كشف تحقيق نشرته منصة "ثاجماعت" المهتمة بقضايا الإسلاموفوبيا عن مجموعات لليمين المتطرف عبر تليغرام مهمتها التحريض المتواصل ضد العرب والوجوه البارزة المناهضة للإسلاموفوبيا والعنصرية في فرنسا.
وسلط التحقيق -الذي نشرته المنصة على صفحتها بموقع تويتر- الضوء على معلومات صادمة تتعلق بأكثر من 20 مجموعة لليمين المتطرف منها المجموعة الأم التي تدعى "فريدتر" وأخرى فرعية كلها تضم نشطاء وأفرادا من قوات الشرطة، وتصب في مجرى التحريض ضد العرب والمسلمين ومحاولة استهدافهم.
وعرض التحقيق رسائل صوتية لمؤسس المجموعة وهو يؤكد أن الأعداء الآن هم العرب والمسلمون والسود، ويقترح إنشاء مجموعات ميدانية من أجل استهدافهم في الشوارع.
ووضعت المجموعة قائمة رئيسية من الأسماء التي تضم نوابا ونشطاء من اليسار ومحامين لاستهدافهم والاعتداء عليهم بشكل مباشر على غرار النائب عن "حركة فرنسا الأبية" لويس بويارد الذي وصف بـ "السرطان" وتم نشر رقم هاتفه رفقة زميلته بالحزب دانيل أبونو التي وصفت بـ "القرد".
وضمت القائمة عددا من النشطاء كأهداف للتصفية أو الاعتداء على غرار المناهض للإسلاموفوبيا إلياس إيمزالن، والصحفي ذي الأصول الجزائرية طه بوحفص، والمحامي نبيل بودي، والناشطة ذات الأصول المغربية سهام أسباغ، رفقة كل المعلومات المتعلقة بهم على غرار عناوينهم وأرقام هواتفهم وبريدهم الإلكتروني وغيرها من المعلومات الشخصية.
وقال الناشط والصحفي بوحفص إن التهديدات باتت أكثر جدية من ذي قبل خصوصا مع وجود عدد من أفراد الشرطة وأشخاص "مرضى" مسلحين ضمن تلك المجموعات، متسائلا في السياق ذاته: لماذا لم تحرك السلطات ساكنا؟
وكتب الناشط إيمزالن عبر حسابه في تويتر "علمت أنني أصبحت هدفا لنيران جماعة إرهابية معادية للإسلام، إذا حدث لي مكروه فإن الدولة الفرنسية هي المسؤولة عن الحادث".
ووجه النائب عن حركة "فرنسا الأبية" أنطوني ليامون رسالة إلى وزير الداخلية جيرارد دارمانان قائلا "بدلا من مهاجمة المعارضة عليك أن تسعى لحماية مواطنينا المهددين بالقتل من طرف مجموعة فريدتر".
"جيل الكراهية"
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مجموعات وحسابات عبر منصات التواصل مهمتها التحريض ضد العرب والمسلمين بفرنسا، وسط تخوف من ارتفاع موجة عنف اليمين المتطرف.
فعام 2018 نشرت قناة الجزيرة فيلما استقصائيا بعنوان "جيل الكراهية" وثقت خلاله بالصوت والصورة تصريحات صادمة لعناصر محسوبة على اليمين المتطرف الفرنسي تحرض على قتل واستهداف المسلمين، وتنتمي إلى "جماعة الهوية" ذات التوجه النازي.
وعام 2011، احتلت "جماعة الهوية" مسجدا كان قيد البناء بمدينة بواتييه غربي البلاد، حيث رفع عناصرها راية تذكر بهزيمة المسلمين أمام جيش الفرنجة جنوبي فرنسا تحت قيادة شارل مارتل عام 732 ميلادي.
وطالب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية آنذاك السلطات بحل هذه الحركة المتطرفة، لكن الحكومة اكتفت بمقاضاتها أمام المحاكم بسبب شعاراتها العنصرية.
يُذكر أن حزب اليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان يضم عددا من الأفراد الذين ينتمون لحركة "جماعة الهوية" المعروفين بكراهيتهم للإسلام والمسلمين، وبإيمانهم بأن فرنسا تتعرض لما يسمونه "الغزو الإسلامي".