الفلسطينيون ليسوا هنود حمر، كي يشطبهم سموتريتش عن الخريطة السياسية والجغرافية، وليس الفلسطينيون خارج المعادلة التاريخية والإنسانية القائمة، كي ينفي وجودهم الوزير الصهيوني المتطرف، الفلسطينيون فرضوا أنفسهم مكوناً رئيساً من معادلة الصراع الممتد منذ بداية الغزوة الصهيونية لأرض فلسطين، وحتى يومنا هذا.
تصريح سموتريتش في فرنسا عن عدم وجود شعب فلسطين، وأن هذه التسمية اختراع عربي لمواجهة الحركة الصهيونية، هذا التصريح لا يختلف كثيرًا عن تصريح رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مئير، حين قالت سنة 1969: لا يوجد شعب اسمه الشعب الفلسطيني، وكأن منطق المتطرفين الصهاينة في نفي الفلسطينيين ولما يزل، يقوم على عدم وجود دولة فلسطينية عبر التاريخ، وعدم وجود كيان فلسطيني مستقل، وعدم وجود عملة فلسطينية، تؤكد وجود دولة فلسطينية مستقلة، ونسي أولئك الإرهابيون الصهاينة أن الأرض الفلسطينية كانت وما تزال جزءًا من أرض المشرق العربي، حتى قبل أن يهاجر إليها سيدنا إبراهيم، ـ وفق رواية الكتب اليهودية ـ ويشترى قبرًا لزوجته، من ملك الأرض في ذلك الوقت "عفرون الحثي" بمبلغ 400 شاقل، وهي العملة الكنعانية المتداولة وقتئذٍ، وكانت الأرض عربية فلسطينية يوم جاء يعقوب وافدًا على ملك الأرض "شخيم" (موقع مخيم بلاطة في هذه الأيام) شرق مدينة نابلس، وأقام في كنفه مدة من الزمن، وظلت الأرض عربية حتى الزمن الذي يدعي فيه الصهاينة قيام دولتهم الأولى والثانية، إذ تتحدث كتبهم الدينية عن عشرات المعارك مع الفلسطينيين، الذين قتلوا ملك اليهود شاؤول، وقتلوا ابنه جونثان، وقد ورد اسم فلسطين والفلسطينيون عشرين مرة في ثلاث صفحات فقط من سفر صمويل، الذي يقدسه بتسلئيل سموتريتش.
الفلسطينيون من صلب العرب، وبلادهم تمتد من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، وقد تعزز وجود العرب على هذا التراب مع قيام الدولة الإسلامية، التي حافظت على وجه الأرض العربي، حتى في زمن الحروب الصليبية، فقد ظلت هذه الأرض عربية، ولم تبدل هويتها، وكان الكيان الفلسطيني العربي قائمًا كجزءٍ من الدولة الإسلامية، التي بسطت نفوذها عبر الزمن، حتى جاء الاستعمار البريطاني والفرنسي، فمزق العرب إلى شعوب وقبائل، وقسمهم إلى أمصارٍ ودويلات غير قادرة على الدفاع عن نفسها.
ومن التاريخ، فلم يكن لسموتريتش وأمثاله أي وجود على أرض فلسطين قبل مئة سنة فقط، حيث لم يتجاوز عدد اليهود في ذلك الوقت 84 ألف يهودي، ولم يكن والد سموتريتش أحدهم، فقد جاء إلى فلسطين لاجئًا، بعد أن فرضت عصبة الأمم المتحدة الانتداب البريطاني على فلسطين سنة 1922.
الإرهابي سموتريتش الذي يجاهر بجرائمه وعدوانه ضد الفلسطينيين، دعا إلى محو بلدة حوارة عن الوجود، في تصريح يؤكد تاريخ الصهيونية الدينية، التي تأسست على الأحقاد، وتمتص وجودها من شلال الدم الفلسطيني النازف من المجازر التي مارسها أجداده، قادة العصابات الصهيونية سنة النكبة 1948، يوم دمرت العصابات الصهيونية مئات المدن والقرى الفلسطينية، وذبحوا أهلها، وتركوا الملايين من سكانها لاجئين.
ملحوظة: سيكون الرد الفلسطيني على سموتيرتش بالفعل المقاوم، حين يخرج عليهم الأبطال من قلب المدن المغتصبة، ليزلزلوا الأسس التي نشأت عليها دولة الإرهاب.