدراتهم مع أنشطة الوحدة.
وبعد الانضمام إلى صفوف "الجيش"، يجب تجاوز مرحلة الترشيح إلى الكتائب التابعة لوحدة المظليين، وذلك في إطار مجموعة الجنود نفسها التي تم تحديدها سلفاً. تحمل هذه المجموعة اسم "المختارين لدوفدوفان"، إذ يخضع المرشحون للفحص الأمني الدقيق قبل البدء بمرحلة التدريب ضمن إطار الوحدة.
يجب أن يكون لدى المتقدّمين للانضمام إلى الوحدة أهلية قتالية بدرجة لا تقل عن 82%، وأن يكونوا لائقين صحياً، بحيث يُمنع انضمام من يرتدون النظارات الطبية، باستثناء الذين يستخدمون نظارات ذات سمك من درجتين فما دون، وكذلك يمنع انضمام المصابين بالربو، إلا من أُصيب به في فترة الطفولة وتعافى منه.
يتم تفضيل الأشخاص الذين يملكون دافعية كبيرة للقتال والدفاع عن مصالح "الدولة"، وكذلك الذين يتمتعون بالمسؤولية والاحترافية، مع الإشارة إلى أن الصفات الخارجية للمتقدمين، كلون البشرة والعيون، ليست ملزمة، بل في بعض الأحيان، يتم البحث عن أشخاص لديهم بشرة داكنة وعيون سوداء حتى يخدموا في وحدات المستعربين.
3- وحدة ماجلّان
تعد هذه الوحدة الخاصة من أهم الوحدات العاملة في صفوف "جيش" العدو، وتقوم بكل مهماتها بشكل سري، وتشارك في القتال في ظل ظروف ميدانية مختلفة، وتُظهر تركيزاً كبيراً على عمل الاستطلاع المسيّر بنوعيه الراجل والراكب، وفي كل الفصول والظروف.
وتعمل الوحدة في مجالات متعددة وهادفة، إذ يتميّز مقاتلوها بالمهارة والكفاءة العالية والإصرار، ويتمتعون بلياقة بدنية عالية، ويستخدمون الخرائط الطبوغرافية بمهارة فائقة. وفي إطار المسار التدريبي لهذه الوحدة، يخضع الجنود لدورة تدريبية على القفز بالمظلات ومجالات القتال القريب، ويتدربون كذلك على كل ما يخص سلاح المشاة، بما فيها التدريب بشكل جيد على مهارة الاستطلاع، فضلاً عن الجوانب الأخرى. وتتمتع هذه الوحدة بميزانية عالية وارتفاع في معدلات الاستثمار في كل شيء، وتمتلك معدات قتالية متطورة وعالية التكنولوجيا.
تم إنشاء وحدة "ماجلّان" عام 1986، كواحدة من النتائج اللاحقة لحرب تشرين 1973، إذ قرر عندها "الجيش" الإسرائيلي إنشاء وحدة متخصصة في العمليات الخاصة والمتطورة عملت منذ نشأتها على كل الجبهات.
ومن أجل تأسيس الوحدة، قام "الجيش" الإسرائيلي بنقل مقاتلين من مختلف الوحدات الخاصة، بما فيها وحدات الاستطلاع في سلاح المشاة، وكان أول قائد للوحدة هو المقدم داني هيرمان. وقد تبعه عدد من القادة الأقوياء في "الجيش"، شغل معظمهم مناصب عليا، مثل طال روسو ويوسي بخار وموتي باروخ ودرور فينبرغ، الذي قُتل في عملية "زقاق الموت" التي نفذها 3 من مقاتلي الجهاد الإسلامي في مدينة الخليل بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2002.
رغم النشاط الكبير الذي تقوم به وحدة "ماجلّان"، فلم يتم الكشف عن الكثير من العمليات التي قامت بها، نظراً إلى جدار سميك من السرية يحيط بعمل الوحدة، وانطلاقاً من خطورة الأدوار التي تقوم بها.
وقد عملت الوحدة، وما زالت، في قطاع غزة والضفة الغربية، من خلال تنفيذ الاعتقالات النوعية وإلقاء القبض على المقاومين المطلوبين، كما شارك جنود الوحدة في العمليات في منطقة الحزام الأمني في جنوب لبنان، وكذلك في عملية "تصفية الحساب" وعملية "عناقيد الغضب" وعملية "السور الواقي"، وشاركت الوحدة بشكل فعّال في حرب تموز/يوليو 2006، ونالت ما يُسمى "وسام الشرف" على عملها في الحرب.
وخلال فترة حرب تموز، تم نشر فرق من وحدة "ماجلان" النظامية والاحتياطية على طول جبهة القتال مع لبنان، من أجل تحديد قواعد إطلاق الصواريخ التي كانت تستهدف المستوطنات الإسرائيلية.
يستغرق المسار التدريبي الخاص بالوحدة نحو عام ونصف عام. يعد هذا المسار شاقاً وقاسياً، ويقوم على إعداد المقاتلين للمشاركة في عمليات معقدة ونوعية، ويشمل تدريبات أساسية كتلك التي يتلقاها المقاتلون في سلاح المشاة، وتدريبات متقدمة يخضع لها المقاتلون ضمن لواء المظليين، وتشمل أيضاً دورة تدريبية على القفز بالمظلات.
