يخرج العامل نضال عيسى (45 عامًا) من منزله في قرية عقربا جنوب شرق نابلس بالضفة الغربية، بمنتصف الليل من أجل الوصول قبل أذان الفجر أمام الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية.
ويضطر عيسى قطع مسافة 70 كم في المركبة برفقة عشرات العمال من قريته من أجل الوصول إلى الحاجز الشمالي، والانتظار في قوائم طويلة من العمال من أجل سماح جنود الاحتلال لهم بالدخول إلى الأراضي المحتلة عام 48م.
وقال لصحيفة "فلسطين": نضطر للخروج من المنزل بمنتصف الليل صباحًا والوقوف في قوائم طويلة من الانتظار أمام تلك الحواجز وهو الأمر الذي يجبرنا على "تناول السحور" داخل المركبة أو على جانبي الطريق.
وأضاف عيسى: "الوقت يداهم العمال، ولا يوجد متّسع من الوقت للتوقف لتناول السحور، فحياتنا ما بين المنزل والحاجز".
كما يضطر العامل عيسى عامر من بلدة الزاوية في محافظة سلفيت، برفقة عشرات العمال من بلدته قطع مسافة 50 كم من أجل الوصول للحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية.
وأوضح عامر في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن قطع تلك المسافة والانتظار أمام الحاجز يجبر العمال على تناول السحور في المركبات والطرقات، منبّهًا إلى أن تناوله في الطرقات يمثّل خطرًا على العمال خشية إطلاق النار أو الملاحقة من دوريات الجيش أو المستوطنين في ساعات الليل.
ويتحدّث العامل زاهر الديك عن ظروف حياة العمال ساخرًا: "نتناول وجبة السحور على حسب سرعة المركبة"، وذلك في إشارة لضيق الوقت ومحاولة اجتياز حواجز الاحتلال ومعابره.
وأشار الديك في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى غياب حقوق العمال الفلسطينيين، وابتزازهم من أجل دفع آلاف الشواقل لمصلحة الحصول على تصريح عمل.
اقرأ أيضاً: "نقابات العمال" تنعى عاملًا من غزة تُوفّي بالداخل المحتل
أما العامل عزات داود من قلقيلية فتطرّق إلى معاناة العمال في الوقوف لساعات أمام معابر الاحتلال في شهر رمضان.
وأشار داود إلى أن إجراءات الاحتلال وقيوده تثقل معاناة العامل في شهر رمضان.
من جهته، أوضح عضو نقابة العمال في محافظة قلقيلية محمد عامر أن خروج العمال في مركبات تسير بسرعة عالية من أجل الوصول للمعابر يمثّل خطرًا على حياتهم والآخرين.
ودلّل عامر في حديثه لصحيفة "فلسطين" على وقوع حوادث مرورية سابقة أسفرت عن وفيات وإصابات؛ بسبب السرعة الزائدة.
وطالب المنظمات الحقوقية بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال من أجل احترام حقوق العمال الفلسطينيين وشعائرهم الدينية.