تشكو العائلات من حجم الإرهاق والتعب الذي انصب على رأس التلاميذ في شهر رمضان، فالتلميذ الذي ذهب إلى فراشه بعد صلاة التراويح، الساعة التاسعة أو العاشرة ليلًا، ينهض بصعوبة الساعة الثالثة قبل الفجر، لتناول السحور، ومعظم التلاميذ لا ينامون قبل صلاة الفجر، أي أن الوقت المتبقي للنوم ساعتان فقط، لينهض ثانية في الصباح مرهقًا تعبًا، لا رغبة لديه بالتعلم، ولا استعداد لديه، ولا قدرة على التحصيل العلمي.
ويشكو معظم المدرسين من الأعراض نفسها التي يشكو منها التلاميذ وأولياء أمورهم، بل ويشكو المدرس من هموم الحياة اليومية، فهو مطالب بتلبية حاجات أسرته في شهر رمضان، وأداء عبادته، والقيام بواجباته البيتية، وهو مطالب بالحديث والشرح لعدة ساعات، إضافة إلى الإرهاق من قلة النوم، التي تؤثر في العطاء.
أمام هذه الشكوى التي لا يمكن تجاهلها، التي يدركها جيدًا طاقم وزارة التربية والتعليم، فإن الحكمة تقضي أن يصير تدارك هذه الحالة، وتخليص التلاميذ ومدرسيهم وأهليهم من المعاناة، ومراجعة أيام العطل المدرسية، فبدل أن تستمر الدراسة في شهر رمضان حتى تاريخ 4/14/ 2023، يصير تقصيرها أسبوعًا، لتبدأ العطلة المدرسية من تاريخ 7/4/2023، وكي لا يتضرر الطالب، تصير إزاحة السنة الدراسة في نهاية العام لمدة أسبوع، وبهذا تتحقق الراحة للتلاميذ ولذويهم، ويتفرغ المدرسون للعبادة والاعتكاف في هذا الشهر الفضيل، ولا نعتدي على نصاب العملية التعليمية.
تحدث معي أكثر من مدرس، وأكثر من ولي أمر، وجميعهم يشكون من الإرهاق الذي حط على رؤوسهم، وعلى أكتاف أبنائهم من جراء الدوام المدرسي في شهر رمضان، وجميعهم يشفق على التلميذ الذي يقضي اليوم صائمًا، غير قادر على الدراسة، ويقضي الليل مرهقًا، غير قادر على الارتواء من النوم، وما ينجم عن نقص النوم من تشتت وشعور بالتعب.
ليت وزارة التربية والتعليم تتدارك الأمر، وتأخذ بوجهة نظر أولياء الأمور.
القرارات الجريئة تحتاج قدرًا من الشجاعة