يحاول الاحتلال الصهيوني ساعياً إلى إثبات وجوده وحقه الزائف في الأراضي الفلسطينية مع الصراع المستمر لأكثر من 7عقود زمنية، بهدف السيطرة على مرافق المسجد الأقصى والسيادة على القدس الشريف وإقامة الهيكل المزعوم، ومن هذا المنطلق يواصل تنفيذ مخططاته الصهيونية المُسعرة واستباحة وتهويد وتدنيس المقدسات واقتحام المساجد المقدسة والكنائس ومقابر الأنبياء وطرد ومنع المصلين والمعتكفين المسلمين والمرابطين الفلسطينيين، ومنع دخول الكنائس المسيحية في سبت النور ، بينما يسمح للمستوطنين بالاقتحام المتواصل وبأعداد كبيرة وبحراسة أمنية وشرطية مشددة، هذه الاقتحامات لم تتوقف، بل زادت وتيرتها منذ السنوات الأخيرة في محاولة المحتل فرض واقع التقسيم الزماني والمكاني، بل وإثباتهم لحق اليهود كالمسلمين في القدس والمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي والمقدسات الإسلامية، والأحداث الجارية للسيطرة على باب الرحمة وباب التوبة، هذه الاستباحة الصهيونية أصبحت واقعًا مؤلمًا غير مبرر وغير مقبول، لذا مقدساتنا حقنا وهي لنا واليهود ليس لهم حق فيها، فلن تبقى ولا تذر بإذن الله، فهناك من يرتقب سلوك العدو رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع، بل يعدون العدة بما استطاعوا من قوة، القدس تأبى إلا أن تضع بصمتها وتقول كلمتها بأفعال نجومها وأبطالها أن باب الرحمة للمسلمين والفلسطينيين فقط، وليس لكم يا بني يهود بالقدس حق في مقدساتنا وإلا ستكون حياتكم جحيماً مسعرة بالخوف والذعر والقهر من أمثال عدي التميمي، وخيري علقم، وحاتم نجمة.
لماذا الحرب الدينية الصهيونية مُسعرة على المقدسات؟
منظمة "بيدينو" الصهيونية ومنظمة الهيكل المزعوم تعلنان سلسلة اقتحامات جديدة لباحات المسجد الأقصى المبارك من الاثنين حتى الأربعاء المقبلين، عقب أيام عيد الفطر المبارك لإشعال الحرب الدينية بدعوى عيد استقلالهم وقيام كيانهم الزائل، بينما حاول العدو الصهيوني بعملية خراب وتدمير كبير في مصلى باب الرحمة في محاولة لإغلاقه بعد إعادة فتحه بثورة فبراير/ شباط 2019 ، في حين سعى إلى تحويل المصلى المرواني داخل المسجد الأقصى إلى كنيس يهودي في ثاني أيام عيد الفطر بمحاولة منه للسيطرة وفرض السيادة على مرافق الأقصى والمقدسات وهذا انتهاك صهيوني ممنهج إمعانًا في الانتهاكات المستمرة لأهداف صهيونية مبيتة لمواصلة الحرب الدينية على المقدسات الإسلامية، والمصليات في الأقصى ليست أقل قيمة إسلامية وشرعية، بل هي ذات اهتمام واسع لدى النساء المرابطات والمعتكفات خط الدفاع الأول والسند الأمين، فتلك المصليات، باب الرحمة والمرواني إذا حُفظت حُفظ الأقصى وإذا أُهملن أهمل الأقصى وبات التقسيم مشرعاً وأصبح مخطط الصهاينة واقعاً وهذا لن يحدث ما دام للبيت رب يحميه ورجال يترقبوه ونساء يعتكفن فيه.
