بعد أن كانت غذاءً أساسيًّا للبشر لأكثر من 7 آلاف عام، وتعد جزءًا مهمًّا من الأمن الغذائي العالمي، لوحظ أنّ كمية البطاطا التي يتم تناولها في جميع أنحاء العالم في انخفاض مستمر، لشيوع اتهامها بأنها "غير صحية"، على الرغم من أنها خضروات مُغذية ومتعددة الاستخدامات، ويمكن أن تكون عنصرًا أساسيًّا في الوجبات الصحية.
وفقًا لموقع "مايو كلينك"، كشفت دراسة دنماركية، نُشرت أواخر العام الماضي، أنّ "البطاطا بريئة من الارتباط بمرض السكري، ما دامت تؤكل مسلوقة أو مخبوزة، وليست مقلية".
وذكر أنّ أبحاثًا نُشرت قبل عامين، فرّقت بين البطاطا المسلوقة، والمقلية، مشيرة إلى أنّ الأولى ليست مرتبطة بالإصابة بمرض السكري، ولا تؤدي إلى ارتفاع الجلوكوز في الدم، ما دامت تُؤكل ضمن وجبة غذائية صحية.
وأُضيف سبب آخر لسمعة البطاطا السيئة، هو محتواها العالي من النشا أو الكربوهيدرات، "باعتبار أنه يمكن أن يُسبّب ارتفاعًا مفاجئًا في نسبة السكر في الدم، ويُولّد قدراً من الطاقة، يليه شعور بالجوع والتعب بعد فترة قصيرة"، وفقًا للموقع ذاته.
إلا أنّ هذا لا يُعدُّ سببًا كافيًا للتغاضي عن أنّ "الكربوهيدرات هي مصدر طاقة ضروري للجسم والعقل، وأنّ إقران البطاطا بالأطعمة الغنية بالبروتين والألياف والدهون الصحية، يمكن أن يُبطّئ من وقت الهضم، ويؤدي إلى تثبيت مستوى الجلوكوز في الدم".
البطاطا ثروة غذائية
تشتمل البطاطا على ثروة من المغذيات، تجعلها جزءًا من نظام غذائي صحي، خاصة عند إقرانها بأطعمة غنية بالبروتين والألياف، حيث تحتوي حبة البطاطا الكبيرة على 284 سعرًا حراريًّا، وتوفر 81% من احتياجنا اليومي من فيتامين "سي"، و64% من احتياجنا اليومي من فيتامين "بي 6″، و64% من الكربوهيدرات.
كما تحتوي البطاطا على 33% من احتياجنا اليومي من البوتاسيوم، و8 غرامات من البروتين، و8 غرامات من الألياف، وأقل من غرام واحد من الدهون، وهي مصدر جيد للمنغنيز والمغنيسيوم والفوسفور والنياسين وحمض الفوليك.
وتُعدُّ هذه الأرقام مثيرة للإعجاب مقارنة بأنواع الخضراوات الأخرى، إذ تحتوي البطاطا على ألياف وبروتين أكثر من الأرز البني، وتحتوي على نفس نسبة البروتين ونسبة ألياف أكثر، مقارنة بـ"الكينوا".
ليس هذا فحسب، بل إنّ قشرة البطاطا نفسها تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المذكورة أعلاه، وهو ما يجعل الخبراء يوصون بالاحتفاظ بها، عند هرس البطاطا أو خبزها.
لماذا يجب أكل البطاطا؟
يجب أن نأكل البطاطا، ليس لكونها اقتصادية فقط، ولكن لأنها غنية بالكربوهيدرات والطاقة والألياف والبروتين والفيتامينات والمعادن، ومضادات الأكسدة (التي يمكن أن تمنع أنواعًا معينة من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان).
كما توفر البطاطا النشا المقاوم، وهو نوع من النشا يمكنه إطعام البكتيريا المفيدة في الأمعاء. ويرتبط بعدد من الفوائد الصحية، كالتحكم في نسبة السكر في الدم وحساسية الأنسولين، وزيادة امتصاص العناصر الغذائية، وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
البطاطا من أكثر الأطعمة إشباعًا، وانخفاضًا في إجمالي السعرات الحرارية، مقارنة بالأرز والمعكرونة، كما تُعدُّ البطاطا المسلوقة أكثر إشباعًا لاحتوائها على كمية جيدة من الألياف المهمة لصحة الجهاز الهضمي، إذ تُبطئ الهضم وتُقلّل الجوع وتُعزّز الشبع.
متى تصبح البطاطا غير صحية؟
تُصبح البطاطا غير مفيدة عند قليها بالزيوت غير الصحية، أو جمعها مع الخبز الأبيض، أو مصادر الكربوهيدرات المكررة الأخرى.
أو عندما تكون – مثلاً- محملة بالكثير من طبقات الجبن، لأن هذا يعني "زيادة السعرات الحرارية والدهون المشبعة، وهو ما قد يضر بصحة قلبك".
وتنصح مختصة التغذية، أندريا دان في حديثها لموقع "مايو كلينك"، بزيت الزيتون والثوم، بدلاً من الزبدة والكثير من الملح.
أيضاً، قد تحتوي رقائق البطاطا المُصنعة والمقلية، على سعرات حرارية ودهون، أكثر من تلك التي تم سلقها أو خبزها، مما يُسهم في زيادة الوزن، مع أخذ كمية وعدد مرات أكلها في الحسبان.