تشهدُ الأسواق في قطاع غزة، وفرة في إنتاج المحاصيل الزراعية بأنواعها المختلفة في ظل اعتدال المناخ، كما أن الأسعار تسجل انخفاضًا يناسب جميع الطبقات، ما يمكّن الجميع من اقتناء احتياجاتهم في شهر رمضان الفضيل.
وأوضح بائع الخضروات أبو شادي عمار (48) عامًا، أن الخضروات متوفرة في الأسواق، وأن معظم الأسعار مناسبة للجميع.
وبيَّن عمار لصحيفة "فلسطين" أن كيلو البندورة بشيقل واحد فقط، والليمون بـ2 شيقل، والباذنجان بـ2 شيقل، والبطاطا بـ2 شيقل أيضًا، مشيرًا إلى أن كيلو سعر البصل يتراوح ما بين 2-3 شيقل وكذلك الخيار.
ولفت عمار إلى أن الأسعار بالرغم من انخفاضها، إلا أن نقص السيولة النقدية تحول لدى العديد من الأسر التي تجد صعوبة في عملية الشراء وتأمين احتياجاتها، حاثًا المؤسسات الخيرية والأهلية إلى مساندة تلك الأسر بتوفير لها سلات غذائية من الخضروات.
وأكد المزارع زياد ماضي لصحيفة "فلسطين" وفرة المحاصيل الزراعية في هذه الأوقات، مبينًا أن الأسواق تشهد فائضًا في الإنتاج وأنهم بحاجة إلى التصدير للخارج.
وبيَّن "ماضي" الذي يزرع خضروات ولوزيات في أرضه جنوب قطاع غزة، أن نقص المحاصيل الزراعية ينحصر بين أكتوبر ويناير، وبعد ذلك الوقت تبدأ المحاصيل في زيادة الإنتاجية.
من جهته، أكد سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، أن الخطة الحكومية لشهر رمضان المبارك، التي وضعتها وتراقبها متابعة العمل الحكومي، أدت إلى استقرار الأسواق، ومنع التلاعب في أسعار المواد الغذائية والمنتجات وجودتها في الشهر المبارك.
وقال معروف لوكالة "الرأي" الحكومية: "الخطة الحكومية جاءت بفعل تكامل الدور الحكومي، ووجود خطة واحدة اتبعتها متابعة العمل الحكومي، التي تضم في إطارها كل الوزارات ذات العلاقة".
وأضاف: "نحن نتحدث عن خطة عمل واحدة راعت متطلبات العمل لخدمة المواطن في الشهر الكريم، وتقوم على تكامل الأدوار ما بين كل الجهات الحكومية للوصول إلى الهدف الأساسي من هذه الخطة، وهو أن يكون كل ما يتعلق بحياة المواطن في الشهر الكريم بصورة أفضل وخدمة أرقى".
وأكد "أن الطواقم الحكومية في الوزارات المختلفة، عملت في الأسابيع الأخيرة على الحفاظ على أسعار المواد الغذائية، ومنع التلاعب فيها، بجولاتها التفتيشية المستمرة".
وأوضح، أن وزارة الاقتصاد سمحت بعملية التنافس والنزول بالأسعار قبل شهر رمضان، لافتًا أن هذا الأمر جاء نتيجة السياسة الحكومية التي نفذتها وزارة الاقتصاد بزيادة العرض زيادة كبيرة.
وبيّن أن تلك السياسة تعمل على وجود منافسة بين التجار في تخفيض هامش الربح الخاص بهم، لكسب الزبائن وزيادة رقعة البيع في شهر رمضان المبارك.
بدوره، بين المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني أن أسواق قطاع غزة تشهد وفرة في المنتجات الزراعية سواء المنتجات الشتوية أو الصيفية "لأن الوقت يأتي في إطار الاعتدال الربيعي".
وطمأن البسيوني في حديثه لصحيفة "فلسطين" المستهلكين بتوفر المنتجات الزراعية بأسعار تناسبهم في شهر رمضان.
وتحدث عن خطة بدأتها وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الوطني بمتابعة الأسواق في رمضان مبينًا أن دور الزراعة توفير المنتجات الزراعية، والتأكد من الجوانب الفنية كالجودة والصحة العامة، وهو دور يتكامل مع دور وزارة الاقتصاد في متابعة الأسعار للحفاظ على أن تكون في متناول الجميع.
وتطرق البسيوني إلى سياسة وزارة الزراعة في دعم المنتج المحلي في قطاع غزة، إذ إن الوزارة تعطي الأولوية للإنتاج المحلي في السوق، ثم بعد ذلك تسمح للتجار المستوردين لإدخال الكميات التي بها عجز من الخارج لسد احتياج المستهلكين.
وفي سياق ذي صلة، طمأن البسيوني المستهلك بتوفر أيضًا اللحوم البيضاء والحمراء وبأسعار مناسبة، وقال:" جرى الإعداد قبل مدة طويلة للحفاظ على اللحوم في أسواق غزة، فقد أدخل البيض المخصب بما يفي احتياجات المواطنين نحو 4.5 مليون بيضة، وهي كميات تفيض عن الأشهر الاعتيادية".
وأضاف: "أيضًا اللحوم الحمراء بجميع أنواعها متوفرة وبأسعار مناسبة للجميع، وأن دور وزارة الزراعة متابعة جودتها والصحة العامة"، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة تتابع مع الاقتصاد الوطني الارتفاع الطفيف على أسعار بيض المائدة.
وحسب تقديرات حديثة صادرة عن وزارة الزراعة يوجد (180) ألف دونم من الأراضي الزراعية في قطاع غزة.
ويوجد في قطاع غزة (1640) مزرعة دجاج لاحم، و(450) مزرعة دجاج بياض، و(120) مزرعة حبش، ونحو(300) مزرعة صغيرة من أبقار الحلوب، و(90) مزرعة عجول تسمين، و(480) مزرعة لتربية الأغنام.
ويساهم القطاع الزراعي بنسبة (5.7%- 6%) في الناتج القومي الإجمالي.