فلسطين أون لاين

عشريني توعد نشر المزيد.. من هو مسرب الوثائق الأمريكية؟

...

مع 20 من رفاقه ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة، بدأ مشوار مسرّب وثائق البنتاغون عبر منصة للألعاب الإلكترونية، في واحد اعتبر من أكبر الكوابيس الدبلوماسية والأمنية لواشنطن.

ووسط تعهّد السلطات الأميركية بكشف الفاعل مؤكدة أنها تتعامل مع القضية بكل جدية، أطلّت بعض المعلومات عن المنفّذ.

فقد كشف تقرير أميركي أن المسرّب شاب في العشرينيات من عمره، مولع بالأسلحة النارية، وكان يعمل في قاعدة عسكرية، وذلك نقلا عن زملائه في مجموعة دردشة على الإنترنت، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

"زعيم" نسخ الوثائق بيده

وأفادت المعلومات بأن OG قام بمشاركة الوثائق ضمن مجموعة صغيرة مغلقة على موقع ألعاب إلكترونية، يتشابهون معه في الميول والنظريات.

كما ذكرت أن الوثائق تمت مشاركتها مع مجموعة من نحو 20 فردا، معظمهم من الرجال والشباب، يجمعهم حب البنادق والمعدات العسكرية وألعاب الفيديو.

وتابعت أنه نشر جزءاً الوثائق العام الماضي، وقال لزملائه في المجموعة إنه حصل عليها خلال عمله في قاعدة عسكرية لم يحددها.

بدوره تحدث أحد أفراد المجموعة للصحيفة وعمره 18 عاماً حين بدأت التسريبات قائلاً، إن الرجل الذي يتم التعامل معه على أنه "زعيم" المجموعة ويعرف وسطهم بأنه مطلع على الأسرار العسكرية، نشر مئات الرسائل طوال أشهر، منها مقتطفات استخبارية سرية.

وبحسب الصحيفة فإن OG قال لرفاقه إنه نسخ الكثير من تلك الوثائق باليد، لأنها موجودة في أماكن يحظر على داخليها حمل الهواتف أو الأجهزة الإليكترونية.

"رشفة صغيرة من سيل أسرار"

وأضاف المتحدث دون ذكر هويته، أن OG أبلغهم بوجود وثائق سرية للغاية حول مكان وتحركات قادة سياسيين رفيعي المستوى وتحديثات تكتيكية عن القوات العسكرية، وتحليلات جيوسياسية، وتحليلات عن جهود الحكومات الأجنبية للتدخل في نتائج الانتخابات.

كذلك أكد التقرير أن المنشورات ما هي إلا مجرد "رشفة صغيرة من سيل أسرار" خطط OG لنشره، إلا أنه أدرك أنها تحتاج وقتاً، لهذا بدأ الأسبوع الماضي بنشر مئات منها.

ووفق الصحيفة، أكد عضوان في المجموعة لها أنهما يعرفان الاسم الحقيقي لـ OG وكذلك الولاية التي يعيش ويعمل فيها لكنهما رفضا مشاركة هذه المعلومات.

وظهر الأخير في مقطع فيديو قالت "واشنطن بوست" إنها اطلعت عليه، وهو يقف في ميدان للرماية مرتديا نظارات السلامة وأغطية الأذن ويحمل بندقية كبيرة، ويصرخ بسلسلة من الإهانات العنصرية والمعادية للسامية في الكاميرا، ثم يطلق عدة طلقات على الهدف.

كما أعرب العضوان عن انجذابهما لشجاعة OG ومهارته بالأسلحة وقدرته على معرفة أشياء سرية واستنتاجاته وتوقعاته عن أحداث مستقبلية.

وأشاروا إلى أنهم تعرفوا على بعضهم من خلال متابعة أحد مدوني الأسلحة على يوتيوب، ثم انتقلوا إلى مجموعة Discord وقال أحدهم إنه التقى OG شخصيا، واصفا ً إياه بأنه "قائد المجموعة بلا منازع"، وأنه "غضب حينما تجاهل أعضاء المجموعة قراءة المنشورات السرية".

وقالا إن OG كان لديه وجهة نظر سيئة عن الحكومة، وقد تحدث عن الولايات المتحدة، وخاصة أجهزة إنفاذ القانون ومجتمع الاستخبارات، كقوة شريرة سعت إلى قمع مواطنيها وإبقائهم في الظلام. وتحدث عن تجاوزات أيضاً.

ماذا حدث؟

شارك OG العديد من الوثائق منذ أواخر العام الماضي، في وقت أقل مما استغرقه لكتابة المعلومات.

وظهر في خلفية بعض الصور أدلة يمكن للمحققين استخدامها في إجراءاتهم مثل أثاث وأغراض وغيرها.

أبرز ما تضمنته الوثائق المسربة

وبحسب المصدر، فإن بإمكان OG أن يضع يديه على بعض أكثر المعلومات الاستخباراتية حراسة في الحكومة الأميركية، خصوصا وأنه قام بتحميل المستندات إلى المجموعة خلال الشتاء الماضي، لكن في 28 فبراير/شباط بدأ مراهق آخر من أعضاء المجموعة في نشر الصور على مجموعة أخرى.

وفي 4 مارس/آذار، ظهرت 10 وثائق على خادم Discord فيه أعضاء مهتمون بلعبة فيديو شهيرة، ثم أصبحت الوثائق السرية للغاية بعدها متاحة للآلاف من مستخدمي التطبيق، لكن الحكومة الأميركية لم تعرف بالتسريب إلا بعد شهر.

في حين توقف OG عن مشاركة صور جديدة في مارس/آذار، حتى شاركت في أبريل/نيسان منصات تلغرام روسية بعضا منها.

وقال مصدر الصحيفة إنه كان على اتصال مع OG في الأيام القليلة الماضية، حتى مع مطاردته من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي وإطلاق البنتاغون تحقيقه الخاص في التسريبات.

كما تابع العضو إنه "بدا مرتبكا للغاية وضائعا بشأن ما يجب القيام به، مضيفا إنه يدرك تماما ما يحدث وما قد تكون عليه العواقب، لكنه غير متأكد من كيفية حل هذا الموقف، ويبدو أنه في حالة ذهول شديد حياله".

ولفت إلى أن OG نصح رفاقه بالحذر وحذف أي معلومات قد تتعلق به.

يشار إلى أن التحقيق لا يزال مستمراً من قبل الإدارة الأميركية في قضية "الوثائق السرية" التي سربت من البنتاغون، وأثارت جدلاً واسعا في الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأخرى التي طالتها التسريبات.

المصدر / وكالات