فلسطين أون لاين

هدم 5 محلات تجارية في الخليل ينذر بخطر استيطاني وسط بلدتها القديمة

...
صورة أرشيفية
الخليل/ خاص "فلسطين":

ينذر هدم مستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، خمسة محلات تجارية في "سوق العتق" بمنطقة الحسبة، بقرب تنفيذ مخطط استيطاني جديد داخل البلدة القديمة لمدينة الخليل.

وأفاد التاجر خليل جاد الله بقدوم مستوطنين وجرافة للبلدة القديمة، الأربعاء الماضي، دون سابق إنذار أو إخطار على هدم المحلات التجارية؛ في محاولة لتهجيرنا من محلاتنا والبلدة القديمة. 

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن المستوطنين هدموا خمسة محلات تجارية في "سوق العتق/ الرابش" داخل منطقة الحسبة، هدمًا جزئيًّا، وذلك في محاولة لتهجير أصحاب المحلات لمصادرة المنطقة لصالح مخطط استيطاني. 

وألقى خليل باللوم على السلطة الفلسطينية التي تكتفي في كل مرة يتم خلالها هدم منزل أو طرد السكان أو هدم المحلات التجارية في البلدة القديمة، ببيانات الشجب والاستنكار، دون تقديم دعم حقيقي لتعزيز الصمود والبقاء سواء للأهالي أو التجار الذين هجر أكثرهم البلدة القديمة بسبب الخسائر المتلاحقة وقلة الزبائن. 

ورأي المواطن كمال النتشة أن التجارة ليست وحدها مستهدفة في البلدة القديمة بل إن البلدة القديمة كلها مستهدفة إسرائيليًّا. 

وأكد النتشة لصحيفة "فلسطين" أن البلدة القديمة تعيش أوضاعًا صعبة للغاية في ظل تحويل جيش الاحتلال ومستوطنيه، البلدة إلى "ثكنة عسكرية".

ورغم مناشدات رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، المؤسسات الدولية الحقوقية للضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق البلدة القديمة إلا أنها "لا تجد آذانًا صاغية". 

وعدّ أبو سنينة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إقدام المستوطنين على هدم المحلات، جريمة بحق المكانة التاريخية والدينية والاقتصادية والسياحية للبلدة القديمة المدرجة على قائمة (يونسكو) للتراث الإنساني المهدد بالخطر. 

وأشار إلى أنّ تقسيم الاحتلال لمدينة الخليل لقسمين أثّر سلبيًّا في الحياة الطبيعية فيها، وضاعف معاناة المواطنين بسبب صعوبة تقديم الخدمات في المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

ولفت أبو سنينة إلى تجاهل السلطة معاناة الخليل في مواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف بلدتها القديمة. 

اقرأ أيضاً: الخليل.. مستوطنون يدنّسون "الإبراهيمي" ويحتفلون بداخله

وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في 7 تموز/ يوليو 2017، البلدة القديمة على قائمة التراث العالمي المُهدد بالخطر بوصفها منطقة تُعرف بقيمتها العالمية، ولعمارتها الفريدة.

مخطط استيطاني

وذكر مسؤول لجنة البلدة القديمة في الخليل بدر الأعور، أن هدم المستوطنين للمحلات الخمسة التجارية سبقه طرد أصحابها في فبراير/ شباط 1994.

وأوضح الأعور لصحيفة "فلسطين" أن هدم المستوطنين للمحلات أمر مخطط له ويسير تماشيًا مع قرار إسرائيلي صدر في أكتوبر/ تشرين أول 2017 ويقضي ببناء وحدات استيطانية في المنطقة ذاتها التي جرى فيها الهدم.

وذكر أن هدم المحلات جزئيًّا يمهد لإزالتها وبدء الحفريات أسفلها؛ لاستمرار التوسع الاستيطاني الذي يجريه الاحتلال في المنطقة القريبة من الكراج القديم.

ولفت الأعور إلى أن الاحتلال يسارع الزمن لبناء أبنية استيطانية عملاقة لتطغى على مشهد البلدة التاريخي ومحلاتها القديمة.

ووقعت السلطة والاحتلال "بروتوكول الخليل" في 15 كانون الثاني (يناير) 1997، والذي تم بموجبه تقسيم المدينة إلى منطقتين: (H1) والتي تشكّل 80% من المساحة الكلية لمدينة الخليل وتخضع للسيطرة الفلسطينية، ومنطقة (H2) وتشكّل 20% من مساحة الخليل، وبقيت تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية وتشمل البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي.

وتغلق سلطات الاحتلال 1829 محلًا تجاريًّا في البلدة القديمة بقرار عسكري، وأكثر من 1800 منزلٍ أفرغت من سكانها نتيجة سياسات الاحتلال خلال الثلاثة عقود الماضية.

ويحيط البلدة القديمة في الخليل، أربع مستوطنات صغيرة وهي: "بيت هداسا، إبراهيم افينو، بيت رومانو، تل الرميدة"، كما يعمل الاحتلال على إقامة مستوطنة أخرى في المنطقة المعروفة بـ "الكراج القديم" الملاصق لشارع الشهداء.