فلسطين أون لاين

نجت منه عائلة عواشرة بأعجوبة

تقرير حرق منزل شمال رام الله.. جريمة تعيد للأذهان مجزرة عائلة "دوابشة"

...
منزل عائلة عواشرة المحترق - أرشيف

"كادت والدتي أن تختنق من شدة النيران بعد أن التهمت كل شيء في بيتنا.." هكذا تحدثت الطفلة ريتال عواشرة (6 أعوام) عن جريمة حرق جماعات المستوطنين المتطرفين منزل العائلة في قرية سنجل شمال مدينة رام الله، فجر أمس.

نجت العائلة المكونة من 6 أفراد بينهم الأب والأم وأبناؤهما الأربعة، أكبرهم 13 عامًا وأصغرهم 6 أعوام، بأعجوبة من جريمة ارتكبها المستوطنون اليهود مجددًا؛ في مشهد يعيد للأذهان جريمة حرق عائلة دوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

قالت ريتال ببكاء شديد أمام كاميرات الصحفيين: عندما اشتعلت النيران جاءت ماما وأخرجتني وأبعدتني عن الغرف المشتعلة".

وأظهرت الصور والفيديوهات حجم الدمار والخراب الكبير الذي سبّبته جريمة المستوطنين بحرق المنزل، وقد جاءت على كل شيء فيه.

وقال أحمد عواشرة وهو مالك المنزل الذي استهدفه المستوطنون: عندما انتهينا من تناول وجبة السحور، ذهبنا للنوم جميعًا، ومع حلول ساعات الفجر سمعت صوتًا غريبًا داخل المطبخ، فوجئت حينها بنار تلتهم كلّ شيء فيه".

وأضاف عواشرة (35 عامًا) أنّ المستوطنين جاؤوا من الجهة الخلفية للمنزل وفتحوا شباك المطبخ وألقوا مواد حارقة بداخله ما أدّى إلى اشتعال النيران فيه وغرف أخرى أيضًا.

وأمام هول الصدمة لم يقف عواشرة مكتوف الأيدي، ولجأ إلى جلب طفاية الحريق، لكنه لم يتمكن من إطفاء النيران بسبب شدتها.

وقد دبّ الرعب في قلبه خشية من أيّ مكروه قد يُصيب أبناءه الأطفال النائمين، وبدأ يفكر سريعًا كيف يخرجهم من داخل المنزل قبل أن تتسلل النيران إليهم.

وبالفعل استطاع عواشرة إجلاء أهل البيت قبل أن تمتد النيران إليه من الداخل وتحرقه بالكامل، مستفيدًا من أنّ منزله الصغير يحتوي على مدخليْن.

ومن السهل على المستوطنين الوصول إلى منازل المواطنين في أرجاء الضفة الغربية بسبب الانتشار الكثيف للمستوطنات بالقرب من الأحياء والقرى، إذ تتعرض منازلهم وأملاكهم لاعتداءات مستمرة من المستوطنين.

وقال عواشرة: إنّ جريمة المستوطنين كادت أن تجعلنا نسخة مكررة عن عائلة دوابشة.

واتهم جيش الاحتلال بالتواطؤ مع المستوطنين، لتنفيذ جريمة الحرق كاملةً.

اقرأ أيضًا: ​الاحتلال يحرق منزلًا بالعروب ويصيب العشرات بالاختناق

وتابع عواشرة: أنه وأفراد عائلته وأبناءه دائمًا ما يتعرضون لاعتداءات جنود الاحتلال؛ بهدف دفعنا إلى الخروج من المنطقة واستبدالنا بالمستوطنين.

وعبّرت عائلة عواشرة عن سخطها من حرق منزل ابنها، وقال وجهاء فيها: هذه المرة نجا أحمد وأسرته، لكن في المرة المقبلة قد لا تنجو الأسرة المستهدفة.

وانتشرت صور وفيديوهات جريمة المستوطنين هذه على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت ردود فعل رافضة ومنددة بها، ومطالبات أهلية وحقوقية بضرورة ملاحقة مرتكبي الجريمة ومنع ارتكاب جرائم أخرى.

يُشار إلى أنّ جرائم المستوطنين تصاعدت بوتيرة أعلى منذ تشكيل حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي ضمت كلًّا من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش.