فلسطين أون لاين

​"عباس ليس لديه إرادة حقيقية" لتطبيق المصالحة

حماس تؤكد طرح القاهرة ملف صفقة تبادل للأسرى في المباحثات

...
غزة - نبيل سنونو

أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن المسؤولين المصريين طرحوا في المباحثات الجارية في القاهرة مع وفد الحركة، ملف صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الناطق باسم حماس، عبد اللطيف القانوع: إنه بالفعل عرض المسؤولون المصريون "على الحركة موضوع صفقة تبادل" في اللقاءات الأخيرة، مبينا أن حركته أبدت شروطها وطرحت ما لديها.

وأضاف القانوع لصحيفة "فلسطين"، أمس: "الإخوة المصريون تفهموا أن قضية الأسرى قضية إنسانية ووطنية وأخلاقية، والوسيط المصري حينما تحدث أدرك تماما متطلبات الحركة".

ولأول مرة منذ انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحماس وصل إسماعيل هنية مصر في التاسع من الشهر الجاري، على رأس وفد من قيادة الحركة في الداخل والخارج، للقاء المسؤولين المصرين. ولاحقا التقى هنية برئيس المخابرات العامة المصرية.

وبيّن القانوع، أن حماس أبلغت الوسطاء المصريين وغير المصريين، بشروط المقاومة لتحقيق صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يعلم جيدا أن صفقة تبادل لا تمر إلا عبر شروط المقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن الاحتلال "يدرك جيدا شروط المقاومة".

وتابع: "نحن نتحدث عن قضية أخلاقية وإنسانية ووطنية. كل الأطراف وكل وسيط تدخل تفهم أن قضية الأسرى وطنية، ومتطلبات المقاومة شرعية وواقعية أن يتم الإفراج عن جميع من تم اعتقالهم (بعدما جرى الإفراج عنهم) في صفقة شاليط الأخيرة".

ورعت مصر صفقة التبادل "وفاء الأحرار" في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، التي أطلقت حماس خلالها الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال.

وظهر المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أبو عبيدة، في بيان تلفزيوني مقتضب في أبريل/نيسان 2016، وبدت صور أربعة من جنود الاحتلال في الفيديو. وقال: "إن أية معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو مجانا".

من جهة ثانية، قال القانوع: إن حماس طرحت وجهة نظرها بموضوع المصالحة الفلسطينية وقدمت مرونة عالية جدا، مضيفا أن " الأشقاء المصريين الآن هم أصحاب الجهد والوسيط للضغط على وفد حركة فتح في القاهرة للالتزام بما تم الاتفاق عليه في التفاهمات الأخيرة، وإنْ تطلب عقد لقاءات مع وفد فتح فحركة حماس ليس لديها مانع برعاية مصرية على أن يتم تطبيق التفاهمات وما تم الاتفاق عليه".

وقال: "إذا ارتأى الأشقاء المصريون عقد حوارات مع حركة فتح فنحن ليسنا لدينا مانع في أن نلتقي بوفد فتح في القاهرة من أجل إتمام المصالحة الوطنية وفق ما تم الحديث فيه ووفق ما أعلنت عنه حماس".

وقالت حماس في بيان في 11 من الشهر الجاري، إن وفدها أكد استعداده لعقد جلسات حوار مع حركة فتح في القاهرة فورا لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه، مع التأكيد على استعداد حماس لحل اللجنة الإدارية فورا وتمكين حكومة رامي الحمد الله من ممارسة مهامها وإجراء الانتخابات على أن يليه عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع والقدس.

ولفت القانوع إلى أن هناك "اتفاقيات كثيرة وُقِّعت وتفاهمات كثيرة"، لكنه أكد أن "الإشكالية في رئيس السلطة (محمود عباس) ليست لديه إرادة حقيقية ونية صادقة في تطبيق ما تم الاتفاق عليه".

وشدد على أن حماس تعاملت مع ملف المصالحة الفلسطينية بكل جدية ومرونة، وقدمت ما لديها وهي على استعداد لحل اللجنة الإدارية الحكومية، قائلا: "الأشقاء المصريون أدركوا ذلك وعلموا أن حماس جادة في حل اللجنة الإدارية".

لكنه أشار إلى ضرورة أن تقوم حكومة رامي الحمد الله بواجباتها وتتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني حتى لا يحدث شاغر وفراغ.

ونوه إلى ضرورة تراجع عباس عن إجراءاته "العقابية" ضد قطاع غزة، مبينا أن ذلك هو واجب أدبي وأخلاقي.

يشار إلى أن عباس، كان قد صعد إجراءاته التي وصفها بأنها "غير مسبوقة" تجاه قطاع غزة، وطالت هذه الإجراءات قطاعات حيوية كالكهرباء والصحة ورواتب موظفي السلطة في غزة، وغير ذلك.