فلسطين أون لاين

تقرير "على ذمّة التحقيق".. اعتقال إلى أجل غير مسمَّى في سجون السلطة

...
أجهزة السلطة تعتقل مواطن على خلفية حرية الرأي- أرشيف
نابلس-غزة/ نور الدين صالح:

يضرب جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في نابلس بعرض الحائط الاتفاق مع رجال الإصلاح والتدخلات العشائرية، ويواصل اعتقال الشاب حارث يامين (28 عامًا) مع شبَّان آخرين من أقاربه من عائلة ريحان بلا تهم.

"على ذمَّة التحقيق" هو مبرر وقائي السلطة الذي يزج بسببها "يامين" وأبناء عائلة "ريحان" في سجونه بنابلس لليوم الثالث عشر على التوالي، إذ سيحرم على إثره عائلاتهم من الاحتفال معهم في عيد الفطر.

وتعود تفاصيل القضية إلى يوم السادس عشر من شهر رمضان المبارك، حين افتعل شاب من جهاز الأمن الوقائي يرتدي لباسًا مدنيًا شجارًا داخل محل تجاري يعمل به "حارث" ويعود لأقاربه من عائلة "ريحان" في قرية تل بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، حسبما يروي جمال يامين والد حارث.

لم يحتمل "حارث" وأبناء عمومته من عائلة "ريحان" تصرّفات رجل وقائي السلطة، فاضطروا للرد عليه، ما أحدث عراكًا بالأيدي بينهم، وفق ما يقول جمال لصحيفة "فلسطين".

وبعد مرور بضع ساعات على الحادث إذ بعناصر من وقائي السلطة يبلغ تعدادهم حوالي 50 مجنَّدًا مدجّجين بالسلاح والعتاد العسكري يداهمون القرية ويقتحمون منازل عائلات "يامين" و"ريحان"؛ بحثًا عن شبابهم، كما اعتدى على الناس والأطفال ورشَّ في وجوههم الغاز والفلفل الحارق، يضيف جمال يامين.

ويبيّن أن عناصر وقائي السلطة داسوا حرمات البيوت واعتدوا على بناته وهو غير موجود في بيته ونساء وأطفال آخرين في بيوت العائلة، مستهجنًا ذلك السلوك "الهمجي" على حد وصفه.

حالة من الفوضى عمّت أرجاء القرية، فيما تدّخل رجال الإصلاح ومدير شرطة نابلس إياد اشتية، وتواصلوا مع العائلة من أجل تسليم أبنائهم وعمل "ورقة صلح" بينهم، فاستجابت العائلة وسلّموهم لكن أجهزة السلطة كعادتها نكصت الاتفاق وأبقت على اعتقال 6 شبان من عائلتي ريحان ويامين.

ويوضّح جمال يامين أن محاكم السلطة عقدت عدَّة جلسات لمحاكمة الشبان وفي كل مرّة تمدَّد اعتقالهم تحت ذريعة "على ذمة التحقيق"، مستنكرًا سياسة السلطة بالمماطلة والتسويف ونقض وعود الإصلاح التي جرى التوافق عليها.

اقرأ أيضاً: محامون من أجل العدالة: تسجيل 73 حالة اعتقال سياسي بالضفة

وأشار إلى أن نجله "حارث" اعتقل عدَّة مرات سابقة لدى أجهزة السلطة بتهمة "حيازة السلاح" علمًا أنه لا يملك سلاحًا، واصفًا الاعتقال السياسي الذي تنتهجه السلطة بـ"الخيانة".

وبهذه السياسة الظالمة والمجحفة تحرم السلطة عائلة يامين من فرحة "العيد" بتغييب ابنهم "حارث" خلف زنازينها بلا تهم، لكنّ والده يتماسك أكثر ويحكي بكلمات الواثق "سنحتفل بالعيد ونأكل الحلويات ونلبس الجديد، رغم أنف وقائي السلطة".

لم يختلف الحال لدى جدّة الشباب المعتقلين الحاجة "أم عماد" ريحان، التي بدا على صوتها القهر على ما حصل لأحفادها واستمرار زجّهم في سجون السلطة دون توجيه تهم واضحة.

وتقول ريحان لـ "فلسطين": "رجل وقائي السلطة افتعل شجارًا لعمل فتنة تهدف بالدرجة الأولى لاعتقال الشباب وزجّهم في سجون السلطة"، مستهجنةً سلوك السلطة في مداهمة البيوت والاعتداء على النساء ورشّهن بالفلفل.

وبكلمات ممزوجة بالقهر تحكي: "تأبى السلطة إلا أن تنغص علينا فرحة العيد ولمّة العائلة بسياساتها الظالمة وإبقاء اعتقال الشباب بعيدًا عن ذويهم".

"سيكون العيد حزينًا هذا العام بغياب أحفادي في السجون، لكننا صامدون وصابرون وسنحتفل بالرغم من محاولات السلطة التنغيص علينا... اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين"، تُعبر ريحان عن استقبال "العيد" هذا العام.

وتُشير إلى أن هذا الاعتقال ليس الأول الذي يتعرَّض له أحفادها إذ اعتادت العائلة على ممارسات السلطة الظالمة بحق العائلة على مدار السنوات الماضية.

وأعربت عن أملها أن تُفرج أجهزة السلطة عن أحفادها قبيل عيد الفطر حتى يُعاد لم شمل العائلة ويفرحوا بالعيد بين عائلاتهم.

والمعتقلون هم: معتصم يوسف ريحان، وحسن عماد ريحان، وعمر وبراء عصام ريحان، محمد جعفر ريحان، وحارث جمال يامين.