سمحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لبرنامج (عوبدا) الحقيقية، بنشر فيديو يوثق لقصف جيب إسرائيلي على أيدي مجموعة من شباب القسام سنة 2014، حيث تمكنت مجموعة من 12 مقاومًا فلسطينيًا من اقتحام السياج الحدودي مع قطاع غزة، ومفاجأة الجنود الإسرائيليين في عقر دارهم، والاشتباك معهم، ومقتل أربع ضباط إسرائيليين، ومن ثم أخذ أسرى من الجنود، وهنا أمرت قيادة الجيش بتفعيل خطة "هنيبعل" وقامت بقصف الموقع بالطائرات، ليقتل الجنود الإسرائيليين الأسرى مع المقاومين الذين أسروهم.
سماح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالكشف عن هذه المعلومات التي ظلت حبيسة الأرشيف، وظلت سرًا غامضاً بالنسبة للإسرائيليين، لم يأت من فراغ، وإنما لهدف يسعى إليه العدو الإسرائيلي، والمتمثل في تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لما سيصيب الجيش الإسرائيلي في قادم المعارك من انتكاسات، وهزائم، وتراجعات، لم تخطر في بال الإسرائيلي، ولم يحسب لها حساب.
النوايا العدوانية لا تفارق مخيلة العدو الإسرائيلي، وهو الذي أقام إستراتيجيته على نقل المعركة إلى أرض العدو، والمبادرة بالهجوم، واستخدام كل القوة في العدوان، وحسم المعركة في أسرع وقت ممكن، وهذا ما لم يعد بالإمكان تحقيقه في أي مواجهة قادمة، فرجال المقاومة الفلسطينيين، نجحوا سنة 2014 في نقل المعركة إلى داخل مواقع العدو، ولم يسمحوا بالنهاية السريعة لأي مواجهة كما يريد العدو، وهم في حالة من اليقظة والانتباه، ليفوّتوا على عدوهم فرصة المباغتة، وقد اعتادوا على القتال تحت أقصى أنواع القصف والتدمير.
العدو الإسرائيلي الذي عرف عنه الغدر، لا يخفي مخططاته العدوانية، فوزير المالية رئيس حزب الصهيونية الدينية سموتريتش أعلن الحرب على غزة، بتصريح أدلى به لوسائل الإعلام، بعد اجتماعه مع رؤساء مستوطنات قطاع غزة، حيث قال لهم:
في الأيام القادمة سنتخذ قرارًا حكوميًا كبيرًا ومثيرًا، وسيكون هذا ردنا الصهيوني الأول والملائم على الأعداء.
فما هو القرار الحكومي الكبير والمثير غير إعلان الحرب على غزة، وفي التوقيت المناسب للجيش الإسرائيلي.
حديث الحرب يرد على لسان الكثير من الضباط الإسرائيليين، قال أحدهم: إن "الوضع الأمني في المنطقة بأكملها سيتدهور، ليتحول إلى عملية عسكرية واسعة، الوضع متفجر حاليًا وقد ينفجر في أي لحظة"
غزة المستهدفة بالعدوان لا تغفل عينها ولا تنام، وفي كلمته قبل أيام، تطرق مسؤول حركة حماس في قطاع غزة السيد يحيى السنوار إلى غدر العدو، حين قال: اليوم وغدًا، في شهر رمضان، وبعد شهر رمضان، نحن جاهزون للمواجهة، ويدنا على الزناد.
وكل عام وشعبنا الفلسطيني بعافية وعنفوان، وقدرة على التصدي لجميع أشكال العدوان.