قراءة علمية للتحولات في دولة الاحتلال، ترينا أن هذا الكيان الذي كان يعد العدة ويجري التدريبات والمناورات العسكرية الهجومية، ويقوم بالهجوم على الدول العربية، قد انتقل الآن إلى مرحلة إعداد الخطط الدفاعية، بعدما أفل شبابها وتحولت للشيخوخة والهرم.
لا مبالغة في هذا الكلام، فإجراء دولة الاحتلال تدريبات ضمن ما يعرف بالخطة المحرمة وهي خطة "ملونيت"، هو دليل على انتقال (إسرائيل) من مرحلة وزمن الهجوم، إلى مرحلة وزمن الدفاع عن النفس، وكل ما يقال غير ذلك هو ضمن إطار الحرب النفسية.
خطط الدفاع ليست من قبيل التأويل أو التحليل، بل هي باعتراف صحيفة “يديعوت أحرنوت”، ففي مقالة للمعلق العسكري في الصحيفة “أليكس فيشمان”، ذكر أن قيادة جيش الاحتلال قررت وضع خطة " ملونيت" لإخلاء العديد من المدن والمستوطنات المشرفة على المناطق الشمالية أو الجنوبية في حال وقوع مواجهة عسكرية مستقبلية على الحدود الشمالية أو على حدود قطاع غزة، وهذا القول ينطبق عليه المثل: وشهد شاهد من أهله.
خطة الإخلاء التي تسمى “ملونيت”، “تقضي بألا يبقى في المستوطنات المعنية، سوى السكان الذين يعد وجودهم حيويا، مثل موظفي البلدية، وأفراد الشرطة، وقوات النجد، وأن المستوطنين الذين سيتم إخلاؤهم من المناطق الحدودية سيتم تسكينهم في مناطق ريفية في الوسط.
وتقتضي هذه الخطة أن الاحتلال يفترض نجاح وتمكن قوات خاصة من المقاومة الفلسطينية من التسلل للعديد من المستوطنات والمعسكرات المنتشرة على الحدود مع قطاع غزة كما فعلت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 وتنفيذ عمليات نوعية.
أن يفترض الجيش الذي كان يزعم ويدعي يسابقا أنه لا يقهر مثل هذه الافتراضات، هو ليس من قبيل الأوهام والأحلام، بل هو من قبيل الواقع وما جرى سابقا، وهو ما يعني أنه بات قاب قوسين أو أدنى.
الصحيفة العبرية، بينت أن صواريخ المقاومة والقذائف قصيرة المدى تعد سببا رئيسا في اضطرار قيادة جيش الاحتلال للجوء لهذه الخطة لحماية سكان تلك المناطق من التعرض للخطر خلال أية مواجهة.
هكذا إذن تتحول دولة الاحتلال لمرحلة الدفاع والتي يعقبها مرحلة الانحسار، وهو ما يعني أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية قادرة على إلحاق المزيد من الخسائر والهزائم في صفوف جيش الاحتلال، فما عاد هو الجيش الذي لا يقهر، بل هو الجيش الذي يقهر ويهزم ويندحر، كما حصل باندحاره عن غزة وهدمه لـ 21 مستوطنة.
من الآن، فليعمل العاملون لاندحار دولة الاحتلال، وهو ما كتبه أيضا كتاب ومحللون في دولة الاحتلال، فالدول مثل الإنسان، تنمو طفلا، وتكبر لتصبح شبابا وقوة وفتوة، ومن ثم إلى الكهولة وكبر السن والضعف والاندثار، كما هي مرحلة دولة الاحتلال الحالية.