فلسطين أون لاين

الكماليات تستنزف الدخل في رمضان

تقرير كيف يتصرف الغزيون لمواجهة الغلاء وخفض النفقات الشرائية؟

...
كيف يتصرف الغزيون لمواجهة الغلاء وخفض النفقات الشرائية؟
غزة/ مريم الشوبكي:

هذا العام حددت إيمان صقر قائمة مشترياتها لشهر رمضان الفضيل، والتزمت بها دون الالتفات إلى المغريات والكماليات التي تعج بها المتاجر الكبيرة، فميزانيتها لا تحتمل، لا سيما مع غلاء الأسعار الذي تشهده السلع الأساسية، وفي ظل رواتب قليلة.

ويمر رمضان على صقر بأسلوب سوقي مختلف، فهي لم تتسوق للشهر كاملًا كما كانت تفعل، إذ اكتفت بشراء المواد الغذائية للأسبوع الأول فقط للتقليل من المصاريف، وضمان عدم الإسراف في الطعام وفيضه عن حاجة أسرتها اليومية.

اقتناص التخفيضات

وتعتمد صقر (33 عامًا) على طبق رئيس واحد وأطباق جانبية محدودة، مشيرة إلى أن زوجها يعمل موظفًا حكوميًا ويتقاضى 60% من قيمة راتبه.

وتعزو الأم لأربعة أطفال، سياستها الشرائية الجديدة إلى غلاء الأسعار، وثبات نسبة الراتب واللذين أثرا على قدرة الأسرة الشرائية وإمكانية توفير الاحتياجات بكميات كبيرة تكفي لأسبوعين، "لذا أتجه نحو تقليل المصاريف بشراء متطلبات البيت أسبوعيًا، لادخار بعض المال لشراء ملابس عيد الفطر لأطفالي".

أما ميادة بارود وهي موظفة في إحدى الشركات الخاصة، فاتبعت نظامًا جديدًا في حياتها مع موجة الغلاء التي تشهدها العشرات من السلع الأساسية، وهي اقتناص فرصة التخفيضات التي تعلنها محلات الملابس، والمواد الغذائية قبيل دخول رمضان.

تقول بارود (40 عامًا) لـ"فلسطين": "أحاول الهروب من غلاء الأسعار، من خلال شراء كسوة العيد لي، ولأطفالي الثلاثة، وزوجي قبيل دخول الشهر الفضيل، فأسعار الملابس تتضاعف فيه، لأن التجار يعلمون أن الأسرة مضطرة لشراء الكسوة في رمضان، وليس لديها سبيل آخر، لذا يرفعون الأسعار".

وتتابع: "عند شراء الأحذية، وحتى زينة رمضان، أقوم بزيارة أكثر من محل، بالإضافة إلى متابعة صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، لمقارنة الأسعار، وفي النهاية أكون قد كونت فكرة عن أقلها سعرًا وأشتري منه لخفض النفقات".

تقنين المشتريات

وأسعار الخضار، والدجاج تشهد ارتفاعًا في شهر رمضان، وهي أساسيات لا يمكن أن يخلو منها أي بيت، لذا اتخذت ابتهال عريف حيلة لمواجهة هذا الارتفاع، من خلال استبدال بعض الخضار، والدجاج، واللحوم الحمراء بنظيرتها المجمدة.

تقول عريف (43 عامًا) لـ"فلسطين": "طالما رفضت تناول الخضار، واللحوم المجمدة بتاتًا، ولكن مع تدهور الوضع المالي لعائلتي، وغلاء الأسعار، أصبحت مضطرة لشراء اللحمة الحمراء المجمدة سواء قطعًا للطبيخ، أو كفتة، وأختارها ذات جودة عالية".

كما اتجهت عريف لشراء الخضار كمية تكفيها ثلاثة أيام أو أسبوعًا على الأكثر، "أولا لضمان عدم تلفها مع تقلص وجبات الطعام في رمضان، ثانيًا تماشيًا مع ميزانيتي اليومية، وكما قللت من المقالي، وصرت أعتمد على الطبيخ ليكفينا لمدة يومين".

وبخصوص الحلويات التي ارتفع سعرها، مع ارتفاع أسعار الدقيق، وزيت القلي، والسكر عالميًا مع الحرب الأوكرانية الروسية، تبين أنها تخلت عن ابتياعها يوميًا، واتجهت لصناعتها في البيت، أما العصائر كالكركديه، والخروب فقلصت إعدادهما لأنهما يحتاجان إلى كميات كبيرة من السكر، وراحت تعتمد على العصائر الطبيعية، كالفراولة رخيصة الثمن حاليًا، والبرتقال، والجزر مع البنجر.

إيهام المشترين

بدورها تقول اختصاصية التدبير المنزلي نجلاء الغلاييني: "رمضان هو شهر الخير، ولمات الأهل والولائم، ومن هنا تتولد حاجة ربة البيت لتوفير ميزانية لتغطية نفقاتها، كما أن منصات التواصل ساهمت في إيهام السيدات أن الكماليات هي أساسية لاستقبال الشهر الفضيل".

وتضيف الغلاييني لـ"فلسطين": "من المفترض أن تقوم كل سيدة بتحديد ميزانية رمضان قبل شهرين من قدومه، لكي تستطيع أن تدخر ما يعينها على توفير متطلباته".

وتنصح المشتري بألا يتسوق أثناء الصيام لأنه سيشتري سلعاً كثيرة ليس بحاجة إليها، والذهاب بعد الإفطار أو عقب صلاة التراويح، "هنا يكون الشراء بالعقل وحسب الإمكانات المادية".

وتشير إلى أن المحال التجارية تعلن عن حملة تخفيضات قبيل رمضان أو أثنائه، "لذا يجب المفاضلة بين أنواع سلعها، وتقصي البدائل الرخيصة، والتخلي عن السلع المستوردة غالية الثمن".

وتحث الغلايني على الإقلال من شراء الكماليات مثل المكسرات، والفواكه المجففة، وقمر الدين، والاعتماد على شراء التمور معقولة السعر.

أما زينة رمضان، تبين أن معظم البيوت تبتاع الزينة كل عام، لذا يجب على ربة البيت أن تحتفظ بها للعام القادم، والاقتصاد فيها بتشغيلها في أوقات محددة لأنها مستهلكة للكهرباء.

وتشدد الغلايني على عدم اللجوء لتخزين السلع في مثل هذا الشهر، واعتماد الشراء حسب الحاجة أو التسوق الأسبوعي، حتى لا يحدث ضغط إضافي على السلع، وبالتالي تواصل ارتفاع الأسعار، أهمية اختيار وقت الشراء بعناية شديدة.