عيون العدو تترصد قادة محور المقاومة وتهدد باستئناف ملف الاغتيالات حسب زعمهم، إذ هناك مصادر صهيونية ترصد الشيخ/ صالح العاروري (ضيف الخارج)، ووصفه الإعلام العبري بمهندس المحور الإقليمي والإستراتيجي للمقاومة ورجل الاتصال بين إيران وحماس والصداع المزمن للاحتلال، حيث خاطب المحتل "سنأتيكم من حيث لم تحتسبوا" ويعتبره الكثير من الشخصيات السياسية والأمنية والاستخبارية في الكيان بأنه المطلوب رقم (1)، وقد يرسل العدو بين الحين والآخر رسائل تهديد ووعيد منها قد يكون للخروج من مأزق سياسي داخلي أو نتائج الضغط من مهددات الأمن القومي والعمليات الفدائية، الأمر الذي يجعله في حيرة من أمره لاستعادة الردع للجيش الذي لا يقهر، وتم إذلاله في حدود غلاف غزة وإسقاط حكوماته واعتزال كبار المسؤولين العمل السياسي.
كيف يكون رد المقاومة في حال أقدم العدو على أي حماقة؟
لا بد من أن المقاومة تتابع الأحداث الجارية عن كثب وترصد سلوك العدو جيداً، وليس كل فعل يحتاج لرد مباشر، وإنما كلما طال الرد كلما أربكت حساباته وأوقفته ينتظرك، وعودته لتلك السياسة سيدفع ثمنها باهظاً، وتهديده يهدف إلى ترميم صورته الانهزامية نتيجة فقدانه حالة الردع وتراجع تأييد حكومته الفاشية وارتفاع نسب الانتحار لدى عناصر جيشه، وإنما أعتقد أن محور المقاومة لن يستنزف مقدراته في طبيعة رد على حدث ما، بل يدرس تنفيذ سلسلة من الردود التي تجعل المحتل لا يرفع رأسه بتاتاً إلا بخروجه من أراضينا ومقدساتنا مطأطئ رأسه مذلولاً أمام رجال فلسطين، فأي عملية اغتيال سيعقبها رد مؤكد، ولكنني أتوقع التأخير ليكن ردًّا إستراتيجيًّا موجعاً ولم أضع سيناريو محتملاً حتى لا نستبق الزمن، ولكننا نثق جيدًا بقيادة أركان المقاومة في قطاع غزة والجبهات الأخرى أنها أعدت ما يسر شعبنا ويشفي صدور قوم مؤمنين.
وهنا نضع أبرز السيناريوهات للأحداث المتوقعة خلال الأيام المرتقبة:
انتفاضة السجون وخوض الأسرى خلف القضبان معركتهم في حال ارتقاء الأسير خضر عدنان شهيداً عقب إضرابه المستمر عن الطعام قرابة مائة يوم، بمساندة شعبية يعقبها نقاط اشتباك مع الاحتلال في قلب القدس وجميع الأراضي الفلسطينية.
عملية إطباق أمنية على مناطق الضفة الغربية كالسور الواقي من خلال تنفيذ نتائج لقاءات العقبة وشرم الشيخ مؤخراً، والتي يسعى الاحتلال منهما وأد العمل المقاوم وكبح جماح الخلايا العسكرية وتصفيتها والقضاء على ظاهرة العنف في جنين ونابلس حسب زعمهم، ومن الملاحظ بأن توصيات اللقاءات المشتركة أجمعت على تصفية المقاومين وكشف وتحييد عملياتهم قبل وقوعها أو تنفيذها.
تهديدات العدو بعودة ملف الاغتيالات لم يحضر أمراً جديداً وإنما إيماننا وعقيدتنا تزيدنا ثباتًا بأن شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار، والقيادة والأجيال تتسابق لرسم صورة النصر والتحرير، ولكن تلك التهديدات سترمي غبار العبث والزوال على رأس الحكومة الفاشية ومجتمعهم المتطرف المغتصب في حال قدمت على اغتيال شخصيات بارزة في محور المقاومة، ومن الواضح بأن العدو يعلم مدى حقيقة عبثه، لكن لا أعتقد توقعه بطبيعة ومدى تحمله رد الفعل.
المظاهرات الداخلية والاحتجاجات المعارضة لقرارات الحكومة تشكل مأزقًا سياسيًّا خطيرًا، ولم يستطع العدو السيطرة على مجتمعه في المقابل لم يسمح نتنياهو بسقوط الحكومة الحالية كونها حسب اعتقادي الحكومة الصهيونية الأخيرة والنعش النهائي لاحتلال أراضينا، بينما يخشى الاحتلال من ردود الفعل في حال تنفيذ أي قرار يؤدي للحرب.