من جديد يطلّ الفاشي بيتسلئيل سموتريتش وزير المالية في حكومة الاحتلال، وزعيم الصهيونية الدينية، بتصريحات عنصرية بعد دعوته إلى محو بلدة حوارة، بقوله في باريس: إنه "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني، لأنه اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة".
ليست المرة الأولى التي يتفوه بها هذا العنصري بمثل هذه العبارات الدموية، فقد سبق له أن دعا إلى "محو بلدة حوارة عن الوجود"، وكشف مؤخرًا عن تفاصيل خطته الاحتلالية المسماة "خطة الحسم"، الهادفة إلى محو الخط الأخضر بين دولة الاحتلال والضفة الغربية، بزعم تصفية القضية الفلسطينية.
مع العلم أن التصريحات الصادرة عن سموتريتش، وقبلها خطة الحسم التصفوية، ربما كانت ستبدو ضرباً من الهوس والخيال لو أن قائلها على هامش الخارطة السياسية الإسرائيلية، لكنه الآن الوزير الثاني في الحكومة، وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، والوزير المسؤول بوزارة الحرب، وكل هذه مسميات تمنحه القدرة على أن يحوّل آراءه الشخصية والحزبية إلى برنامج عمل يشرف على تطبيقه عبر مناصبه الرفيعة في الحكومة.
نحن الآن أمام وزير عنصري دموي فاشي انتقل من عضو كنيست هامشي إلى زعيم حزب ووزير مهم في حكومة الاحتلال، وقد بدأ فعلاً في تطبيق رؤيته الاحتلالية، ولا سيما وأنه بيضة القبان في الائتلاف الحكومي اليميني الحاكم، وهو يبتز رئيسه نتنياهو الذي يعلم أن هذا الـ"سموتريتش" قادر على تفكيك الحكومة دون تردد، مما يجعل نتنياهو يتجنب معارضة مشاريعه، طبعًا هذا لا يعني أن الأخير حمامة سلام، هو عنصري ولكن بمساحيق تضليلية.
إن سموتريتش بتصريحاته الدموية ودعواته العنصرية إنما يعد الابن الشرعي للعقيدة الصهيونية، وأهدافها التي تتلخص بأنها حركة استيطانية قامت على أساس استقدام اليهود إلى فلسطين، وإنشاء مستوطنات على الأراضي الفلسطينية، وبناء قوة مسلحة مدعومة من القوى الكبرى في العالم، ضمن خطة لإجلاء الفلسطينيين بالقوة، وإنشاء دولة يهودية خاصة "نقية" على أرض فلسطين.
سموتريتش حين يدعو إلى محو حوارة، ثم ينكر وجود الشعب الفلسطيني، إنما يجسد بكل صفاقة سمات الحركة الصهيونية التي تتسم بالطبيعة العدوانية، والاحتلال والتوسع، والعنف المطلق الناتج عنه الإرهاب المتجسد في التدمير الكلي والقسوة الوحشية.
لا أجد مبررًا لإعادة ما تفوه به هذا المأفون من مواقف تكشف الفكرة الصهيونية على حقيقتها، وتزيح النقاب عن وجهها القبيح الأصلي، مهما حاول دبلوماسيوها منحها مزيدًا من الأصباغ، لكنها مناسبة للتذكير أن هذا العنصري سبقه في إنكار الشعب الفلسطيني قادة محتلون إرهابيون سابقون: رحلوا وبقينا، غابوا وصمدنا، أفلوا وأشرقنا، وبقيت فلسطين وستبقى، ومصير الوهم المسمى "إسرائيل" إلى زوال، زوال ليس بعده مقام.