فلسطين أون لاين

التوازن الغذائي وشرب الماء ضرورة

مرضى الكلى قدرتهم على الصيام تختلف حسب شدة المرض

...
أمراض الكلى
غزة/ هدى الدلو:

مع حلول شهر رمضان يراود كثيرين من مرضى الكلى أسئلة عن إمكانية الصيام، لتخوفاتهم من حدوث أي انتكاسات أو مضاعفات صحية.

ويعد مرضى الكلى من أكثر الحالات المرضية تأثرًا بالأنماط الغذائية، فقد تتحسن حالتهم الصحية أو تسوء وفقًا لطبيعة غذائهم وشرابهم، فكيف يؤثر الصيام على مرضى الكلى؟ وكيف يمكن أن يحموا أنفسهم من أي انتكاسات؟

يبين استشاري أمراض الكلى د. عبدالله القيشاوي أن صيام رمضان لمريض الكلى يختلف من حالة إلى أخرى حسب درجة المرض، والوضع الصحي للشخص.

ويوضح أن المريض الذي يعاني من حصى الكلى قد لا يعد الصيام مشكلة كبيرة بالنسبة له، ولكن عليه تزويد جسمه بالاحتياجات الكافية من السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف وحدوث ترسبات ومغص كلوي.

ويقول د. القيشاوي: "في هذه الحالة يجب أن يحرص المريض على شرب كميات كبيرة من الماء من لترين إلى ثلاثة لترات، وتوزيعها بين ساعات الإفطار، مع تجنب شرب القهوة والشاي لاحتوائهما على مادة الكافيين المدرة للبول وكذلك المشروبات الغازية فهي تزيد فرص إصابة الجسم بالجفاف بسبب خسارته السوائل".

ويؤكد ضرورة اعتماد نظام غذائي صحي وتجنب الأطعمة التي تزيد من الترسبات في الكلى أو مجرى البول، وكذلك التي تحتوي على نسب عالية من الكالسيوم، وضبط كمية البروتين مع تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الصيام أو القيام بمجهود بدني للحفاظ على السوائل وعدم خسارتها، والالتزام بتناول الأدوية.

وفي بعض الحالات المتقدمة التي تعاني من قصور الكلى والفشل الكلوي، يقول د. القيشاوي إن قدرتهم على الصيام يتحكم بها درجة المرض وتقدمه، فبعض الحالات البسيطة لا يشكل الصوم أي خطر على صحة المريض، وفي أخرى تعاني من قصور كلوي حاد قد يشكل الصيام خطرًا على صحتهم، وبالتالي فإن قرار إمكانية الصيام يعود إلى الطبيب المشرف على الحالة.

ويلفت إلى أن المرضى الذين يحتاجون لعمليات غسيل كلوي عدة مرات في الأسبوع، عليهم أن يأخذوا برأي الطبيب في أيام الغسيل لأنها عملية مرهقة ومدى تأثيرها على صحة المريض وقدرته على التحمل إلى جانب عوامل أخرى مثل العمر والحالة الصحية العامة التي تختلف من مريض لآخر.

أما مرضى الفشل الكلوي والذين أجريت لهم عملية زراعة الكلى، فوفق دراسة نشرت على موقع "ويب طب" ظهرت نتائجها حول صيام زارعي الكلى كانت إيجابية ولم تتأثر صحتهم، ولكن يفضل بدء الصيام فور استقرار حالتهم بعد العملية وهي فترة قد تحتاج إلى ما يقل عن سنة تقريبًا، وبعد موافقة الطبيب المختص.

دراسات أخرى نصحت بعدم الصيام وذلك خوفًا من تأثر الكلى المزروعة من قلة السوائل، وضرورة تناول الأدوية بأوقاتها المحددة، وكذلك فإن أكثر مرضى الزراعة مصابون بمرض السكري، وهذا يزيد من خطورة الصيام على المريض، لذا يجب عليهم استشارة الطبيب المعالج بصورة مستمرة.

ويجب أن يحرص مريض الكلى، وفق القيشاوي، على اعتماد أسلوب تغذية سليم يضمن التنوع اليومي والتوازن في الأصناف، وعدم إهمال وجبة السحور حتى لا يضعف جسمه، فهو بحاجة إلى سعرات حرارية أكثر من الأشخاص العاديين، والابتعاد عن الأملاح، والأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم والفسفور والصوديوم خاصة خلال رمضان.