فلسطين أون لاين

لحمايته من مخططات المستوطنين

مبادرات فردية وجماعية بالقدس والداخل لتكثيف التواجد في "الأقصى"

...
الصلاة في المسجد الأقصى بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان
قلقيلية/ مصطفى صبري:

دفعت المخاطر المحدقة بـ المسجد الأقصى المبارك من جماعات الهيكل المتطرفة بأهالي القدس والداخل الفلسطيني عام 48 إلى مبادرات ذاتية وجماعية؛ بهدف الوجود داخل المسجد بصورة مكثفة؛ لمنع قطعان المستوطنين من تنفيذ مخططاتهم المرعبة بتقسيم المسجد الاقصى مكانيًّا وزمانيًّا.

وأطلق شبان مقدسيون دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للاعتكاف داخل المسجد الأقصى وفتح المساجد في البلدة القديمة لإيواء المعتكفين داخل الأقصى، بعد إخراجهم من قوات الاحتلال بعد صلاة التراويح، وكذلك بعد صلاة الفجر.

وتزامنًا مع ذلك انطلقت دعوات لإفطار العائلات في ساحات المسجد الأقصى وإحضار الصغار من أجل ربطهم في المسجد منذ نعومة أظفارهم.

أمر واقعي

وقال الشاب المقدسي عدنان زعيتر: "وجود المقدسيين داخل المسجد الاقصى أصبح أمرًا واقعًا، فالكل يستشعر حالة الخطر، وبالرغم من كل العراقيل التي تضعها شرطة الاحتلال على المقدسين يكون هناك توجه عام لنصرة المسجد الأقصى".

وأضاف زعيتر: "يرافق ذلك توفير القضايا اللوجستية الفنية من وجبات للإفطار والسحور ومياه وتمور ومبيت للمعتكفين داخل المسجد الأقصى والذين يتعرضون للطرد من المسجد وساحاته في ليالي رمضان بحجة أن الاعتكاف ليس مسموحًا إلا في العشر الأواخر من رمضان".

ونبّه إلى أن "بيوت المقدسيين والمساجد المنتشرة في البلدة القديمة والأحياء الأخرى، تكون البيت الثاني للمعتكفين، فالاحتلال يسعى من طرد المعتكفين إلى تشريدهم خارج أسوار المسجد الأقصى، إلا أن هذا لا يحدث، فمن يريد الاعتكاف لا يُترك وحيدًا نتيجة إجراءات تعسفية تفرضها شرطة الاحتلال".

وقال نائب رئيس حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني الدكتور إبراهيم أبو جابر: "نحن في الحزب نقوم بنشرات دورية واجتماعات في جميع القرى والبلدات من أجل تشجيع الناس والأهالي على شد الرحال للمسجد الأقصى، سواء كانت هذه الرحلات جماعية في حافلات أو ذاتية فردية".

وأضاف أبو جابر أن "هذه تشمل كل المناطق من الشمال إلى الجنوب، وهناك تجاوب من الأهالي لهذه الدعوات".

وبين أبو جابر أن هذه الخطوات "تزعج الاحتلال الذي ينصب الحواجز العسكرية على بوابة مدينة القدس لمنع الحافلات التي تقل أهلنا في الداخل ومن يأتي من الضفة الغربية، وهذا لا ينجح في تجفيف منابع المسجد الأقصى".

وشدد أبو جابر على أن "الكل مطالب بحماية المسجد الأقصى، فالمسؤولية جماعية، فقطعان المستوطنين يسخرون إمكانيات يهود العالم من أجل اقتحام المسجد الأقصى وإقامة الطقوس التوراتية داخل ساحاته".

خير الأمة

وتابع: "الواجب علينا نحن تسخير كل مواردنا وإمكانياتنا لإعمار المسجد الأقصى بالتواجد البشري في كل الأوقات وليس في مواسم معينة، فالاحتلال يراهن على إفراغ المسجد من المصلين".

ووصف رئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة بالداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب "المرابطين والمرابطات بأنهم خير الأمة، وأن الاحتلال زائل كما زال الاحتلال الصليبي للقدس والذي استمر 90 عامًا".

وأضاف الخطيب: "أهل الداخل لديهم مبادرات ذاتية وجماعية، فالقدس والمسجد الأقصى أصبح ضمن برنامج حياتهم اليومي"، مشيرًا إلى أن "هناك بلدات وقرى تخرج منها رحلات شد الرحال إلى الأقصى خمس مرات في اليوم من الفجر حتى العشاء".

وبين أن "هذه الرحلات على نفقة المشاركين فيها، فهم يبذلون الجهود ويدفعون الأموال لإعمار المسجد الأقصى في كل الصلوات".

وأشار أيضًا إلى أن "هناك عائلات وخصوصًا في رمضان تنتقل إلى المسجد الأقصى وتبقى فيه طوال اليوم وتغادره بعد صلاة التراويح، وفي العشر الأواخر من رمضان وأيام الخميس والجمعة من شهر رمضان يكون الاعتكاف داخل المسجد الأقصى وقبة الصخرة".