وفي نهاية التدريب الأساسي، يتم ترقية الجنود إلى التدريب في قاعدة الوحدة ضمن رحلة طويلة. وفي نهايتها، ينالون القبعة الحمراء، ثم يبدأ بعد ذلك تدريب الجنود على أنهم مقاتلون من وحدة "ماجلّان".
يخضع الجنود لسلسلة من التدريبات التي تتعامل مع مجموعة متنوعة من المجالات العملية والتكنولوجية المعدة للحروب، ثم يخضعون لسلسلة من تدريبات الملاحة والتمويه والمراقبة والقتال القريب.
بخصوص الالتحاق بالوحدة، من المهم الإشارة إلى أن تشكيل فرق الوحدة يتم على النحو الآتي: نصف المتقدمين يأتي من لواء المظليين، والنصف الآخر يأتي عبر مقابلات مع الذين التحقوا بهيئة الأركان العامة ولم يتم قبولهم.
وفي كل دورة، يتم افتتاح طاقمين من "ماجلّان"، ويتوجب على الجنود الراغبين في الالتحاق بالوحدة أن يجتازوا مرحلة العمل في لواء المظليين، وكذلك القبول في اللواء. وبعد التجنيد، عليهم التوجه إلى شعبة وحدات اللواء بطلب قبول للانتساب إلى وحدة "ماجلان".
هناك طريقة أخرى، وهي اجتياز يوم من التنافس للحصول على فرز للاستمرار في وحدة الاستطلاع التابعة لهيئة الأركان العامة. وتتم عملية الفرز في هيئة الأركان العامة بحضور مندوبين من وحدة "ماجلان"، إذ يتم قبول جزء من المجندين البارزين الذين لم ينجحوا في الانضمام إلى وحدة الاستطلاع التابعة لهيئة الأركان العامة.
أما الخيار الثالث والأخير للالتحاق بالوحدة، فهو الخضوع لمسار تدريبي آخر في وحدات أخرى من وحدات النخبة، بما فيها وحدة الاستطلاع في هيئة الأركان العامة، ودورة تدريبية على الطيران، ودورة تدريبية لضباط البحرية، وغيرها.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن مسار التدريب في الوحدة طويل جداً، ومن غير المعتاد قبول مقاتلين ذوي أقدمية كبيرة، إلا إذا جاؤوا من مكان خضعوا فيه لتدريب أساسي مشابه. لذلك، لا يتم قبول مقاتلين من كتائب المشاة ذوي أقدمية كبيرة. يجب أن يتمتع المتقدم بوضع صحي قتالي بدرجة 82% درجة فما فوق، من دون أن يكون راسباً في أي شرط من الشروط المطلوبة، ويمكن قبول مستخدمي النظارات الطبية ذات الدرجات المتوسطة.
يخدم في وحدة "ماجلان" عدد كبير ممن يُطلق عليهم اسم "مقاتلي الدعم القتالي". تدرك الوحدة مدى مساهمة هؤلاء في عمليات الوحدة اليومية، إذ يُلقى على عاتقهم مسؤوليات كبيرة وحسّاسة، منها:
- المسؤولية عن العتاد والتطوير التكنولوجي. يُناط بهذا القسم مهمة تطوير مختلف أنواع العتاد، وهو الأمر الذي "يحتاج إلى مسؤولية كبيرة وعقل تكنولوجي منفتح، إضافةً إلى الإصرار والالتزام الكبير بالعمل".
- المسؤولية عن الإنتاج، وهي مهمة تتناول إيجاد حلول فريدة من نوعها لمختلف المشكلات التي تظهر خلال الأنشطة التنفيذية. ويُختار لهذه المهمة أصحاب الميول الفنية مع التخصص في التخطيط والرسم والخياطة، وهي "تتطلّب الإبداع والجدية والصبر والمثابرة".
- المسؤولية عن ملفّ التدريب المهني، وهو يختصّ في تدريب مقاتلي الوحدة في مختلف المجالات خلال فترة إعدادهم، ويتطلب ذلك خبرة سابقة في التدريب ومهارات جيدة واستيعاباً سريعاً ومبادرة شخصية، وتتطلب بعض المهام القدرة على البقاء في المنطقة.
- المسؤولية عن التصوير والإعلام في الوحدة التي تشرف على كل الأمور الإعلامية من تصوير وتوثيق وأرشفة، وهو ما يتطلّب إلماماً مسبقاً بهذا المجال، مثل الجدية والإبداع والعلاقات الجيدة. وتعطى الأولوية لأصحاب القدرات السينمائية والإعلامية والفنية.
- المسؤولية عن ملف الاستخبارات داخل الوحدة. يشمل ذلك المسؤولية عن جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة في الأنشطة التنفيذية للوحدة وتحليلها.
- المسؤولية عن التدريب البدني الذي يشمل إجراء التدريبات الرياضية والبدنية وفنون القتال القريب. ويتطلب هذا الأمر خبرة سابقة في هذا المجال.
- المسؤولية عن التطوير والتدريب والتأهيل. يتضمن هذا المجال بشكل رئيسي تطوير المدربين وطاقم التأهيل المنخرطين في عملية التدريب والإعداد داخل الوحدة.