بأوامر أمريكا، ولمصلحة العدو الإسرائيلي، يحتشد أصحاب الفيل في شرم الشيخ، والهدف هو هدم المسجد الأقصى، وبدل أن تنزوي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية جانباً، وتقول كما قال عبد المطلب: للبيت ربٌ يحميه، أو للمسجد الأقصى شعب يحميه، وأمة لن تفرط فيه، يتوجه قادة منظمة التحرير إلى مؤتمر القمة في شرم الشيخ، مسلحين بالغدر لدماء الشهداء، والخيانة لأرض فلسطين، زادهم الكذب المفضوح عن تحقيق التهدئة، لأن التصعيد مصلحة إسرائيلية، ومسعى إسرائيلي، وأن لا حول لنا ولا قوة نحن الفلسطينيين، إلا أن نتلقى الطعنات، ونصطف بصمت في طابور الذبح، ونبارك الخطوات الصهيونية في اقتحام المسجد الأقصى، والاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وتلويثها بالمستوطنات اليهودية.
مؤتمر قمة شرم الشيخ الذي يشارك فيه رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية رونين بار، الذي كان رئيساً لوحدة العمليات الخاصة، وشارك بنفسه في الكثير من العمليات الخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وهذه الشخصية الأمنية لا تلتقي إلا مع العملاء، ولا تتفاوض إلا لمصلحة الأمن الداخلي الإسرائيلي، ولا تشارك في لقاءات إلا إذا كانت تصب في صالح الأطماع الإسرائيلية.
وكما يشارك في اللقاء رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وهو أحد قادة عصابات الجنازير، التي نفذت اعتداءات منظمة على الطلاب الجامعيين العرب، وهو رفيق آريئيل شارون في إرهابه ضد الفلسطينيين.
وغسان عليان، منسق شؤون المناطق، وهو الجنرال الإسرائيلي الذي تسلم قيادة عمليات الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية قبل عشرين سنة، وهو الذي قاد الجيش الإسرائيلي في "معركة جنين سنة 2002، وكان مكلفاً بملاحقة رجال المقاومة في شمال الضفة الغربية، وكان قائداً لكتيبة الاستطلاع في العدوان الإسرائيلي على غزة 2008، وقد أصيب بجراح خطيرة في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014".
ومن سيرتهم الذاتية يتضح أن المشاركين الصهاينة في قمة شرم الشيخ هم شخصيات أمنية بامتياز، شخصيات متخصصة في محاربة المقاومة، ولها خبرة ودراية في اقتحام شمال الضفة الغربية واغتيال المقاومين، ولا شأن لهذه الشخصيات بالقضايا السياسية، وعليه فلا مصداقية لما تدعيه قيادة منظمة التحرير أن اللقاء سياسي، هذا لقاء أمني، يهدف إلى تحقيق الأمن الإسرائيلي، على حساب الشعب الفلسطيني.
مؤتمر قمة شرم الشيخ يجيء متمماً لمؤتمر العقبة الذي خرج بتوصية واحدة، وهي تحميل أجهزة أمن السلطة المسؤولية عن تحقيق الأمن لـ(إسرائيل)، وتثبيت التهدئة على طرقات المستوطنين مقابل حفنة من المال، وكومة من الامتيازات لقيادة السلطة، التي أمست ترتبط بمصالحها في ذيل الاستيطان الصهيوني، وباتت خيانتهم مكشوفة لشعب ما يزل يقدم الشهداء على مدار الساعة.
ولتبرير الخيانة، ولتمرير المخطط الصهيوني، سيلجأ المتعاونون أمنيًّا مع العدو إلى الأكاذيب والتدليس، سينشرون التصريحات عن حرصهم على مصالح الشعب الفلسطيني، وأن سعيهم إلى مؤتمر شرم الشيخ يهدف إلى تحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، وأنهم ماضون على طريق إقامة الدولة، وديدنهم إلى الرذيلة يمر عبر تفجير الخصومات الداخلية، وترديد نغمة الانقسام، واتهام تنظيمات المقاومة بالتنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، وأن جميع التنظيمات تحرص على التهدئة مقابل حفنة من الدولارات، وأن الجميع سواء في الخيانة والغدر، وهذه الأكاذيب أقرب إلى أحاديث الزانية، التي ترجم الشريفات بفعلها القبيح.
والنتيجة، الفلسطينيون أحوج إلى التخلص من قيادتهم الذليلة كحاجتهم إلى تخليص أرضهم من براثن الصهاينة.