في حرب (سيف القدس) ٢٠٢١م جمع الأقصى الساحات الفلسطينية في وحدة واحدة، شكلت كل ساحة شكلًا من أشكال المقاومة بما يتناسب مع طبيعة الساحة ومكوناتها، بعيد الحرب سالفة الذكر حاول العدو استخلاص العبر، ومن ثمة العمل على تفريق الساحات، والاستفراد بساحة دون أخرى، أو بفصيل دون آخر، واعتقد أنه نجح في ذلك، وغاب عنه أن نجاحاته الظاهرية هذه تتحطم على عتبات المسجد الأقصى، لأن الأقصى قبلة وآية، ومسرى ومعراج، ومن يقرب
الأقصى بسوء تحترق يداه، وتلحق به الهزيمة لا محالة، واسألوا التاريخ يخبركم بخبر صلاح الدين رحمه الله.
أول أمس الخميس أكدت المكونات الفلسطينية الفاعلة على وحدة الساحات، وأخبرت العالم أن الأقصى خط أحمر تتحرك له الساحات، وتتفاعل معه نفوس الموحدين في كل مكان، ومن ثمة لا أجد غرابة في انضمام الساحة اللبنانية إلى الساحات الفلسطينية المقاومة في الضفة وغزة والداخل المحتل، كيف لا والساحة اللبنانية هي واحدة من الساحات التي احتضنت المقاومة الفلسطينية، وفي ساحاتها تتواجد المخيمات الفلسطينية التي تشهد على النكبة، والتي لها مشاركة عميقة في العمل من أجل العودة والتحرير.
صواريخ (صور وما حولها) التي فاجأت العدو المحتل قالت للعالم (ولإسرائيل) على وجه الخصوص، أرفعوا أيديكم عن الأقصى، امنعوا مجانينكم، ومتطرفيكم من تدنيس الأقصى، واسحبوا شرطتكم ودعوا المعتكفين في معتكفهم، ولا تضربوهم، ولاتطردوهم من معتكفهم بذرائع سخيفة، أو بتصريح مستفاد من العقبة أو شرم الشيخ، إنكم إن لم تلتزموا بضبط المتطرفين، فإن في صواريخ الساحات ردّ وإجابة.
قصف الاحتلال غزة أمس الجمعة، وقصف في لبنان، وفي قصفه هذا تأكيد لما ندعيه بوحدة الساحات الفاعلة ضد الاحتلال، وهذا القصف لن يثني ساحة من الساحات الفاعلة عن الانتقام للمسجد الأقصى، وللمرابطين فيه.
الأقصى قبلة المسلمين الأولى، وهو مكان عبادة خالص للمسلمين، ولا شراكة فيه لأحد، وبقائه إسلاميًّا خالصًا هو أمانة في رقبة كل المسلمين، وكل الساحات الفلسطينية والإسلامية.