عد المفكر اللبناني والرئيس السابق للمؤتمر القومي العربي، د. معن بشور، أن الرشقات الصاروخية التي انطلقت من لبنان وسقطت بمناطق الجليل المحتل شمالي فلسطين المحتلة، محطة مهمة على المستوى الإستراتيجي، تكشف انحسار قدرة الاحتلال الإسرائيلي على الردع.
وقال بشور في حديث لصحيفة "فلسطين": إن "هذا الانحسار يعطي المقاومة فرصة لأن تستفيد من هذا الواقع الإستراتيجي الجديد، سواء على مستوى العلاقة مع الاحتلال أو على صعيد ما يجري في العالم من متغيرات؛ من أجل أن تنتزع من الاحتلال ما كان صعبًا أن تنتزعه منه في ظروف سابقة".
ورأى أن الرشقات الصاروخية تحمل أكثر من رسالة، أولًا إلى الاحتلال نفسه بأن أهل الأقصى وفلسطين ليسوا وحدهم بالمعركة، وأن شعار وحدة الساحات ليس للاستهلاك الإعلامي، بل إنه واقع يجب أن يحضر الاحتلال نفسه لمواجهته اليوم وفي كل معركة قادمة.
ولفت إلى أن الرشقات حملت رسالة واضحة للاحتلال، أنه إذا كان يعتقد أنه يستطيع الاستفراد بأهل القدس والأقصى، فإن حراس الأقصى ليسوا في القدس وفلسطين وحدها، بل على امتداد الأمة العربية والإسلامية ومعهم كل أحرار العالم.
وشدد على أن توحد الجبهات في هذا التوقيت الرادع الأساسي لهذا الاحتلال، "فحينما تنطلق الصواريخ من جنوب لبنان وقطاع غزة، وحينما يقوم الشباب الثائر بعمليات بالأغوار و(تل أبيب) فهذا يجعل الاحتلال يدرك أن الجبهات تتوحد، وحين تتوحد الجبهات فإن النصر يصبح حتميًّا.
وأكد المفكر اللبناني أن فلسطين لم تغب يومًا عن ضمير الشعوب ووجدانها، فهي حاضرة كقضية مركزية يرى كل أحرار الأمة قضاياهم من خلالها، فلبنان كما غيره من الدول التي دافعت عن القضية الفلسطينية يدفع ثمن تمسكه بالمقاومة، حتى في الدول التي طبعت أنظمتها مع الاحتلال خرجت الشعوب تندد بالعدوان الإسرائيلي.
ويعتقد بشور أن كل من سلك سلوك التطبيع تلقى صفعة بفعل الرشقات الصاروخية، سواء الأنظمة العربية المطبعة أو من دفعوهم إلى ذلك، تمامًا كما تلقى الاحتلال صفعة حينما اكتشف أنه إذا كان التطبيع قرار حكومات، فلم يكن خيار شعوب.
وشدد على أنه كلما تصاعدت المقاومة ضد الاحتلال كلما اقترب العرب من بعضهم عن طريق الوحدة، وهذا "يقربنا من تحرير فلسطين".
وفي السياق ذاته، رأى بشور أن عمليتي إطلاق النار والدهس في الأغوار و(تل أبيب)، تؤكد أن معركة "سيف القدس" لم تعد مجرد صليات صواريخ فقط، بل باتت عمليات فدائية تهز أمن الاحتلال وتمتد إلى كل أراضي فلسطين، إضافة إلى مواجهات ممتدة في كل قرية ومدينة ومخيم.
اقرأ أيضاً: تقرير الرشقات الصاروخية من لبنان.. ردٌّ صدم الاحتلال ووحّد الجبهات
وشدد على ضرورة أن يقود المشهد الجاري إلى تغييرات في طريقة تعاطي المواقف الرسمية الفلسطينية والعربية والدولية مع ما يجري من جرائم إسرائيلية في فلسطين.
وقال: إن "هذه التغييرات يجب أن تحدث بإلغاء اتفاقات التطبيع القديمة والجديدة، واحتضان المقاومة بكل مستوياتها وتوفير كل أشكال الدعم لها، وتنقية العلاقات العربية والإسلامية من كل الشوائب العالقة بها"، مطالبًا بالتحرك على المستوى الدولي لمحاصرة الاحتلال سياسيًّا واقتصاديًّا وقضائيًّا وإعلاميًّا.
وحول عدوان الاحتلال على المصلين المسجد الأقصى، أكد أن ما يجري لا يقرر مصير الأقصى وفلسطين فحسب، بل مصير الأمة كلها والإنسانية بكل أبعادها.
وشدد على أن هذه المعركة تحتاج إلى مواقف ومبادرات عربية وإسلامية وعالمية تدعم صمود المرابطين في الأقصى والمقاومين على امتداد فلسطين وأكناف فلسطين.