تمرّ علينا الذكرى السابعة والأربعون ليوم الأرض الخالد، وما زالت أرضنا الفلسطينية المباركة تحت الاحتلال الصهيوني، وتتعرض للسرقة والتدمير والتخريب، ويتعرض أبناء شعبنا الفلسطيني للتشريد والإبعاد والتهجير، ومواصلة تغول الاستيطان والتهويد بحق أرضنا ومقدساتنا.
إن هذه الذكرى الخالدة وهذه الأرض المباركة عُمدت بدماء شهداء الثلاثين من آذار/ مارس من عام 1976م، هذا اليوم الذي خرجت فيه جماهير شعبنا الفلسطيني في المثلث والجليل والنقب غاضبة في وجه الاستيطان الصهيوني، وفي وجه جرائم التهويد لأرضنا الفلسطينية، وقاومت بالدماء والأرواح مخططات العدو الصهيوني لسرقة المزيد من أرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا.
ذكرى يوم الأرض المجيدة تجدد في نفوسنا العزيمة والقوة والثبات في مواصلة نضالنا ومقاومتنا وكفاحنا الوطني التحرري من أجل تحرير أرضنا الفلسطينية، بل وتشدد في نفوسنا عدم التفريط أو التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين التاريخية، وسيظل شعبنا الفلسطيني متمسكًا بأرضه من النهر إلى البحر، ولن تُفلح مخططات الاحتلال وجرائمه في سرقة الأراضي والتغوّل الاستيطاني، في تغيير عروبة الأرض وحقائق التاريخ، وستتواصل جذوة المقاومة مشتعلة في وجه الاحتلال الصهيوني وحكومته الإجرامية وقطعان مستوطنيه، في جميع ساحات الوطن، لن تتوقف حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
إن الاحتلال الصهيوني يواصل تنفيذ جرائمه الاستيطانية والتهويدية بحق أرضنا الفلسطينية، إذ تضمن العام الماضي 2022م إقامة عشرات البؤر الاستيطانية الجديدة ومواصلة الإجراءات الخطيرة الهادفة (لشرعنة) جميع البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة المحتلة والقدس، التي تبلغ حوالي (77) بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الفلسطينيين، إذ صدّقت حكومة الاحتلال على مخططات لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية، إضافة إلي الاستيلاء على (15200) دونم من أراضي مدينة القدس، كما صدقت الحكومة الصهيونية العام الماضي على مخططات استيطانية في القدس بلغت 114 مخططًا استيطانيًا، وأقامت 2220 وحدة استيطانية؛ وهدمت 950 مسكنًا ومنشأة فلسطينية؛ وأصدرت أوامر هدم لـ 2290 مسكنًا ومنشأة أخرى، واقتلعت وجرفت حوالي 18900 شجرة، معظمها أشجار زيتون مثمرة.
هذه أرقام مخيفة ومرعبة عن جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أرضنا الفلسطينية، وتُحدّث يوميا عبر المخططات الاستيطانية الجديدة التي تعلنها الحكومة الصهيونية بين الفينة والأخرى، فضلا عن مواصلة هدم المنازل في القدس والضفة ومواصلة إبعاد المرابطين عن الأقصى ومنع المصلين، ومواصلة تشديد الحصار على قطاع غزة، وفرض سياسات جديدة تستهدف خنق القطاع وتحويله إلى سجن كبير.
كما تتواصل اقتحامات المسجد الأقصى المبارك ولا سيما في شهر رمضان المبارك، ويواصل المستوطنون وجنود الاحتلال التنغيص على أهل القدس والفلسطينيين ومنعهم من الصلوات والوصول إلى المسجد الأقصى لإحياء أيام وليالي رمضان المبارك؛ وحديثا دعت ما تسمى منظمات المعبد المتطرفة الاستيطانية إلى إحضار قرابينهم الحيوانية والتجمع على أبواب المسجد الأقصى المبارك في الخامس من شهر أبريل القادم، في خطوة إجرامية عدوانية جديدة وغير معتادة في سلوك منظمات المعبد الصهيونية المتطرفة، حيث قامت تلك المنظمات بنشر إعلانات كبيرة موجهة للصهاينة تدعوهم إلى الاحتشاد والتجمع المركزي والكبير أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك عشية ما يسمى "عيد الفصح" العبري المزعوم الذي يوافق مساء يوم الأربعاء القادم 5-4-2023 الموافق 14 رمضان الجاري، إذ حددت لهم ساعات التجمع ليلا وطالبتهم بإحضار حيوانات القربان، بهدف محاولة ذبحها ليلاً داخل المسجد الأقصى المبارك.
إن مواصلة قطعان المستوطنين جرائمهم بحق الأقصى والاستهداف المباشر عبر الاقتحامات ومواصلة ذبح القرابين وما يسمى السجود (الملحمي) و(الصلوات) التوراتية، وغيرها من الترهات والسلوكيات المجنونة التي آخرها إحضار حيوانات القربان يمثل خطورة شديدة تواجه المسجد الأقصى المبارك؛ بل تعد تعديا للخطوط الحمراء ضمن مخططات الصهاينة للمساس بالأقصى ومواصلة الاقتحامات والتهويد اليومي، والسعي الجاد لتنفيذ مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، ومواصلة محو التاريخ والآثار والاعتداء على الخريطة البصرية والمشهد البصري للمسجد الأقصى المبارك.
أمام المسجد الأقصى أيام شديدة وحاسمة في مواجهة جرائم جنود الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين، وهي لا تقل عن جرائم التهويد والاستيطان ومواصلة سرقة الأرض الفلسطينية؛ لذا يجب مواصلة الدعم والمساندة لأهلنا في القدس والضفة والداخل الفلسطيني، ومواصلة فضح جرائم الكيان بحق الأرض الفلسطينية والمقدسات.